توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا و«الإخوان» بين الاحتواء والمواجهة

  مصر اليوم -

أميركا و«الإخوان» بين الاحتواء والمواجهة

بقلم - منير أديب

علاقة الولايات المتحدة الأميركية بحركة «الإخوان المسلمين» قديمة قدم نشأتها في نهاية عشرينات القرن الماضي. هذه العلاقة بدأت مع الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور، ولكنها أخذت شكل الاحتواء تارة ومحاولة الاستفادة من الشعبية التي نجح التنظيم الذي قاده حسن البنا، في خدمة مصالح الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط تارة أخرى.

لم تتغير سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه «الإخوان» حديثاً، وإذا كان ثمة تغيير فإنه في صالح «الجماعة» الصاعدة، بخاصة أن نفوذ الولايات المتحدة الأميركية كان في مرحلة صعود هو الآخر، تلاقت الأهداف بين «الأميركان» و «الإخوان»، بخاصة أن «الجماعة» هي التجمع السياسي الأول في المنطقة العربية التي كانت تمارس من خلاله الولايات المتحدة ضغوطاً على الأنظمة الحاكمة بعد التحرر من الاستعمار.

كانت «الجماعة» أداة في يد الأميركيين منذ النشأة الأولى، ولعبت الدور ذاته مع بدايات العقد الثاني من الألفية الثانية وتحديداً مع ما عرف بالربيع العربي، فكانت أداة لنشر الفوضى وتهديد الدعائم المستقرة للدول القومية في المنطقة، فلعبت «الجماعة» ذات الدور في مصر وليبيا واليمن وسورية، وتطابقت رؤية «التنظيم» مع المشروع الأميركي القائم على نشر الفوضى وتفتيت المنطقة.

دعمت السفارة الأميركية في القاهرة جماعة «الإخوان المسلمين» ودافعت عن مصالحها ونددت بمحاكمة قادتها بعد قيام ثورة 30 حزيران (يونيو) عام 2013، وظلت الولايات المتحدة من خلال سفارتها تمارس ضغوطاً على النظام السياسي في مصر بهدف عودة «الإخوان» إلى السلطة مرة أخرى، غير أن إرادة الشعب انتصرت في النهاية ورضخ «الإخوان» فخرجت «الجماعة» تنتقد الموقف الأميركي الذي كانت تعول كثيراً عليه.

الولايات المتحدة الأميركية ترى مصلحتها مع «الإخوان المسلمين» وعموم الحركة الإسلامية التي تضم أطيافاً كثيرة من التنظيمات، وكانت الحاجة ماسة اليها في العام 1979 عندما دعمت ما أطلق عليهم بـــ «المجاهدين العرب» بالسلاح بهدف قتال الاتحاد السوفياتي وتفتيت الإمبراطورية التي كانت تقاسم الولايات المتحدة النفوذ.

دعمت الولايات المتحدة هؤلاء المقاتلين بالمال والسلاح لهدف سياسي، وسقطت روسيا في هذه الحرب وكان ذلك بداية إعلان تنظيم «قاعدة الجهاد»، وظلت على دعمه بشكل خفي لتحقيق مصالح أخرى في منطقة الشرق الأوسط. بعد أن وضعت الحرب أوزارها أصبح تنظيم «قاعدة الجهاد» شوكة في خصر الوطن العربي، حيث عاد هؤلاء المقاتلون من حيث أتوا وأشعلوا الأرض من تحتهم نارًا، وهو ما حسم من رصيد الأنظمة السياسية واستقرارها وظل «التنظيم» ورقة في يد الأميركيين لنشر الفوضى، كما كانت جماعة «الإخوان المسلمين» ورقة في يدهم منذ بداية نشأتها.

طالعنا بعض وسائل الإعلام مؤخراً باجتماع لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأميركي في الحادي عشر من شهر تموز (يوليو) لبحث خطر «الإخوان المسلمين»، وكانت المناقشات تدور حول تهديد الأمن القومي الأميركي وأن «التنظيم» تبنى العنف منذ نشأته، وأنه ما زال يمارسه من خلال بعض الأذرع العسكرية التابعة له.

في الحقيقة، جلسة البرلمان الأميركي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة إزاء العلاقة الممتدة بين الولايات المتحدة من جانب وحركة «الإخوان المسلمين» من جانب آخر، ولكن هناك تفاصيل في هذه العلاقة تستلزم الضغط على «الجماعة» من أجل تحقيق مصالح أكثر، ولعل هذا يكشف السر وراء رفض الولايات المتحدة تسمية «الإخوان» جماعة إرهابية واعترافها بالأذرع العسكرية، ممثلة في حركتي «سواعد مصر.. حسم» و «لواء الثورة» ومعهم «المقاومة الشعبية»، غير أن «الجماعة» مارست عنفاً من خلال دعم تنظيمات أكثر تطرفاً، مثل «القاعدة» و «داعش»، ومثلت حاضنة لتنظيمات العنف والتطرف في مصر وخارجها.

التعليق فقط ليس على عدم وجود إرادة لدى الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة جماعات العنف والتمرد والتطرف، و «الإخوان» على قائمة هذه التنظيمات، وإنما في دعم هذه التنظيمات من أجل تحقيق مصالح سياسية ضيقة، ولعل هذا السلوك المشين للولايات المتحدة الأميركية وراء نمو وتطور التنظيمات المتطرفة حتى أصبحت خطراً يُهدد الإنسانية وليس دولة بعينها.

نعتقد أن السلوك الأميركي في التعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين» يؤكد شكل العلاقة مستقبلاً، وأنها سوف تظل على شكلها الاحتوائي الداعم ولن تكون هناك مواجهة عاجلاً أو أجلاً طالما أن الطرف الأميركي يسعى إلى تحقيق مصالحه على حساب الأمن القومي الإنساني، وإذا ظلت العلاقة على هذا النمط فسوف نظل نحرث في الماء دون مواجهة حقيقية للإرهاب، بخاصة أن «الإخوان» يمثلون رأسه وقاعدته.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا و«الإخوان» بين الاحتواء والمواجهة أميركا و«الإخوان» بين الاحتواء والمواجهة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon