توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تساؤلات الساعة: تركيا و«حرب الغاز»

  مصر اليوم -

تساؤلات الساعة تركيا و«حرب الغاز»

بقلم : جمال طه

سلسلة مقالات «حرب الغاز» بدأناها منتصف فبراير 2018، ضمن عملية تنبيه للعدائيات المرتبطة بالكشوف الغازية شرق المتوسط، وآليات مواجهتها.. المخاطر تتصاعد، ومصر هى المستهدفة، حتى لو بدأ التحرش بقبرص.. تركيا بثت رسالة على خدمة الرسائل البحرية «نافتكس» 3 مايو الحالى، كشفت نيتها التنقيب عن الغاز غرب قبرص، حتى سبتمبر المقبل، وهو مانبهنا إليه بمقالنا «تركيا تقرع طبول الحرب» 5 أبريل الماضى.. الخارجية المصرية حذرت من انعكاس الإجراءات الأحادية على الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأكدت ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولى وأحكامه.. الحدث أثار القلق، نبه لجدية التهديدات، وطرح تساؤلات، تفرض إجابات، لمحاور اهتمام الرأى العام.

أولاً: ما الهدف من التصعيد التركى الراهن؟! ولماذا الآن؟!

برنامج التنقيب التركى جاهز منذ فترة طويلة، لكن شركات النفط الدولية رفضت تنفيذه، لعدم ترسيمها للحدود مع جيرانها، ما فرض عليها بناء أسطول خاص للحفر فى الأعماق، وإجراء تجارب ميدانية بمنطقتها الاقتصادية، ثم تنفيذ أضخم وأوسع مناورة بحرية بمشاركة القوات البرية والجوية، أطلقت عليها «الوطن الأزرق» كناية عن المسطحات المائية الخاضعة لسيادتها، والمتنازع عليها.. المناورة استهدفت الردع، والاستعداد لاحتمالات الصدام.. توقيت الأزمة الأخيرة يتزامن مع تورط الإخوان والميليشيات فى طرابلس، وفلول الإرهاب بسيناء، للتخفيف عنهم، ومحاولة دفع العناصر المنسحبة من إدلب لدعمهم، ضمن محاولة تركية لإعادة التموضع بالمنطقة.

ثانياً: ما المنطقة المستهدفة بالتنقيب؟!

أردوغان حذر شركة «إكسون موبيل» من التنقيب فى «المربع 10»، جنوب غرب قبرص، مدعياً أن «شركة النفط الوطنية التركية»، حصلت على ترخيص للتنقيب فيه من جمهورية قبرص التركية، التى لا تعترف بها سوى أنقرة!!.. اختيار المربع يرجع إلى أنه واعد، اكتشف فيه حقل «جلافكوس» البحرى، باحتياطى 5 و8 تريليونات قدم3، والبحوث السيزمية تؤكد أنها مجرد بداية، ما دفع «موبيل» لدراسة إنشاء معمل إسالة بالجزيرة.. ثم إنه ملاصق لـ«المربع 9» منطقة امتياز «توتال»، ولمنطقة ترسيم الحدود مع مصر.. وعلى مقربة من حقل «ظهر».. ويعتبر امتداداً لحوضه الرسوبى بالغ الثراء.

ثالثاً: لماذا تخاطر تركيا بدخول مربع مهم قد يؤدى لصدام عسكرى؟!

تركيا تدرك أن مربعات المنطقة الجنوبية لقبرص مناطق امتياز لكيانات عملاقة، تضخ عائداتها فى اقتصاديات دولها، وبالتالى تحظى بحمايتها؛ «إينى» الإيطالية، «توتال» الفرنسية، «إكسون موبيل» الأمريكية، «روس نفط»، و«الكورية»، ما يفسر تأمين البحريتين الإيطالية والأمريكية لعمليات التنقيب الخاصة بشركاتهما، ضد محاولات التعرض التركية المتكررة.. أنقرة تستهدف المساومة لفرض نفسها كشريك فى ثروات المتوسط، وكلما كان الضغط أقوى، عززت موقفها، وحصلت على حصة أكبر.. وهى تدرك أن توازنات القوى مع اليونان ومصر وقبرص، ليست فى صالحها، وأن اقتصادها لا يحتمل نفقات الحرب.. لكنها تراهن على سرعة تفعيل آليات تسوية النزاعات بين أعضاء «الناتو»، حال وقوع الصدام، بحكم انتمائها مع اليونان لعضويته، كما تراهن على أن امتلاك إمبراطورية روكفلر «إكسون موبيل» لامتياز «المربع 10»، يفرض تدخل الإدارة الأمريكية لاحتواء أى نزاع يمس مصالحها.. الحد الأدنى لموقف تركيا التفاوضى سيكون الإقرار الفعلى لحقها فى التنقيب والاستخراج للثروات الكامنة، فى المربعات الواقعة بنطاق المنطقة الاقتصادية الحرة لجمهورية شمال قبرص المزعومة، وهى منطقة لم تستطع قبرص الاقتراب منها، ولم تمنح امتيازها لأى شركة.

رابعاً: كيف نواجه البلطجة التركية؟!

ينبغى مبادرة مصر بالدعوة لاجتماع استثنائى طارئ لدول «منتدى شرق المتوسط للغاز»، يتم فيه تشكيل فريق عمل متخصص، لمواجهة تركيا قانونياً؛ بسبب اختراقها تسويات «اتفاقية لوزان 1923»، التى تفرض عليها قيداً زمنياً، يحرمها من استخراج وتصنيع النفط حتى 2023، باعتبارها الدولة المنهزمة فى الحرب العالمية الأولى.. والتأكيد على أن عدم انضمام تركيا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982، لا يعفيها من بعض أحكامها، لأنها دولة ساحلية تطل على بحار دولية، وملزمة بتعيين العلامات البحرية المحددة لبحرها الإقليمى، والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وتعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة والمقابلة، ثم إيداعها مشفوعة بالخرائط لدى الأمم المتحدة، قبل بدء عمليات التنقيب.. والأهم تشكيل غرفة عمليات لتبادل المعلومات المتعلقة بالمخاطر التى تهدد حقول الغاز، واقتراح آليات مواجهتها.. مصر ينبغى أن تؤكد على أنه «لن يتسنى ردع تركيا، التى تنتهج سياسة «حافة الهاوية»، إلا بإقناعها بأننا نتحين فرصة اقترابها منها، لإلقائها فيها».

خامساً: علامَ تعتمد حسابات السياسة الخارجية التركية فى تعاملها مع الأزمات الإقليمية؟!

هناك خلل جسيم فى إدارة السياسة الخارجية التركية؛ أردوغان يديرها «بالقطعة»، وبرؤية ضيقة؛ بدأ بادعاء البحث عن حقوقه فى الجرف القارى، ورفض كل اتفاقات ترسيم الحدود، وعندما اكتشف ضعف موقفه، اعتبر نفسه ضامناً لحقوق القبارصة الأتراك، فى مواجهة نيقوسيا، فازداد موقفه ضعفاً.. اختلف مع أمريكا، وارتبط بروسيا بعلاقات استراتيجية، سمحت بإمداده بشبكة الدفاع الصاروخى S-400، ثم طعن موسكو من الخلف، وأجرى مباحثات مع واشنطن لإقامة منطقة آمنة شرق الفرات، فأثار غضبهما.. رفض طلب روسيا بالتحرك ضد هيئة تحرير الشام فى إدلب، فأفسد الجولة الثانية عشرة من مباحثات أستانة.. موسكو ردت على خداعه بقصف جوى لإدلب، خلافاً للاتفاقات الموقعة، وسوريا قصفت نقاط المراقبة التركية ومناطق تخضع لسيطرتها فى إدلب وعفرين.. أردوغان تجاهل أن المصالح الروسية تتعارض مع أى صدام بالمنطقة؛ بسبب شراكة «روس نفط» فى حقل «ظهر» بـ30%، وفى حقوق الامتياز بـ«المربع 9» جنوب قبرص، ما يفسر دعوة الخارجية الروسية تركيا إلى عدم اتخاذ إجراءات من شأنها إثارة التوتر، وتأكيدها على أن أى نشاط اقتصادى ينبغى أن يتوافق مع قواعد القانون الدولى.. والأغرب إغفاله امتلاك حليفته قطر لـ40% من امتياز «المربع 10»، ما يفسر امتناعها عن تأييده.

ما ينبغى التنبيه إليه، هو سعى تركيا لأن يؤدى التوتر العسكرى إلى رفع تقييم المخاطر والغطاء التأمينى المتعلق بتنفيذ خط «إيست ميد»، فيتراجع المستثمرون أو يتم تأجيله، فى الوقت الذى تحاول فيه الإمساك بموطئ قدم، لمد خط أنابيب يتصل بأراضيها، وتراهن على أن المصالح الاقتصادية تفرض كلمتها، وأن معظم غاز المنطقة سيجد طريقه لأوروبا من خلاله، وعبر أراضيها.. ما يفرض التحسب لإحباط مسعى أردوغان لسحب البساط من تحت أقدام مصر.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات الساعة تركيا و«حرب الغاز» تساؤلات الساعة تركيا و«حرب الغاز»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon