القاهرة - مصر اليوم
لن نكون أقل انتماءً من الأمريكان الذين يصمتون عندما يكون أبناؤهم على خط النار، لن نكون كجماعة الإخوان ومواليهم الذين ينتظرون هزيمة الجيش نكاية في النظام الحاكم، وتشفيا في الثورة التي يرونها انقلابا لأنها أزاحتهم عن الحكم، لن نكون إلا داعمين لجيشنا في معاركه ضد الإرهاب، فهي حرب فُرضت عليه وعلينا.
لن نكون يوما كالإخوان الذين سجدوا فرحا في هزيمة 67، لم تفرق معهم أن مصر انهزمت دولة وجيشا وشعبا، كانوا شامتين في «جمال عبدالناصر» الذي واجه مخططاتهم للانقلاب على نظامه، واعتبروا النكسة عقابا من الله لقادة ثورة يوليو، ولم يعنهم أن المنتصر كان العدو الصهيوني، مغتصب الأرض ومدنس المقدسات.
سندعم جيشنا بغض النظر عن موقفنا من دوره في المجال أو المحيط العام، سندعمه بعيدا عن تأييدنا للرئيس أو معارضتنا له، سندعمه لأنه جيش مصر والمصريين، ليس انكشارية ولا مماليك أو مرتزقة، إنهم أبناؤنا الذين يخوضون المعركة نيابة عن الجميع.
لا مجال للوقوف في المنطقة الوسطى، ولا للدعم المتبوع بـ«ولكن» التي تفتح بابا للتشكيك في العمليات العسكرية وأهدافها، والتي تجعل المعارضة تقف على نفس المساحة مع أعداء الجيش وأعداء الدولة، «ولكن» التي يليها أن مواجهة عصابات الإرهاب مهمة الشرطة وحدها، وأن ما يقوم به الجنود هو استهداف لأهل سيناء بغية إبعادهم عنها.
«ولكن» التي تغض الطرف عن واقع أن مقومات التنظيمات الإرهابية تخطت إمكانات وزارة الداخلية، وأن الجهاز الشرطي يحتاج لإعادة تأهيل وتدريب، وأن الإرهاب لم يعد تنظيما محليا منعزلا، بل أصبح جزءا من شبكة دولية عابرة للحدود، وأن معظم الإرهابيين ارتبطوا بدول كبرى وصغرى، دول هدفها احتلال مصر عبر مَّن تم احتلال عقولهم بخرافة دولة الخلافة، أو بالحكم الإسلامي الذي لا يمثله إلا الإخوان ومَّن على شاكلتهم.
سندعم جيشنا لأنه جيش وطني، لم يتحول إلى ميليشيا تقتل أبناء الشعب، لأنه جيش محترف يعرف عدوه الذي واجهه لعقود، ولأن عقيدته لا تزال حماية كل شبر من أرض مصر وعدم التفريط فيها، فثمنها عنده الروح والدم.
بعيدا عن «ولكن» فإن غياب المراسلين الحربيين عن مسرح العمليات يترك مساحة أمام الادعاءات، فالناس لا تملك إلا البيانات العسكرية، ومع ذلك لا مجال لتصديق ما يروجه الإعلام المعادي من تجاوزات الجيش في حق المدنيين، نعم جيشنا ليس من الملائكة، لكنه يدرك أن أهل سيناء ليسوا هم العدو، وإن كان يسكن بينهم مّن استحل دماءنا واستباح دور عباداتنا واستهدف أمننا واستقرارنا.
إنه يخوض المعركة الأصعب، فالعدو منك وفيك، لا يمكن أن تميزه إذا سار بجوارك، والجيش في «سيناء 2018» يقوم بدور جديد عليه وهو محاربة ميليشيا وتنظيمات إرهابية، ومع التأكيد على أنها معركة متعددة الاتجاهات، وضرورة التحرك على كل الأصعدة بالتوازي، فإن ذلك لا يعني التخلي عن دعم الجزء العسكري منها.
ولابد من التأكيد أن المعركة معركة الكل، شعب وجيش، وكما يضع المصريون ثقتهم الكاملة في جيشهم، على العسكريين أن يبادلوا المدنيين الثقة، أما ما يتعلق بأخطاء أو تقصير، وما يرتبط بأولويات المواجهة فله وقت يجب أن يأتي لنقاشه «ولكن»؛ المقبولة هنا؛ بعد عودة جنودنا سالمين من ميدان القتال.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية