توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جولة الشراكات: صناعة الرفاه والاستقرار السياسي

  مصر اليوم -

جولة الشراكات صناعة الرفاه والاستقرار السياسي

بقلم - يوسف الديني

ثمانية أشهر من العمل الدؤوب في الداخل منذ تسلم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد؛ كانت جديرة بإعادة تقديم صورة المملكة الخارجية من حليف سياسي مرحلي أو دائم تبعاً للمصالح المشتركة والالتزامات الدولية إلى الانتقال لرؤية جديدة من صناعة الاستقرار السياسي عبر مفهوم الشراكات الذي يقتبسه ولي العهد منذ إعلان «رؤية المملكة» من المفهوم الحديث لطبيعة تداخل الاقتصاد والأسواق العالمية بالملفات الجيوسياسية ومهددات الأمن. ومن هنا يمكن فهم هذه التوليفة التي أثارت الجدل طويلاً حولها في إطلاق كل صافرات الإنذار بالتغيير على مستوى مكافحة الفساد والاعتدال الديني ومكافحة الإرهاب وإعادة موضعة الاقتصاد من الريعية إلى التنافسية والاستثمار وصولاً إلى سياسة الحزم تجاه أحلاف الخرائب من الإسلام السياسي إلى الحوثيين و«حزب الله» و«داعش» و«القاعدة»، فضلاً عن التحول تجاه التغاضي عن تجاوزات قطر وفق أعراف وتقاليد بيوت الحكم الخليجية، بعد أن تحول الوضع من محاولة إثبات الذات والبحث عن دور إلى مهدد إقليمي لدول مؤثرة؛ البحرين خليجياً ومصر عربياً والعالم المستهدف بخطاب الإرهاب الذي كانت تهدهده قناة الجزيرة وليداً مع «القاعدة»، وتستثمر فيه مع خروجه عن السيطرة ودخوله في منافسة مع طاحونة التطرف التي أنتجت كل هذا الدمار منذ لحظة انهيار الربيع العربي.
أول زيارة خارجية لأوروبا بعد ثمانية أشهر وفي بريطانيا قلب صناعة الموقف والحليف العريق والتاريخي، قدم فيها ولي العهد تلك التوليفة التي يمكن اختصارها في الشراكات لدعم الاستقرار والرفاه في المنطقة مشروعاً سعودياً مضاداً للمشاريع التقويضية التي بدأت مع الربيع العربي وقبله، وما زالت بعض الدول تطمح إلى الاستثمار فيما آلت إليه المنطقة من هذه التركة المروعة على مستوى فوضى التدخل السيادي من قبل ملالي طهران وزعماء عودة الخلافة وفلول اليسار والإسلام السياسي الذين لا يمكن أن ينتقلوا إلى مربع «الدولة»، مهما قدموا من تنازلات حتى ضد الذات في فوضى «المعارضة».
جولة الشراكات لا يمكن فهمها إلا في سياق اختيار مصر أولاً، باعتبارها الأكثر تأثيراً في السياق العربي والأكثر استهدافاً من قبل الأحلاف المضادة، فمصر العروبة والحليف الأهم للخليج مستهدفة بدرجة متساوية. تفسير هذا الهجوم عليها طبعاً، واختزال ذلك في النظام السياسي أو أدائه، في محاولة لتكرار لعبة «الربيع العربي» التي كشفت عن معارضات تقويضية لمفهوم الدولة، وليست ذات اختلاف مع أداء النظام السياسي أو تقييم حجم المشاركة والتعددية السياسية والبراهين كثيرة على ذلك، أهمها ما آلت إليه الأوضاع في الدول التي مستها تلك الرياح وما زالت تعاني.
وتأتي بريطانيا على رأس الجولة باعتبارها خطوة في الانتقال من المحيط الإقليمي إلى شراكة نوعية في أوروبا، القارة الأكثر قرباً وتأثيراً على مستوى التوازنات الإقليمية رغم تراجع أدوارها بسبب إحباطات الهجرة والاندماج والتحديات الاقتصادية والالتفاف للداخل والرضات السياسية بين الأحزاب، لكن الزيارة تأتي في وقت ترقب كبير للبلدين - السعودية الجديدة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - على مستقبل اقتصادي كبير، في ظل زيادة معدل الفرص الاستثمارية الذي بات لا يقنع الشركات الكبرى والرساميل إلا مع إعادة موضعة صورة السعودية في مسائل الأمن والقانون ومكافحة الفساد والاعتدال الديني صمام الأمان في مسألة التطرف والإرهاب، كما أن الدولة العريقة بحاجة إلى تجديد دمائها الاستثمارية بعد مؤشرات التباطؤ في النمو الاقتصادي، وهنا تكمن رؤية الأمير محمد بن سلمان في إحلال صندوق الاستثمارات العامة كقارب إنقاذ استثماري في كل الفرص المتاحة في العالم، وهو ما أشارت إليه بعض التوقعات في بريطانيا وحدها بأكثر من مائة مليار دولار.
ملفات ولي العهد ليست بحاجة إلى تكهنات تجار الحقائب السياسية أو قنوات بيع الدجل السياسي بإقناع العالم بالتحولات والفرص الواعدة على مستوى الداخل، والتأكيد على شفافية الوضع الاستثماري في السعودية، والتسويق لمشاريع عملاقة مثل «نيوم» بدعم مباشر من القيادة العليا التي تقف خلفها وليس القطاع الخاص، بحيث يمكن أن تؤتي هذه الشراكات المبنية على الشفافية التي يقدمها ولي العهد بوصفها أسلوب عمل وليست ضمانات في التمهيد لطرح «أرامكو» للاكتتاب العام في لندن، وفي الجانب السياسي التأكيد على محاربة التطرف والإرهاب وصنّاعه من الكيانات والجماعات والدول التي تقف وراءهما، وهو أمر لا يمكن أن تمضي فيه المملكة بعيداً بلا دعم من القوى الدولية الكبرى ومن دون تفهم لتعقيدات الوضع في ملفات اعتاد من يقرأها بشكل جيد الاصطفاف العاجل، كما هي الحال في ملف اليمن الذي يعد جزءاً من التوضيحات التي تقدمها السعودية للمجتمع الدولي بعد أن تكشفت مساعي الحوثيين في الاستثمار بإنهاك الشعب اليمني ومنع وصول الإغاثات بل والتجنيد القسري للأطفال لتقديم صورة للحرب مغايرة والاستثمار في عامل الوقت.
هذه الملفات يقدمها ولي العهد متكئاً - كما أكد في تصريحاته الأخيرة - على «دعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي القلق»، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة، كما أنها تغييرات جوهرية للوقوف أمام التحديات التي تتعرض لها المنطقة والعالم من الإرهاب والتحديات الاقتصادية والتدخلات السيادية والفوضى السياسية الإيرانية، وهي أشياء تغيب عنها الحدقات المفتوحة باتساع في التصيّد للتحولات السعودية الكبرى!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة الشراكات صناعة الرفاه والاستقرار السياسي جولة الشراكات صناعة الرفاه والاستقرار السياسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon