توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دخول المرأة سوق العمل... من يتحمل مسؤوليته؟

  مصر اليوم -

دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته

بقلم - مينا العريبي

على الرغم من التقدم الذي أحرزته سيدات عربيات رائدات في مجالات العلم والأعمال والعمل الحكومي وغيرها من مجالات، فما زالت مشاركة المرأة في الحياة العملية في العالم العربي دون طموحاتها، ودون المستوى المطلوب لتحفيز اقتصاديات الدول العربية. وبموجب البنك الدولي، فإن نسبة 3.5 في المائة فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تملكها سيدة، مقارنة بـ14 في المائة من المعدل العالمي للشركات، بينما 5 في المائة فقط من الشركات تقودها امرأة، مقارنة بـ19 في المائة عالمياً. وتشكل المرأة 16 في المائة فقط من العاملين في المنطقة، مقارنة بـ33 في المائة عالمياً. وعلى الرغم من الحاجة لتحسين وضع المرأة بشكل عام حول العالم في مجالات العمل، فإن حالتها ربما تحتاج للمزيد في العالم العربي. فمن جهة، تعرقل العقبات الاجتماعية في بعض المجتمعات العربية دخول المرأة سوق العمل بشكل متسارع، بينما الأوضاع الاقتصادية المتقلبة لدى الكثير من الدول العربية، وخاصة تلك غير المصدرة للنفط، تزيد من صعوبة خرق العقبات الاقتصادية. وهذا كله من دون التطرق الى تأثير الحروب والنزاعات على المجتمعات وتبعات ذلك على المرأة.
خلال مشاركته في «القمة العالمية للحكومات» المنعقدة في دبي هذا الأسبوع، سلط رئيس البنك الدولي جيم كيم الضوء على ضرورة تمكين المرأة «وبشكل سريع» مع تسارع التغييرات الاقتصادية والتقنية حول العالم. فهذا عامل أساسي لتقوية الاقتصادات والمجتمعات في عالم متقلب. كما أنه حذر من أن «النمط التقليدي» في الاستثمار التنموي لم يعد يصلح بعد. وهذا النمط التقليدي المبني على نظيره التطور الاقتصادي من النموذج الزراعي إلى الصناعات الخفيفة ومن ثم الصناعات الثقيلة، كما حدث خلال القرنين الماضيين، بات غير لائق للعالم. وتغيير النمط التقليدي يعتمد على عوامل عدة، على رأسها تغيير الاستثمار التنموي ليركز على الإنسان كبنية تحتية أساسية لإنجاح أية دولة.
وربما المثال الأفضل على بناء قدرات النساء يأتي من خلال «مبادرة تمويل رائدات الأعمال» التي أطلقها البنك الدولي في أبريل (نيسان) الماضي وساهمت فيها 14 دولة، منها السعودية والإمارات، بمبلغ وصل حتى الآن إلى 340 مليون دولار. وبحسب وزيرة الدولة للتعاون الاجتماعي الإماراتية ريم الهاشمي فإن العمل على تمويل رائدات الأعمال العربيات ليس فقط أمراً «لطيفاً» يجب الإشادة به، بل بات ضرورة ملحة لتحفيز الاقتصادات. وقد أفاد تقرير من شركة «ماكنزي» للاستشارات العالمية بأنه من الممكن زيادة 12 تريليون دولار لإجمالي الناتج الداخلي العالمي بحلول 2025 من خلال دعم دور المرأة في الاقتصاد. وهذه دراسة واحدة من بين عشرات الدراسات التي تدل كلها على أهمية دور المرأة في سوق المال. وبما أن إحصاءات البنك الدولي تظهر أن نمو اقتصاد المنطقة تراجع من 5 في المائة لعام 2016 إلى 1.8 في المائة لعام 2017، لا بد من السعي وراء أية سياسات يمكن أن تخفز الاقتصاد، على رأسها ترسيخ دور المرأة.
ولكن من يتحمل مسؤولية فتح المجالات الكافية للمرأة في سوق الأعمال؟ الحكومات لها دور أساسي؛ إذ عليها أن توفر التمويل الذي قد لا توفره المصارف لمن لا تتمتع بالخبرة الكافية أو الأصول الوافية التي يمكن أن تضمن أي قرض تحصل عليه المبتدئة في مجال العمل. كما أن للمدارس والمناهج التعليمية دوراً أساسياً في خلق الثقة بين البنات والشابات كي يتطلعن للمستقبل بثقة وقدرة على القيام بدور فعال في سوق العمل. كما أن على المؤسسات المالية، وعلى رأسها تلك الدولية، أن تتحمل مسؤوليتها في توفير التمويل الميسر بشروط عادلة لمن تريد أن تنشئ شركة أو مشروعاً خاصاً بها. ولكن هناك عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، وهو دور الأسرة. لكل فتاة، شابة أو سيدة عربية حاجة للحصول على الدعم الأسري، قبل حتى الاجتماعي، لتوسع آفاقها. وتدور النقاشات حول دور المرأة في سوق الأعمال وكيفية تقوية مكانتها في القطاع الخاص، ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك من دون إسهام الرجل في هذه الجهود. فدور الأب أو الأخ أو الزوج يؤثر مباشرة في الفتاة وهي تتخذ قراراتها حول سير حياتها الشخصية التي تؤثر في حياتها المهنية.
وهناك عامل مهم يربط تمكين المرأة بالاحتياجات التنموية الأخرى للأسرة، على رأسها التعليم والصحة. فلا يمكن للمرأة أن تساهم بقوة في مجالات العمل، حتى وإن لاقت الدعم الأسري والاجتماعي الكافي، إذا لم تتمتع بصحة جيدة ويتمتع أبناؤها أو بناتها بصحة جيدة. وهذا يشمل الحصول على التغذية السلمية، في وقت يوجد فيه 815 مليون شخص يعاني من الجوع يومياً في عالمنا. وهناك روابط وثيقة بين الفقر والصحة والتغذية والتعليم وجهود تمكين المرأة. والعمل على رفع مستوى المعيشة للشعوب سيحسن بكل تأكيد وضع الاقتصاد بشكل عام، ولكن هذا العمل لن يفلح من دون اتخاذ قرار استراتيجي بأن المرأة، وهي نصف المجتمع، يجب أن تكون شريكة حقاً في ذلك

 


عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته دخول المرأة سوق العمل من يتحمل مسؤوليته



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon