توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسقط... رؤية مختلفة

  مصر اليوم -

مسقط رؤية مختلفة

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

رغم ما يبدو على السياسة العمانية من هدوء وحذر في المواقف والتصريحات، لكنها في حقيقة الأمر هي الدولة العربية الوحيدة التي تملك علاقات جيدة مع الأطراف الرئيسية المؤثرة في المنطقة: دول الخليج، إيران وإسرائيل. والذي يميز السلطنة عن غيرها من الدول التي حاولت أن تتخذ الوضع نفسه، أنها واضحة، وتمارس سيادتها في منهجها السياسي علناً دون إخفاء أو مراوغة أو تبرير لأحد، بعلاقات في النور وبشكلها الرسمي. وهذه العلاقات مع الأطراف المتناقضة تمارسها السلطنة لأهداف قد لا ترضي الآخرين ولكنها كافية بالنسبة لها.
ولأن مسقط في هذا الموقع، فهي تحاول أن تؤدي دور الوسيط في القضايا الرئيسية؛ الحرب في اليمن، القضية الفلسطينية، والعقوبات الاقتصادية على إيران. أهم ثلاث قضايا على الساحة. وسواء نجحت أم أخفقت في هذا الدور فهذا لا يغير من واقع أن السياسة العمانية لها رؤية مختلفة حول ما هو محظور وما هو مقبول بالنسبة لعلاقاتها الدولية. وعلى هذا الوجه، تختلف مسقط عن معظم دول الخليج في الموقف من إيران؛ العدو المباشر لمعظم الدول الخليجية، لكنها ماضية في علاقة تنظر إليها أنها علاقة تاريخية منذ عهد الشاه محمد بهلوي الذي قدم مساعدة إلى السلطنة أسهمت بشكل مباشر في استقرارها. وفقاً لهذا الأساس، تسير السلطنة في علاقتها مع إيران رغم كل ممارساتها العدائية ضد دول المنطقة، وسوء سمعتها الدولية.
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته إلى مسقط قبل أيام هي جزء من الصورة الخاصة التي تنفرد فيها عمان عن بقية الدول. الزيارة بثتها القنوات التلفزيونية الرسمية، في مشهد قلما يندر أن نراه.
إقامة علاقة مع إسرائيل ليس هو لب المشكلة، فهي أمر واقع، وجزء من منطقة الشرق الأوسط، وللعرب معها خلاف يفترض أن تحاول كل الدول العربية والقوى الدولية حسمه أو الخوض فيه، كل دولة بحسب ما تستطيع أن تقدمه، وبالنهاية حل المشكلة هو لصالح الفلسطينيين والعرب بالدرجة الأولى. وقد سرت الكثير من الشائعات حول المغزى العماني من دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة مسقط؛ هل هو بهدف حلحلة الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مشروع المبادرة العربية أو ما سمي بصفقة القرن؟ أم لأجل الوساطة لصالح إيران قبل أقل من أسبوع على فرض عقوبات أميركية غير مسبوقة عليها؟
فيما يخص القضية الفلسطينية، فيمكن القبول بوسيط عربي مثلما نقبل بالوسيط الأميركي أو الأوروبي، وإن افترضنا جدلاً أن القضية الفلسطينية من ضمن أجندة مسقط مع نتنياهو، وأيا كان مشروع السلام المطروح، فإن مصر حجر أساس في المفاوضات المنشودة، والسعودية أساس في القبول بالحل النهائي فيما يتعلق بوضع القدس. لكن تظل أي خطوة من أي طرف عربي أو غير عربي في اتجاه السلام مقبولة ومقدّرة.
ولا نستطيع أن نتجاهل أن الزيارة الفريدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي جاءت في توقيت حساس للمنطقة، نظراً لاقتراب موعد العقوبات الاقتصادية على تجارة الطاقة في إيران، ومراقبة منافذها لفرض حصار على التصدير، والتي يبدو أنها تستجدي التريث الأميركي من خلال الوساطة العمانية، بعد محاولات تهدئة فاشلة في لهجة التصريحات الإيرانية مؤخرا واستعدادها للحوار مع واشنطن، حتى إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف صلى من أجل القتلى اليهود في حادثة بنسلفانيا الأخيرة.
من وجهة نظري، أن الوساطات أياً كان نوعها وفي أي ملف كان، بالإمكان إتمامها سراً بعيداً عن الأضواء الإعلامية ودون أن تتعرض المسألة لنقد الشارع العربي، لكن ربما تريد مسقط بناء صورة ذهنية جديدة عن دور عماني في القضايا الكبرى بدءاً من كسر حاجز الممنوع بينها وبين إسرائيل، وأن تظهر شجاعة في تبيان مواقفها، بخلاف مثلا قطر التي تكتمت عن علاقتها بإسرائيل قبل عشرين عاماً، وبعد أن تكشفت مع الوقت اضطرت لتبريرها بأنها صلات تجارية من خلال المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وأن هذه العلاقة ستصب في مصلحة الفلسطينيين. وبطبيعة الحال لم تصب، بل حفرت هوة بين الفلسطينيين أنفسهم بانحياز نظام الدوحة إلى الفصائل المسلحة كالجهاد الإسلامي وحماس مع الإبقاء على علاقات وطيدة تجارية مع تل أبيب، علاقة بلا مبدأ.
بالنهاية، لا أحد من حقه المزايدة على الآخرين سواء عمان أو غيرها، في القضايا القومية أو الوطنية، طالما لم تمس مصالح الغير ولم تتضرر. سلطنة عمان لها أن تختار من الأصدقاء من تشاء، وأن تكون شريكاً في أي عمل سياسي، لكن يبقى الخط الفاصل هو مراعاة الأمن القومي لأي دولة أخرى.

نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسقط رؤية مختلفة مسقط رؤية مختلفة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon