توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انقسامات حول «وارسو»

  مصر اليوم -

انقسامات حول «وارسو»

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

مؤتمر وارسو الذي يفتتح أعماله في العاصمة البولندية اليوم، بترتيب ودعوة أميركية، حظي بصخب ومناكفات قبل أن يبدأ، لكنه لم يولد ميتاً كما قال جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. المؤتمر حي يرزق بحضور 79 دولة وأربع منظمات دولية، وحيث أنه مؤتمر للسلام والأمن في الشرق الأوسط فمن البديهي أن تكون أهم عناصر أجندته مرتبطة بإيران. 
تكمن أهمية مؤتمر وارسو بالدرجة الأولى في رسم إطار واضح لمواقف الدول تجاه السلوك الإيراني في المنطقة الذي لم يعد سراً؛ من تسليح ميليشيات خارجة عن القانون وحتى غسيل الأموال وتجارة المخدرات عبر القارات والمحيطات. 
الغاضبون من المؤتمر قبل أن يبدأ هم نظام الحكم في طهران، وهذا مفهوم بالنظر لهدف المؤتمر بفرض مزيد من التضييق عليه، وروسيا كونها حليفاً لإيران وكون الولايات المتحدة هي الراعية والداعية وصاحبة الأجندة، ولهذا اتخذت موسكو قرارها بعدم الحضور.
الموقف الفلسطيني هو المستغرب، وبرره أكثر من مسؤول فلسطيني بأن المؤتمر بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، ومحاولة للتأثير على المواقف السيادية لبعض الدول من القضية، وجعل إسرائيل دولة مقبولة من محيطها العربي. بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بدعوة الدول العربية إلى مقاطعة المؤتمر.
من غير الوارد أن تتبدل مواقف دول من القضية الفلسطينية بسبب مشاركتها في مؤتمر، وتستطيع الولايات المتحدة وتحديداً جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، الذي يعتبره الفلسطينيون عدواً للقضية، يستطيع أن يتصل مع أي دولة بعيداً عن التجمعات المعلنة دون إذن من أحد.
ما يمكن أن يقال في هذه المناسبة للأخوة في فلسطين، أن قضيتهم العادلة محمية من الدول العربية الكبرى؛ السعودية ومصر والأردن. والقيادة الفلسطينية متيقنة من الموقف السعودي تحديداً كونها راعية للحرمين الشريفين، خاصة بعد تسريبات أخيرة لوثيقة إسرائيلية نصت على أن «السعودية غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو الموافقة على صفقة القرن من دون أن تقدّم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين»، والعاهل السعودي أبلغ رئيس السلطة التنفيذية أن «السعودية كانت مع الأشقاء الفلسطينيين، وما زالت وستستمر في ذلك. نقبل ما تقبلونه ونرفض ما ترفضونه... نحن مع الشرعية الدولية وتطبيق مبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء وليس العكس». 
المؤتمر لا يخص القضية الفلسطينية بشكل رئيسي، وكنا نتمنى أن يكون هناك تمثيل فلسطيني في المؤتمر الذي يحاول بناء تحالف عربي لمواجهة التحديات الأمنية التي تمارسها إيران وتركيا. لكن للأسف خابت الظنون. 
الذين يقارنون الخطر الإسرائيلي بالخطر الإيراني غير منصفين، لأن لكل منهما سلوكه السيئ. لكن المهدد الرئيسي للمنطقة العربية اليوم هي إيران، باعتبار حجم الضرر وكثرة ضحاياها في سوريا واليمن ولبنان والعراق. ومن الصدف الجيدة أن تجمع طاولة وارسو كل الدول التي عانت وما زالت تعاني من تدخلات إيران في شؤونها الداخلية ومن خططها لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
تمنينا لو أن الفلسطينيين يتفهمون قضيتنا لأننا طالما تفهمنا قضيتهم، وكنا لهم عوناً عقوداً. الفلسطينيون أنفسهم لم يسلموا من تدخلات إيران في قضيتهم، بل إنها سبب فاعل في الانقسام الفلسطيني، وتغذية الخلافات بينهم كما تفعل إسرائيل، لأن من صالحها أن تظل القضية مشتتة لتكون عنواناً ثابتاً ودائماً للمقاومة المزعومة، أي أن إيران أيضاً عدو بيّن للفلسطينيين ولقضيتهم وليس مجاملة للسعوديين..
أما الذين يبشرون بتطبيع عربي إسرائيلي في المؤتمر، فهم يحاولون النيل منه نصرة لإيران وحلفائها. المعروف أن قاعات المؤتمرات واللقاءات لا تخلق بذاتها تطبيعاً، وفي شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام تجمعنا مع إسرائيل قاعة الجمعية العمومية في الأمم المتحدة ولم يحصل تطبيع بسبب غرفة. 
المؤتمر سيعالج قضايا جوهرية كالإرهاب والأمن السيبراني وتهديد الصواريخ الباليستية وأمن الطرق البحرية وملفي سوريا واليمن، وكلها تصب في صالح المنطقة العربية واستقرارها، ولو طرحت مقترحات أو أفكار تخص الدفع بعملية السلام لا تناسب الفلسطينيين، يمكن حينها الرفض علناً أمام المؤتمرين بدلاً من الصراخ عن بعد، ونظام المقاطعات الذي لم يجد نفعاً.
مع كل ذلك، من حق الفلسطينيين مقاطعة المؤتمر، والابتعاد عن أي طاولة نقاش حول القضية الفلسطينية التي تخصهم بالدرجة الأولى، لكن ليس من حقهم الإنكار على بقية الدول العربية حضورها، أو محاولة تصوير المؤتمر على أنه سيعمل على تغيير المواقف الدولية من القضية بهدف تصفيتها، أو أن الحضور تطبيع.
المنطقة تموج بالصراعات، وتختنق بمخيمات اللاجئين، وسوق مفتوحة للسلاح، وهذه المهددات نالت من بعض الدول العربية وتستهدف البعض الآخر، وقلة من هذه الدول تتمتع بالقوة السياسية والعسكرية للدفاع عن أمنها وأمن المنطقة مثل السعودية والإمارات ومصر. وهذا المؤتمر جاء لصالح هذه الدول لأنها تواجه إيران دفاعاً عن نفسها ونيابة عن البقية، وعن بعض الدول العربية الصغيرة التي تتباهى بعلاقتها مع إيران، رغم أنها في حكم اللقمة السائغة الدانية بالنسبة للنظام الثوري الإيراني في أية لحظة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقسامات حول «وارسو» انقسامات حول «وارسو»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon