توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمريكا.. وفن إشعال الحرائق

  مصر اليوم -

أمريكا وفن إشعال الحرائق

بقلم : د. سعيد اللاوندى

 ليس من شك أن صورة أمريكا فى زمن «ترامب» تختلف عن صورة أمريكا كما فهمناها فى زمن من سبقوه فى البيت الأبيض.

لكن أهم ما يميز هذه المرحلة فى حياة أمريكا السياسية هو التردد فى اتخاذ القرارات، فضلاً عن براعة الرئيس ترامب فى إشعال الحرائق فى كل مكان.

فمثلاً عندما اتخذ قراراً بأن تكون القدس، «كامل القدس»، عاصمة لإسرائيل ضارباً عُرض الحائط بالمرجعيات الدولية التى تحتفظ بها المنظمة الأممية العالمية، التى تتحدث عن القدس الشرقية باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين، والقدس الغربية بوصفها عاصمة لإسرائيل.

الغريب أن معظم دول العالم رفضت هذا القرار الأمريكى الجائر، لأنه يهدم مباحثات السلام التى تجرى منذ سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم ذلك أصرت أمريكا على موقفها ونقلت سفارتها إلى القدس بدلاً من تل أبيب، فأشعلت الحرائق فى الشرق الأوسط دون أن تبالى بالمظاهرات الفلسطينية التى تخرج كل يوم جمعة تطالب بالقدس مدينتهم وبالمسجد الأقصى التى منعت فيه إسرائيل الصلاة وفرضت أمريكا موقفها وتعاملت مع دول العالم، وكأنها دول تحكمها أمريكا بالحديد والنار.. فما تراه سيكون وما لا تراه لن يحدث!

وانتقلت أمريكا - ترامب إلى مكان آخر فى الشرق الأوسط، وهو إيران، فقامت بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى الغربى ظناً منها أن انسحابها سيجعل دول الاتحاد الأوروبى تنسحب هى الأخرى، وبذلك ينهار الاتفاق تماماً، لكن ما حدث هو العكس فالاتحاد الأوروبى قد تمسك بالاتفاق وذهب مسئولون أوروبيون والتقوا بمسئولين إيرانيين وأعلنوا أن هدفهم هو الإبقاء على الاتفاق الذى تم بين دول 5+1 من بينها أمريكا، فإذا انسحبت فليبق الاتفاق مع الدول الخمس.

وأكدت «موجرينى»، مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية أن أوروبا متمسكة بالاتفاق وتحدثت عن تعويض إيران مادياً فى حالة مطالبتها بتقليص تدخلها فى الشرق الأوسط.

الغريب أن «ترامب» بدأ يتحدث عن إمكانية إجراء مباحثات مع طهران لعمل اتفاق جديد ناهيك عن أن معركة من نوع ما نشبت بين واشنطن من ناحية، وبروكسل من ناحية أخرى بسبب هذا القرار الأرعن! وبينما يحتدم الخلاف بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى بسبب الاتفاق، ظلت طهران بعيدة حتى الآن، المهم أن أمريكا أشعلت الحرائق فى المنطقة أيضاً.

ولم تهدأ أمريكا، بل انتقلت إلى شبه الجزيرة الكورية وفوجئ العالم بأن ترامب ألغى بمفرده لقاءه الذى كان مقرراً بعد أسابيع فى سنغافورة مع زعيم كوريا الشمالية فأشعل الحرائق فى هذه المنطقة، ثم بسبب أن رد فعل كوريا الشمالية كان هادئاً وأعربت عن أملها فى أن يحدث هذا اللقاء فى الوقت المناسب لأمريكا.

هنا أعاد «ترامب» التفكير فى هذه القمة الملغاة وتحدث عن إمكانية حدوثها فى الشهر المقبل، فأحدث بذلك زلزالاً فى العالم، وتحديداً فى روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، فحديثُ عن الإلغاء يعقبه حديث عن اللقاء بلا مقدمات.

باختصار أشعل «ترامب» حرائق فى شبه الجزيرة الكورية، وجعل العالم كله يضع يده على قلبه خوفاً من حدوث مواجهة نووية.

بمعنى آخر، أشعل الرجل الحرائق فى العالم دون أن يأبه بالنتائج، وكأنه صبى صغير يلهو ويلعب دون أن يهتم بشىء.

نقلًا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا وفن إشعال الحرائق أمريكا وفن إشعال الحرائق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon