توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الصين في أفريقيا

  مصر اليوم -

الصين في أفريقيا

بقلم - حسين شبكشي

منذ سنوات طويلة كان الرئيس الأوغندي الأسبق عيدي أمين يعيش في منفاه بجدة، وكان يقيم في فندق «الرمال» الذي كان وقتها ملتقى رجال الأعمال، في فترة ما بعد المغرب، وفي أحد الأيام التقى عيدي أمين بوالدي بالصدفة، واتفق معه على زيارة والدي في مكتبه. جاء الرجل للتعارف وعرض على الوالد فكرة غريبة ومضحكة؛ طلب عيدي أمين من الوالد مبلغ 150 ألف دولار، وقال له إن هذا المبلغ كاف لأن يقوم بانقلاب ويعود للحكم، ومن الممكن أن يساعد في رد الجميل لاحقاً. ذهل الوالد من حديث الرجل، وودعه بلا أي تعليق.

مرت الأيام وحكى لي هذه القصة وضحكنا عليها طويلاً. وجاءت رحلة عمل للوالد إلى أوغندا لتوريد بعض الشاحنات لإدارة الدفاع المدني هناك كسيارات إطفاء، وخلال زيارته زار كمبالا العاصمة وبعض الضواحي خارجها، وقابله الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، وعاد إلى السعودية. وحين عودته اجتمعت معه وقال لي بابتسامة ساخرة: «هل تذكر عرض عيدي أمين لي»؟ قلت له: «نعم أذكره جيداً»، قال لي: «الرجل كان ينوي النصب علينا في مائة ألف دولار، لأن الموضوع كان ممكناً أن ينتهي بخمسين ألف دولار»! ضحكنا، وبدأ في سرد أمثلة مختلفة للوضع السيئ وقتها، والمنتجات الزراعية التي تتساقط من الأشجار وتبقى على الأرض حتى تفسد لأن شبكة الطرق غير موجودة لتوصيل المنتجات للأسواق المعنية... هذا على سبيل المثال.

أوغندا كانت مجرد مثال لوضع أفريقيا، ومن تجربة عيدي أمين «المجنونة» في أوغندا تبين أنه برعونة غير مسبوقة بسبب القرارات غير الحكيمة التي كان يأخذها، ومن أسوئها طرده الهنود الذين كانوا يعملون في الزراعة والتجارة والصناعة ويفتحون الأسواق لمنتجات أوغندا في العالم ويوظفون الأوغنديين، وحصل بعدها تأميم كامل لممتلكاتهم، سرعان ما أغلقت لعدم قدرة الذين تسلموها على إدارتها. هذا الوضع كان قديماً.

أفريقيا اليوم تتغير وبقوة. أصبحت القارة السوداء الهدف الاستثماري الأهم للصين ودول أخرى مثل اليابان والهند، وتسعى الصين إلى هدفها بأن تكون «الممول» الأول لأفريقيا الجديدة؛ إذ استضافت مؤتمراً هائلاً مؤخراً عن العلاقات بينها وبين الدول الأفريقية، حضره رؤساء معظم الدول الأفريقية.

الصين كانت لديها خطة «فريدة» من نوعها للاستثمار في القارة السمراء، وهي أنه خلال عام 2010 يتم توطين 10 ملايين صيني في القارة، وهذا ما تم وبنجاح، ومن نتائجه الاعتماد اليوم على السلع والخدمات، بل إن هناك دولاً مثل إثيوبيا والسودان وزيمبابوي تعتمد بالمطلق من الإبرة إلى الصاروخ على المنتجات الصينية بتدريبها وتمويلها بشكل مذهل. الصين استغلت بذكاء وجدوى الانسحاب «الاستعماري» لدول مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال وإيطاليا من مستعمراتها السابقة في القارة، وكذلك الانشغال «السياسي» للولايات المتحدة عن القارة تماماً، فاستطاعت أن تملأ الفراغ بجدارة، بل وزادت من الدعم للقارة بأن أسست فيها أول قاعدة عسكرية؛ وتحديداً في جيبوتي، مبررة ذلك بأنه جزء من أمنها الوطني الذي يستوجب تأمين الخط الملاحي التجاري.

هناك دول مهمة بدأت تشكل قوى مختلفة في أفريقيا على الصعيد الاقتصادي؛ دول مثل جنوب أفريقيا، ونيجيريا، ومصر، والمغرب، وغانا، وإثيوبيا، وكينيا... كلها باتت فيها نسب نمو اقتصادي مهمة وتحقق جذباً استثمارياً أجنبياً لافتاً في قطاعات مختلفة فيها. أفريقيا اليوم نقطة جذب استثنائية، وهناك كثير من المصانع العالمية التي فتحت فيها مصانع حديثة لمنتجاتها مثل «سامسونغ» و«إل جي» و«بي إم دبليو» و«مرسيدس» و«رينو»... وغيرها من الأسماء الكبرى. هناك دعم مالي صيني وأوروبي لتمويل المشروعات الكبرى للكهرباء والمياه والنقل والطيران والسكك الحديدية.

عربياً؛ لا تزال فرصة أفريقيا لا تؤخذ بالجدية الكافية نظراً لنظرة دونية تقليدية، ولا ينافس الصين اليوم على كعكة أفريقيا الاستثمارية إلا اليابان التي رصدت 150 مليار دولار للاستثمار فيها، وهناك جهود استثمارية لافتة من الهند وكوريا الجنوبية.

الصين أدركت سحر أفريقيا المالي وأخرجت الرجل الأبيض بطريقتها. ونجاح الصين في أفريقيا سيفتح لها أسواقاً مهولة تضيف لقوتها وتسهل وصولها للمرتبة الأولى بوصفها قوة اقتصادية خلال سنوات قريبة جداً.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين في أفريقيا الصين في أفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon