توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يورو آسيا»... تذكروا هذا الاسم جيداً!

  مصر اليوم -

«يورو آسيا» تذكروا هذا الاسم جيداً

بقلم - حسين شبكشي

هل الجغرافيا تتحكم في صناعة التاريخ؟ أم أن التاريخ يصنع الجغرافيا؟ سؤال محوري ومهم ولافت. في أوج عز الإمبراطورية الإسبانية قامت بتمويل الرحالة والمستكشف البحري كريستوفر كولومبوس، الذي كان يروّج أمام التاج الإسباني بأنه «سيكتشف» طريقاً عكسية جديدة للوصول إلى قلب الاقتصاد العالمي وقتها الهند، ولكن هذه المغامرة قادته للوصول إلى أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، ما اضطره إلى تسمية سكانها الأصليين بالهنود الحمر. وانتفضت البرتغال غيرة، وهي التي كانت لديها إمبراطورية تنافس الإمبراطورية الإسبانية، وقامت بتمويل حملة البحار الشهير فاسكو دي غاما، الذي وصل إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح بشكل جديد بعد رحلة كولومبوس بخمس سنوات.
اليوم هناك تاريخ جديد تصنعه الجغرافيا. منطقة جغرافية جديدة تتشكل سياسياً بعوامل دفع اقتصادية بحتة، منطقة يطلق عليها اسم: يورو آسيا. وهي منطقة تشمل مناطق آسيوية وأوروبية. في العهد الاستعماري السابق كانت أوروبا تنظر بدونية للمنطقة الآسيوية، وتعتبر سكانها متخلفين وجهلة وغير قابلين للتغيير، وعلى العكس، كانت أوروبا نفسها رائدة في الفكر الحر والحقوق والإبداع، ما أعطاها الحق والتبرير لنفسها أن تستعمر دول آسيا وغيرها من مناطق العالم. 
لفترة طويلة، كان تطور آسيا مرتبطاً بتقليدها الغرب في كل شيء، سواء من باب الإعجاب أو العجز أو الانتقام أو كل هذه الأسباب مجتمعة. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت التحولات الاقتصادية التي شهدتها القارة الآسيوية مرتبطة باحتياجات أسواق الغرب، وبالتالي نمو الطلب فيها. ولكن اليوم شيء ما يحصل، شيء مهم ومختلف جداً. التحديث الذي جاءت به أوروبا ذات يوم إلى آسيا، دارت الأيام لتقوم القارة العجوز باستيراده من آسيا.
المنطقة «اليورو آسيوية» مليئة بالاتصالات الحديثة والألياف البصرية بآلاف الأميال، والأنابيب والطرق والأنفاق والجسور والمطارات والقطارات السريعة والموانئ والمناطق الصناعية التي تربط جميعها الشرق بالغرب. ويقود هذا الحراك الجديد الصين وروسيا والهند ودول أخرى. كل المباني والمدن الجديدة المبهرة في منطقة «يورو آسيا» التي تنطلق من الصحاري والبراري وكل هذه المطارات والموانئ على ضفاف المحيطين الهندي والهادي، يجب ألا يكون مفاجئاً لكل من درس الرأسمالية والتنمية، ولكن محللي تاريخ الحضارات الغربية كانوا يتوقعون أن تتبنى هذه الدول الجديدة القيم والحقوق والحريات الغربية تماماً مثل تبنيها الرأسمالية، وهذا لم يحدث.
ويقود هذا الحراك الآن الصين بسبب نفوذها الاقتصادي المتزايد، وأطلقت هي تحديداً مشروعها العظيم حجماً، المعروف باسم «الحزام الواحد الطريق الواحدة» الذي يتبني فكرة قديمة في الحكمة الصينية مفادها واسمها «تيانكسيا» وهي تترجم إلى «كل شيء تحت السماء» بالمعنى الشمولي للكلمة، ووضّح ذلك الأمر أكثر الرئيس الصيني شي جينبينغ حينما قال: «نسعى إلى مجتمع واحد لمستقبل مشترك للإنسانية». وكان الرد الأميركي على هذا الحراك محدوداً على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أطلق مبادرة «طريق الحرير الجديدة» ببرامج وضع لها ميزانية بمبلغ هزيل جداً، وهو 112 مليون دولار، ما يعني أن الموضوع لم «يختمر» كاملاً عند الأميركان حتى الآن لرد حقيقي.
في كتابه الجديد والقيّم بعنوان «طريق الحرير الجديدة» يفند المؤلف بيتر فرانكوبان، ويوضح أن مركز الثقل العالمي الجديد انتقلت بوصلته شرقاً. «يورو آسيا» تذكروا هذا الاسم جيداً، إنها منطقة النفوذ الجديدة للسنوات المقبلة، ومنطقة الصراعات الجديدة والمنافسات القاتلة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يورو آسيا» تذكروا هذا الاسم جيداً «يورو آسيا» تذكروا هذا الاسم جيداً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon