توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الغرب وتحديات العالم «الأورويلي»!

  مصر اليوم -

الغرب وتحديات العالم «الأورويلي»

بقلم - حسين شبكشي

مع التغيرات السريعة والمتنوعة الحاصلة في العالم اليوم، تواجه الدول الديمقراطية الرأسمالية تحديات جديدة وغير مسبوقة تجعلها بحاجة لمراجعات قانونية جادة لن يتوقف تأثيرها عند الدول المعنية نفسها فقط، ولكن حتماً ستؤثر في آخرين.
هناك مطاردة ولحاق لا ينقطعان من قبل الحكومات الأوروبية بحق شركات التقنية (كلها شركات أميركية) تطالبها بسداد «مستحقات ضريبية باهظة» نتاج أرباحها «العظيمة». والآن تواجه هذه الشركات الادعاء القائم عليها بالحجة الأعظم التي قامت عليها القاعدة الديمقراطية الأساسية، وهي أنه «لا توجد ضرائب من دون تمثيل»، فهذه الشركات تطعن في مبدأ السداد الضريبي دون أن يكون لها حق التصويت على أحقيته، وهي تحاجج الدول بأنها تتعرض لـ«العقوبة» كونها شركات رقمية تعمل في فضاء الإنترنت الذي لا يخضع للرقابة والحدود، وبالتالي القواعد والقوانين والأنظمة السيادية التقليدية.
هذا النقاش جديد غير مسبوق وسيمهد لسابقة قانونية تبنى عليها الأحكام القضائية المستقبلية، ولذلك يراقبه ويتابعه المعنيون بحماس وعن كثب، وسيكون الحكم الصادر في أوروبا مؤثراً في الشركات الأميركية بشكل مبدئي. وليست هذه هي المسألة الوحيدة التي تؤرق المشرعين والقانونيين في الدول الرأسمالية، فهناك منظومة مكافحة الاحتكار الموجودة بأشكال مختلفة، وهي التي تمنع باختصار أي شركة من أن تكون لديها حصة سوقية تتجاوز 60 في المائة تعتبر ضمنياً «محتكرة»، ويجب معاقبتها إما بتفتيتها كما حصل قديماً في الثلاثينات من القرن الماضي مع شركات الحديد والمصارف والنفط في الولايات المتحدة، وإما لاحقاً مع شركة الاتصالات العملاقة «إيه تي آند تي».
واليوم يراقب الناس النمو الأخطبوطي الطاغي للمتجر الإلكتروني «أمازون» الذي ارتاح إليه الناس باعتباره بديلاً فعالاً وناجحاً يخلصهم من هيمنة المتاجر الكبرى وسيطرتها بتقديم السلع بأسعار مخفضة ومنافسة جداً، ومع الوقت كبر حجم «أمازون» وتوسعت فروعه حول العالم، وكان كالبلدوزر يتسبب بغلق المتاجر التقليدية ويحدث الانقلاب العظيم في عالم التجزئة، وبدأ يتحول هو نفسه إلى شبه محتكر، ولكنه في وضع قانوني جديد وغير مسبوق، إذ إنه في مساحات «رقمية» ولا يمكن بشكل حرفي تطبيق قانون مكافحة الاحتكار عليه، وهي الآن مسألة تحير المشرعين والقانونيين وتشكل تحدياً بالغ الأهمية لهم.
كذلك تشكل اختراقات التقنية تحدياً لمنظومة الديمقراطية نفسها، فاليوم الحكومات الغربية في حيرة من أمرها وهي ترى ما تسببه «اختراقات» موقع «فيسبوك»، والأثر الملموس الذي أحدثته في الانتخابات الأخيرة، وقبلها في الانتخابات الرئاسية في أميركا، وكذلك في مظاهرات فرنسا الأخيرة... الحيرة بين «تقييد» حرية الرأي (وهي من أعمدة القواعد والحقوق الديمقراطية)، وبين الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية ومنع تلوثها من القوى الخارجية، ولكن إذا فعلت ذلك فهي تقع تحت طائلة الاتهام بقمع الحريات وتقييدها، وإذا تركتها فهي تجعل العملية الديمقراطية نفسها والمتمثلة في العملية الانتخابية عرضة للتشكيك، مما يهز مبدأ العقيدة السياسية الغربية نفسها.
وأخيراً هناك مسألة طغيان السلطة؛ تلك الظاهرة الآخذة في «التوسع» بشكل مقلق وتحجيم مبدأ «فصل» السلطات أحد أهم عناصر المسألة الديمقراطية، هذه التحديات يبحث فيها رموز مؤسسات الفكر ودوائر صناعة القرار في الغرب نظراً لجديتها وخطورة تداعياتها مع عدم التخفيف من أثر الهجوم القاسي والمتعمد على الصحافة وحرية الرأي، ودورها كسلطة رابعة مؤثرة والتشكيك المستمر فيها، وبذلك تختفي العين المراقبة والضمير الناقل.
الكاتب الإنجليزي الكبير جورج أورويل توقع كل ذلك في روايته الخالدة «1984» وعلى ما يبدو أن الغرب يعيش كابوس العالم الأورويلي.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب وتحديات العالم «الأورويلي» الغرب وتحديات العالم «الأورويلي»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon