توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمام الإصلاح الذى نسيناه

  مصر اليوم -

إمام الإصلاح الذى نسيناه

بقلم - إقبال بركة

تحل اليوم، الأربعاء 11 يوليو، ذكرى ميلاد الإمام الكبير محمد عبده (1849م-1905م). فما الذى استفدناه من تراث هذا المصلح الكبير؟ الواقع أننا لم نستفد كثيرا، فقد نسينا أفكاره المضيئة وفتاواه العصرية، ورحنا نلهث وراء ابن تيمية وابن حنبل ومحمد بن عبدالوهاب وغيرهم، بل راح بعضنا يستنسخ أفكار الخوارج وأساليبهم الدموية وعداءهم لكل ما هو صحيح ومضىء فى الدين الإسلامى.

ونحن اليوم نتحدث عن ثورة فى المناهج وتجديد شامل للتعليم هل تذكرت وزارة التربية والتعليم الإمام الأكبر؟ واستعدت طنطا، مسقط رأسه، لهذه الذكرى، وكيف ستحتفل مصر كلها على مدى العام القادم بالذكرى 170 لميلاده؟

إنها فرصة لنستعيد ونتذكر فتاوى هذا المفكر الإصلاحى الذى ترك بصمات لا تمحى على الفقه الدينى وعلى الفكر الاجتماعى معا، بعد أن خيمت سحابة التشدد على حياتنا طويلا ووصلت الى الأزهر الشريف، وانظر صور علمائه وزوجاتهم فى الخمسينات والأربعينات، التى تتداولها مواقع الشبكة العنقودية، لتعجب للتغيير الكبير الذى أصابنا.

وأذكر أنى دعيت عام 2005 لحضور احتفاليتين بالإمام محمد عبده أقامتهما كل من الجمعية الخيرية الإسلامية والمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة مرور مائة عام على وفاة الإمام الأكبر، وقد أجمع المتحدثون فى الاحتفاليتين على أن الشيخ محمد عبده واحد من أعظم رجال مصر فى العصر الحديث، وأنه أول من حارب الشعوذة والتخلف ودعا فى كتاباته إلى التجديد والإصلاح ونشر العدالة والتسامح الدينى.

فكما قال الدكتور محمود حمدى زقزوق «لم يكن الشيخ محمد عبده مجرد مصلح دينى حفزته الأوضاع المتردية التى طغت على الدين الحقيقى إلى الكشف عنها، ومحاولة إزالة الغبار الذى تراكم على المفاهيم الدينية الصحيحة على مدى قرون التخلف والانحطاط الفكرى والتراجع الحضارى.. ولكن محمد عبده كان بالإضافة إلى ذلك– علما من أعلام الفكر بالمعنى الواسع لهذا المصطلح، وكان على يقين من أن قضية إصلاح الفكر الدينى لا تنفصل عن قضية إصلاح الفكر بصفة عامة، فكلاهما يؤثر فى الآخر إيجابا وسلبا. وقد أخذ الشيخ محمد عبده على عاتقه مهمة الإصلاح بالمعنى الشامل».

هذه الحقيقة بالذات هى التى تضع الشيخ محمد عبده فى مكانة مميزة من تاريخ الفقه الإسلامى، ذلك أنه لم يفعل مثل أغلب فقهاء عصره الذين ينقلون حرفيا عن فقهاء الماضى، ويعتبرون أى تغيير عما أصدره القدماء من فتاوى بمثابة كفر وخروج عن الملة!.

وقد أدرك الإمام أهمية التعليم وقام، بعد أن تولى فى عام 1892م رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية بإنشاء عدة مدارس أهلية لتعليم أبناء العائلات «المستورة»، فى القاهرة والإسكندرية وأسيوط وطنطا. وأذكر أن الدكتور محمد شوقى الفنجرى رئيس الجمعية، رحمه الله، أعلن فى تلك الاحتفالية أن فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة المفتى فى ذلك الوقت قد تفضل بإعادة تجميع فتاوى الإمام محمد عبده مع تلخيصها وتبويبها وفهرستها، وعهد فضيلته إلى الجمعية الخيرية الإسلامية بطبعها وتوزيعها بالمجان. فهل تمت إضافتها للمقرر على شباب الدعاة والفقهاء فى الأزهر؟! هل قرأها الكتاب المهمومون بقضية الإصلاح الدينى واستخلصوا منها فقها منعتقا من أسر التفسيرات العتيقة التى أغرقنا بها المتشددون ليمنعونا من مسايرة التطور الهائل فى حياة البشر، كى ينقذوا المرأة المسلمة من التخلف الفكرى لجماعات بوكو حرام والقاعدة والطالبان التى تزعم تطبيقها الإسلام الصحيح. لقد أساءت تلك الجماعات المستحدثة من فكر الخوارج إلى الإسلام كما لم يسئ إليه ألد أعدائه. ولو كان الإمام محمد عبده حيا لانتفض غاضبا وأثبت بالقرآن والسنة الصحيحة أن الإسلام لم يشأ أبدا للمرأة أن تظل جارية أو محظية أو فى أفضل الحالات إحدى زوجات الرجل اللاتى عليهن خدمته وطاعته فى مقابل حمايتهن وإعالتهن. يكفى أن نتذكر أن الإمام محمد عبده كانت لديه الشجاعة الكافية لأن يعلن أن تعدد الزوجات لابد أن يقيد، وأن الحاكم يجوز له أن يمنعه إذا ما رأى فى انتشاره ضررا لأمة المسلمين. وقال إن القوامة ليست لكل الرجال على كل النساء، وإنما هى فى نطاق الأسرة للرجل على من ينفق عليهن من النساء، ونادى بتقييد حق الرجل فى الطلاق، وبوجوب التحكيم بين الزوجين المتخاصمين. ومن كلماته المضيئة: «واعلموا أن الرجال الذين يحاولون بظلم النساء أن يكونوا سادة فى بيوتهم إنما يلدون عبيدا لغيرهم».

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمام الإصلاح الذى نسيناه إمام الإصلاح الذى نسيناه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon