بقلم : كريمة أبو العينين
بما أننى من نسل ماسبيرو الشرعى وواحدة ممن تربوا في هذا البيت العتيق، وتنسمت من كل مناحيه شذى قمم إذاعية وتليفزيونية، وتتلمذت على إيدى جهابذة الأخبار، وعلى رأسهم الراحل محمود سلطان، وأحمد سمير، وأحمد الرزاز، وزينب سويدان، وزينب الحكيم، وكثيرين لا تسعفنى الذاكرة في ذكرهم واستعادة ذكراهم.. بما أننى نبتة أحسبها طيبة في صرح متفرد وفريد، فمن حقى أن أتحدث وإن كان حديثى سيكون محسوبا على وليس لى، وأيضا سيرى البعض أن شهادتى مجروحة، إلا أننى سأمتثل بمقولة (هااقول الحق ورزقى على ربنا) ، الحديث عن تطوير ماسبيرو كنا نسمع عنه ليل نهار ونترقب، ولا أكذب إن قلت إننا كأبناء ماسبيرو كنا نتمنى كل الخير لبيتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، نمنا وصحونا وترقبنا هذا الكائن الهلامى المسمى بالتطوير، وسط تهامس الكثيرين بأنه تطهير وليس تطوير، وتلامس آخرين بأنه بيع وشراء على الطريقة العصرية، ولكننا بحب لبيتنا لا نسمع ولا نستمع لهذه الافتراءات ولا نصدقها بالطبع، إلى أن ظهرت التباشير وأعلنت أم العروسة عن موعد العرس وعن موعد استقبال أصحاب البيت الجديد لمراسم الفرح، والانطلاق، والانبهار والبهرجة.. ونحن على طريقة عادل إمام الرائعة في مسرحية مدرسة المشاغبين عندما كان يصف ما يجرى من مدرسه الذي اختل عقله من شغب التلاميذ وسوء أخلاقهم، فقد كان يقول الزعيم: دخل المدرس وبدأ في خلع ملابسه وإحنا قاعدين؛وبأسلوب الساخر الساحر إمام كنا قاعدين، ولم نستشر، ولم يؤخذ لنا رأي ولا تعقيب، وهمشت قامات كبيرة في ماسبيرو من بينها القديرة هالة أبوعلم، والخلوق الدكتور محمد خالد، والأستاذ عمرو توفيق، وأشرف عبدالحليم، وبثينة كامل، وجورج رشاد، ومحمود يوسف.. وجيىء بكل من بهت نجمه إعلاميا وفنيا ليظهر على شاشة ماسبيرو لكى يطورها.. وظهرت من تقول إنها جاءت لتنقذ ماسبيرو من الانهيار!! ولا ندرى كيف طاوعها لسانها أن تقول وتتخيل أنها ذات الأعوام المعدودة إعلاميا وفنيا ستنقذ أسد الإعلام في منطقة الشرق كلها من الانهيار، وبأنها هي رصاصة الرحمة وبر الأمان. ورغم كل هذا امتثلنا آملين في أن يشرق وجه ماسبيرو ويبرق بمن ظنوا أننا عاجزين عن الأخذ بيد أبينا، ولملمة الكراكيب من حوله لكى يواصل سيره في ظل هجمة شرسة ممنهجة منذ فترة محسوبة ومعدودة، صدرت فيها أوامر من جهات وشخصيات ومصادر بأن تنهال نقدا وتجريحا على ماسبيرو، ومن فيه، ناسين ومتناسين وزارات أخرى وهيئات كثيرة فيها من المشاكل والتقصيرات والخلل ما يسبق ما على ماسبيرو وماله آلاف المرات، ولكن لا يذكر شيئا عنها ولا تمتد يد ولا قلم تجاهها.. وبالطبع المعانى كلها مختزنة في بطون الشعراء وخلف ظهورهم .. التطوير الذي حدثونا عنه ليل نهار عندما لمسناه ورأيناه وجدناه بطريقة الماشطة التي تهتم فقط باللمعة الكاذبة، وما تحتها أجوف باهت، لا يسمن ولا يغنى من جوع.
التطوير جاء بنقل برامج وفقرات بعينها من قنوات أخرى إلى شاشة ماسبيرو، والأدهى والأمر أنها بمذيعيها وبنفس الأداء والأسلوب، التطوير جاء على نظام (قص والزق ) وحتى الدراما فهى معادة وتوقيتها غير موفق بالمرة.. ماسبيرو بكل ما فيه لم يكن معنيا بالتطوير واقتصرت أداة التطوير ووسائله على جهات من خارجه لتؤكد أن لغة المال هي المسيطرة، وأن ماسبيرو لن يجد من يحنو عليه، وبأنه يتم التعامل معه بنظام قتلت يوم أكل الثور الأبيض، وبأنه ما دام هذا الجهاز بلا وزير، وما دامت كل الأقلام مباح لها أن تهجوه وتعدد أخطاءه وتترقبها وتنسى وتهمل حسناته وتتجاهلها، ما دام ماسبيرو يتعامل معه وبه على أنه عبء على الدولة، وبأن أبناءه نبت شيطانى لا يعترف به، ولا يحق لهم الحديث عن شرعيتهم وأحقيتهم في إثبات بنوتهم له، ما دام هذا هو أسلوب التعامل وطريقة التطوير فالقادم أسوأ.. ولابد أن يعى من يمهدون لإعلام مدفوع، أن السحب ملبدة بغيوم أمطارها لن تكون مطر خير.. وأيضا عليهم أن يتأكدوا أن أهل مكة أدرى وأخبر بشعابها، وعلينا أن نقول وبصوت عال جهورى ستفشلون يا من عن درب الإعلام الوطنى تبتعدون، وبلغة المال تتعاملون ولهم ولنا أبناء ماسبيرو نقول... صامدون .. صامدون.
نقلا عن المصري اليوم