توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدهد سليمان

  مصر اليوم -

هدهد سليمان

بقلم - كريمة أبو العينين

كلما التقيته أجد نفس الابتسامة مرسومة على وجهه وكأنها نحتت على شفتيه وكأن فمه لا يعرف غيرها. سنين طوال أداوم فيهم على الاحتفاظ بصداقته مهما تباعدت فترات لقائنا، ومهما كانت الأزمات التي يمر بها، إلا أنه لا ينسى أبدا أن يواظب على التبسم والابتسام وكأنه يقول لنا لا تنزعجوا مما ألم بى فأنا راض وسعيد.. ومنذ فترة ليست بالبعيدة فتحت هاتفى وجدت رسالة منه يطلب فيها أن يرانى في أقرب فرصة إن لم يكن الآن، ومع هذه الرسالة أرسل وجه يتبسم. حاولت أن أهاتفه وقتها ولكن لم يرد ولا أدرى السبب، وعندما حل الصباح ذهبت إليه في منزله الذي لم يغادره منذ أيام الشباب في حى الجمالية في بيت عتيق موروث من أبيه لجده. صعدت درجات سلالم تئن من كثرة الأقدام وقسوتها حتى وصلت إلى شقته التي احتفظ بمفتاحها منذ أيام الجامعة، ودخلت عليه ووجدت كل شىء كما هو منذ لقاءاتنا الكثيرة التي لم تنقطع طوال فترة وجوده في بلده وبلدى مصر ..على سرير متهالك جلس هو وأفزعنى ما بدا عليه من وهن ووجه شاحب إلا أن الابتسامة تسكن على شفتيه كما هي وكأنها ترفض الاعتراف بمرضه وتؤكد له ولنا أنها لن تفارقه أبدا وستظل معه حتى إن فارقته عافيته. لم أسأله عما أصابه وأخفيت فزعى بل إننى أكدت له أنه في أبهى صوره وأحسن أحواله، ولم يجادلنى ولم يعقب ولكنه طلب منى أن أستمع لما سيقوله لى وقد كان.. الكل كان يسأل عن سر ابتسامتى وأنا سأحكى لك هذا السر ولكنى قبلها سأسألك هل تعرف قصة هدهد سليمان؟ ولم ينتظر صديقى إجابتى بل استكمل حكايته وقال أنا هدهد سليمان، فقد كنت كما تعلم من أعظم علماء الجولوجيا والكل كان يدور في فلكى ويشهد لى بالمستقبل الباهر وكانت أحلامى هي جناحا عمرى ومجداف عزائمى، كنت أخطط لحياة جميلة وعالم اخترقه اختراقا وشهادات أسطر فيها المزيد من النجاحات وسفريات أجوب بها العالم وأجبره جبرا على معرفة جنسيتى والتغنى معى بنشيد بلدى والانحناء فخرا أمام علم مصر، كل هذا الأمل وهذه الآمال كانت هي كل مالدى ولم يكن قلبى يحمل سوى الحب للبشرية كلها، ولكن رياح نجاحى ارتطمت بكراهية شياطين الإنس وكبيرهم رئيسى في العمل الذي شعر أن نجاحى سيعطل سعيه نحو التملق والحصول على مزيد من درجات سلم النفاق الوظيفى، فدبر لى وخطط بليل وجعل منى هدهد سليمان.. وتوقف عن الحديث ونفس الابتسامة لا تزال ترافق وجهه وقال وهو يبكى: يقال إن سيدنا سليمان عليه السلام كان لديه هدهد شقى لا يمتثل لأوامره ويفعل عكس مايأمره، وفى يوم فاض الكيل بنبينا سليمان فقال لهدهده: إن لم تمتثل لأوامرى لأفعلن فيك مامصابه يفوق الموت.. فتعجب قوم سليمان وسألوه ماذا بعد الموت؟ وهل هناك أكثر من أن تذبحه فيموت؟ فرد سليمان وقال نعم أضعه وسط قوم لا يعرفون قيمته.
وأنهى صديقى كلامه وانتهت حياته وابتسامته على وجهه ترفض أن تتركه حيا وميتا.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدهد سليمان هدهد سليمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon