بقلم - كريمة أبو العينين
ربما كانت تتمنى أن تصحو من نومها النهائى وتتحدث لعالمنا، عالم الزيف، وتحدث أهله، أهل الباطل.. وربما لم تكن لديها أي رغبة في العودة إلى هذه الحياة التي أصبح فيها أصحاب النفوس المريضة يصفقون للباطل ويصمتون عند قول الحق.. ربما كانت تخطط لغد تسعد بعلمها وعمرها، وربما أيضا كانت تحلم برد جميل أهلها وصنيع وطنها، ومن المؤكد أنها لم تكن تريد أن تزهقها يد الضغينة وتلقى بها إلى الأسرة البيضاء لتستقبل ربها بلا ذنب اقترفته سوى أنها مواطنة غريبة في بلد يدعى أنه بلد الحرية والديمقراطية.. مريم إذا ردت إليها الحياة فماذا ستقول لعالم ليس لمثلها فيه حق الدفاع عن نفسها من تعصب قوم، ومن ظلم شريحة من البشر جعلت من نفسها حكما وجلادا، لكل من لا ترضى عنه وبه وله!!.. مريم إن كتب لها عمر بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح وغيابها عن العالم الحالى لفترة انتهت بنهايتها من هذه الدنيا، تراها تطلب من حاكمى من كان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، أن يسمحوا لشمس العدل بأن تشرق على كل البشر؟ وألا تستثنى من لم تشملهم سماء لندن بانحيازها وتشددها وتعصبها؟ أم تراها توصى من اكتسوا السواد وأضاءوا شموس الغى والزيف على ريجينى أن يعدلوا ويعتدلوا ويضيئوا شمعة في سراديب الظلم والغى والكراهية تبدد ما فيها وما عليها من سواد نفوس أعمت بصيرتها كل ما يلمع من ذهب وإسترلينى ودولار أمريكانى وغيرها من عملات تجعل مريديها يسبحون باسم كل ما هو ملون ومستهدف وله ألف وجه ووجه من وجوه الشياطين؟؟!، مريم ابنة الصالحين، شهيدة الغدر وصمت المرابين، مريم لن تكونى أول من قتلتها يد الإفك وروح الغل والبغض والكره وصوت الأنين المزيف المصفق للباطل المستشرى في أوطان تلبس ثوب العدل حينما تراه مناسبا لأهدافها وتخلعه عنا وتصفنا إذا ارتديناه في الحق بالأفاقين، مريم لم تموتى بل مات كل من اختفى من سلالم نقابات كانوا يصرخون عليها مطالبين بحق ريجينى، مريم لم تموتى بل ماتت من ذهبت لتعزى أم ريجينى ولم تواس أمك وصمت آذانها عن أنينك وأنينى وأنين الشرفاء الذين مزقهم موتك أكثر مليار مرة من موت ريجينى وغيره ممن يتغنون بالحرية على طريقة غزو العراق وتمزيق سوريا وتفتيت ليبيا وتدمير اليمن السعيد. مريم صدقينى لم تموتى بل ما مات هو ذلك الكائن المدعى أنه أهل ووطن الكرامة والحرية والبنيان السليم.. والله يا مريم أن موتك سيحيى معانى كان الزمن قد عفا عنها وهضمتها ضروس الخزى الدفين. ارتاحى ولتهنأ روحك بترك عالم يصفق للباطل وتروج فيه السنة الظلم للمارقين.. ولا تنسى حينما تتركى هذا العالم البغيض وتصعد روحك إلى رب العالمين آن تقولى له تركت دنيا فانية وقتلت بلا ذنب سوى أننى أخت هارون التي ذهبت إلى بلد لتتعلم فيها مفاهيم روجوا لها أهلها بأنها أسس الحضارة الحديثة والنظام القويم، وعندما وطأت قدمى بلد الضباب التفت على رقبتى ألف يد ويد وانتزعت روحى بلا ذنب وبلا قانون يحمينى، واستحلوا قتلى وحرمونى من وطنى وعمرى وكل ما أردته من حياتى، ودينى شاهد على ظلمهم وقتلهم نفس لم ترد سوى العلم لا تزيد عليه ولا تنقص منه شيئا والله أعلم بما في قلبى وعقلى وما تلوته من آيات وترانيم.
نقلا عن المصري اليوم