بقلم - خديجة حمودة
قالوا إيه علينا، قالوا على ابنى وأبوه وأخويا وابن عمى وابن صديقة عمرى وزوجها وابن جارتى اللى كانت بتاخد الدفعة كلها وهمّا أطفال توصلهم المدرسة وأرجع أنا علشان تسلمهم أمانة فى عينيه ونرجع كلنا على البيت كانوا جيران وأصحاب واتعلموا يحبوا المدرسة ومصر ويحافظوا على العشرة الجميلة واللمة واللعبة وفسحة الأسبوع كلهم مع بعض علشان إيديهم تبقى متشابكة وقوية. قالوا إيه عن قلبى لما عليت دقاته وكان بيعلا صوته ويعلا وأنا عارفة إن ابنى الوحيد وأول فرحتى فى مدرسة الصاعقة بيتعلم يعنى إيه مصر وإن الأرض هى العرض وإزاى يقدم حياته فداء لها بدون تردد أو خوف. قالوا إيه علينا لو كانوا شافوا لهفتى وحبيب عمرى مع زمايله بيستعدوا لقفزة بالمظلات وعمره ١٨ سنة وبادعى له بالسلامة وإن ربنا يحفظه ويسلمه ويبعد الخوف عن قلبه علشان مصر ولما رجع وسألته وصف لى أول قفزة بالمظلة (أصفر أزرق أصفر أزرق عشرات المرات وفى النهاية أصفر) وكان وصفاً بليغاً وجميلاً لأنهم شافوا الأرض الصفراء والسماء الزرقاء مع كل لفة فى الهواء وكانت آخر لفة لما رجليهم لمست أرض مصر اللى عشقها اتزرع فى دمهم وكانت هى الأرض وأجسامهم الجذور اللى استوطنت واتشعبت وانغرزت فى سابع أرض وكانت ثمرته وزهرها هو الشعار اللى بيهتفوا به بأعلى صوت ويقولوا (التضحية، الفداء، المجد) شعار أبطال الصاعقة المصرية. قالوا إيه لما علقت لحبيبى الصغير على زيه العسكرى صورة النسر اللى ماسك بمخالبه التنين فى إعلان واضح لمصير الأعداء وبعدها بشهور ضفت له شعار أبطال المظلات. قالوا إيه لما أخدت ابنى وقلبى فى حضنى وهو بيودع معلم الصاعقة اللى دربه وعلمه ودموعه بتوعده باخد التار ويحلف بمصر إنهم حيرجعوا الحق لأصحابه. قالوا إيه لما شافوا ابن (المنسى) لابس البدلة العسكرية وبيمنع دموعه كأنه راجل كبير فى جنازة أبوه وسنده وحبيبه وصاحبه اللى كان فى انتظاره ووعده بهدية النجاح. قالوا إيه لما سمعوا الاسم الجديد للدبابة البشرية اللى فرمت عربية الإرهاب ومنعتها من الوصول لهدفها وغنوا باسمه أجمل أغنية بصوت الوحوش.
وعلشان همّا غنوا وقالوا كتير قلت أكتب لهم وأعرفهم تاريخ الأبطال المصريين اللى بدأ تاريخهم من أيام الفراعنة لما كوّن الملك رمسيس التانى فرقة من الحرس الخاص ضم لها أبرز رجاله الشجعان وشارك فيها فى الحرب بمهام خاصة وهى الاستطلاع والهجوم. وفى عام ١٩٥٥ انشأ الفريق جلال هريدى فرقة الصاعقة فى القوات المسلحة فى العصر الحديث.
ومنها استطاعوا بعد ذلك تكوين مجموعة ٣٩ قتال والمجموعة ٧٧٧ اللى أنشأها عام ١٩٧٨ اللواء أحمد رجائى عطية وهى قوات العمليات الخاصة ولها تسليح خاص على أعلى مستوى وتشارك فى تدريبات مشتركة مع عدد من الوحدات الخاصة الغربية ومنها القوة دلتا بالجيش الأمريكى والقوة GIGN الفرنسية وGSG- 9 الألمانية أيضاً. وزى ما قالوا وحكوا عن عرسان الصاعقة شبراوى وحسنين وخالد مغربى الدبابة كان لازم أقول أنا كمان إن جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أعلنت فى ٣ يوليو ٢٠١٦ على موقع (واى باك مشين) أن قادة إسرائيل قلقون من وجود (كتائب غير آدمية) فى الجيش المصرى (وهى الصاعقة). كما أعلن أحد الجنرالات الأمريكيين أن قوات الصاعقة المصرية هى الأقوى فى الشرق الأوسط. وإذا كانت بطولات أبنائنا أطلقت تلك الأنشودة الرائعة (قالوا إيه) والتى نرددها جميعاً فقد أطلقت أيضاً على مدار التاريخ خيال الشعراء فكتب فارس الشعر المصرى عبدالرحمن الأبنودى عنهم فقال (مش قادر أنسى يا ناس صورة شباب بلدى. تانى يا سينا فى قلب الموت بتتولدى. مترصصين فى صلاة الموت وصوت الأم بيشقنى بدون ما أسمعها بتقول ولدى) (كأننا مش من وطن واحد ولا أحناش دين ولا مصر دى أم النسيج إسلام ومسيحيين) (ويا مصر لا رجعة تانى ولا تفريط. المنخدع مرتين سامحينى يبقى عبيط. ياللى فتحتى البيبان للنور يخش الدور. ماترجعيش للظلام ومعاشرة الوطاويط).
أحبائى وأصدقائى ادعوا لهم مع قلبى يرجعوا لنا سالمين غانمين.
عن الوطن القاهريه