توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

  مصر اليوم -

صانع العشق والجمال

بقلم - خديجة حمودة

وتظل أسطورة بجماليون للكاتب العالمى (برنارد شو) مهما مرت السنين هى رمز العشق والغرام والجمال، وهى الأسطورة اليونانية التى تتحدث عن ملك قبرصى ونحات ماهر صنع تمثالاً لامرأة بارعة الحسن والجمال، فهام بها فابتهل لآلهة الحب (أفروديت) أن تهبه امرأة فى جمال هذا التمثال ليتزوجها، فاستجابت لابتهالاته ورأت أن تقدم له هدية أفضل مما طلب، وذلك بأن تبث الروح فى تمثاله وتبعث فيه الحياة، وهكذا تزوج الملك النحات من محبوبته وسماها (جالاتيا) إلا أن الحياة بينهما اختلفت عن عشقه لمثال الجمال الذى صنعه، وانتهت بأن طلب من (أفروديت) أن تخلصه منها، فأعادوها تمثالاً مرة أخرى، فما كان منه إلا أن حطمه، ولكن عشاق الرومانسية فى العالم وعلى مر الزمان وفى كل دول العالم لا ترضيهم النهايات المأساوية للعشاق، فكان أن خرجت للحياة الأدبية والفنية فى مختلف الأدبيات شرقاً وغرباً عدة روايات ومسرحيات بنهايات مختلفة عن تلك الأسطورة، لعل أجملها وأرقاها فى نظرى تلك التى تقول إن بجماليون تزوج من (جالاتيا) وأنجب منها ولداً هو (بافوس) مؤسس مدينة (بافوس) التى تحمل اسمه، وهى مدينة الحب الشهيرة بجزيرة كريت، ويبدو أن الحب هو السفير الوحيد فى جميع دول العالم وعلى مر العصور الذى لا ترفض أى دولة اعتماده لديها، ليمثل دولته الأصلية التى ولد فيها ويحمل جنسيتها، لذلك يجوب العالم فى حرية كاملة، موجهاً أسهمه للقلوب.

وبعيداً عن تفاصيل أسطورة بجماليون أقول لكم إن للعشق والجمال صناعاً يعيشون داخلنا جميعاً دون استثناء، وإننا بأيدينا وكلماتنا ومشاعرنا ولمساتنا نخرجه للحياة، إلا أن هذا الذى يسكن القلب (الحبيب) ويتحول إلى محل إقامة دائمة له يسجله فى أوراق دفاتر الأحوال المدنية وجواز سفره كثيراً ما يفعل كما حدث فى أسطورة الكاتب الألمانى ويحطم محل إقامته وإيوائه، يحطم غرفة العناية الفائقة الدافئة المزودة بكل الأجهزة التى تعينه على الحياة، والتى تمنحه الهواء والماء اللازمين للحياة، يحطم كل شىء بحثاً عن إشكالية الحب والانفراد بالحبيب والسيطرة عليه كملكية خاصة، وهنا تكون النهاية التى وصل لها برنارد شو وتوفيق الحكيم وغيرهما من الأدباء والشعراء، عندما ناقشوا قضية صانع العشق والجمال كل بطريقته وأسلوبه وفلسفته الخاصة، والطريف أن هناك كثيرين أمثال بجماليون يطلق عليهم صانعو الجمال، بالرغم من أن بينهم اختلافات جوهرية فى الزمن والمكان والتكوين والهدف والأسماء، فمنهم على سبيل المثال أدباء وشعراء وفنانون وأطباء وعقاقير، ويكفى أن أقول لكم إن الأطباء يطلقون على فيتامين (ب) اسم صانع الجمال، لأنه المسئول عن ترميم الخلايا والشباب الدائم وتقوية الذاكرة، ولذلك وجدت أنه لزاماً علىّ أن أحدثكم عن تاريخ العشق والجمال، وعن كيفية الحفاظ على ما نصنعه بأيدينا بعيداً عن قسوة الدمار، حتى لا يعانى أى منكم من ألم الفقد والحرمان والحنين لمن لا يعود، فلا بد أن نتعلم أحبائى من أدبائنا وشعرائنا ومبدعينا هذا الفن، فقد تأثر كاتبنا الكبير توفيق الحكيم بأسطورة بجماليون، وتذكروا أن من أجمل ما قيل عن تلك المشاعر الراقية ما كتبه نزار قبانى محدثاً محبوبته (أنت حلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسر، فأنت أحلى خرافة فى حياتى) احتفظوا بأحلامكم وخرافاتكم وادعوا الله ألا تفقدوا أحبتكم أبداً.

عن الوطن القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صانع العشق والجمال صانع العشق والجمال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon