توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى الطريق لالتهام الضفة الغربية

  مصر اليوم -

فى الطريق لالتهام الضفة الغربية

بقلم - خالد عكاشة

فى جولة مايك بومبيو الأخيرة للشرق الأوسط، أثار انتباه العديدين فى مصر وغيرها، الغياب التام للحديث عن فلسطين والفلسطينيين، بصورة دفعت للتساؤل عن الترجيحات التى سبقت الزيارة، كونها ستتضمن على الأقل طرحاً عاماً لمشروع التسوية الأمريكية، بغض النظر عن مساحات التوافق والاختلاف عليها، فى إطار خيبة الأمل؛ بدت الجولة التى اختارت عواصمها بعناية، وقد وضعت على لسان وزير الخارجية الأمريكى كلمات محددة، ونصبت سياجات أكثر دقة حول رؤوس الملفات، التى حملها المسوق الأمريكى لأجندة اهتمامات وعمل الإدارة، على الأقل خلال العامين المقبلين، هما ما تبقى من عمر إدارة ترامب الاستثنائية.

فيما يبدو أن تلك الأخيرة، التى أثارت الفضول بإشاراتها الضبابية حول ما اصطلح على تسميته بـ«صفقة القرن»، لم يحن بعد من جانبها أوان كشفها بالكامل، أو أنها تسربت لمجموعة من المسارات سيتم العمل على كل منها على حدة، فحدث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هو أحد تجليات مسار عاصمة إسرائيل المزمع التعامل معها، وتأكيد وضعيتها على الأرض، وما يجرى فى الخفاء من العمل عليه مع «حماس»، بأيادٍ إسرائيلية ووسطاء ورعاية أمريكية، هو الطريق المؤدى لفصل غزة وتدشين استقلاليتها عن القضية الكلية.

تبقى «العقدة الكبرى»، التى يعدها البعض جوهر القضية أو قلب الصراع، والمقصود هنا «الضفة الغربية» لنهر الأردن، التى تضم البلدات الكبرى والقرى الفلسطينية التاريخية. الصمت الكثيف الذى تمارسه الإدارة الأمريكية بشأنها، يبدو أنه يحمل فى طياته اختباراً لمجموعة بدائل، فقد كشف مؤخراً؛ أن جماعة مهمة من اللوبيات الأمريكية تسمى «التحالف من أجل الدفاع عن إسرائيل»، نجحت فى الحصول على تأييد عدد لا بأس به من أعضاء الكونجرس، لتبنى مشروع متكامل من شأنه دفع الفلسطينيين فى الضفة الغربية إلى مغادرتها، بهدف إعادة تشكيل التركيبة العرقية والانتماء الدينى داخل الأراضى التى تخضع لسيطرة إسرائيل، أحد التفاصيل الرئيسية لهذا المشروع، أن يناير الحالى سيشهد تصويتاً فى الكونجرس حول التقدم بطلب أمريكى للأمم المتحدة، من أجل إعادة توجيه المساعدات الإنسانية المخصصة من الهيئة الدولية لدعم الفلسطينيين، لتصبح ضمن «برنامج قسائم» الذى ستديره الحكومة الإسرائيلية، كما ينص ملخص مشروع التشريع على أن هذه الأموال ستساعد على تمويل عمليات النقل الدائم للفلسطينيين، من الضفة الغربية إلى بلدان مثل كندا والسويد أو الولايات المتحدة نفسها، وتضمن أيضاً تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.

«التحالف من أجل الدفاع عن إسرائيل» هى جماعة ضغط سياسى، تأسست على يد تحالف من اليهود الذين اعتنقوا المسيحية، لكنهم ما زالوا يمارسون بعضاً من الطقوس اليهودية، كما يتشاركون مع طوائف من الإنجيليين فى العديد من المعتقدات، ويستثمرون انتشارهم مؤخراً على نطاق واسع، يشغل الأمريكى «بول ليبرمان» منصب المدير التنفيذى للتحالف، وزعم مؤخراً لصحيفة برتغالية شهيرة «ذى إنترسبت»، أنه لم يكتف بما أحرزه فى أروقة الكونجرس، إنما تمكن أيضاً من إجراء العديد من المقابلات المؤثرة داخل البيت الأبيض، وأفاد للصحيفة عطفاً على مشروع التحالف، أن منظمته تسعى لتقديم الدعم المادى لكل فلسطينى يرغب فى مغادرة البلاد، والتوجه نحو بلدان أخرى، مؤكداً أن الحقوق الوحيدة التى يمتلكها الفلسطينيون الآن هى حقوق الحيازة المكتسبة، والتحالف من جهته سيوفر الأموال اللازمة لكامل المشروع، على أمل أن تتغير التركيبة الديموجرافية للضفة الغربية خلال 10 سنوات، حتى يتسنى ضمها إلى إسرائيل فى نهاية المطاف.

الأمريكيون المناهضون لترامب لا ينظرون لهذا المشروع باعتباره هزلياً، أو ضرباً خيالياً لجماعات الضغط اليهودية، فهم تابعوا عن كثب حضور ليبرمان لاجتماعات «المجلس الوطنى للسياسات»، وهو مجلس يجتمع فيه المانحون النافذون وناشطون يمثلون اليمين المتدين، وأمام تلك الزمرة التى ضمت الجمهوريين المحافظين والقادة الإنجيليين والمسئولين الإسرائيليين، وأيضاً بحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة آنذاك، نيكى هيلى، قام ليبرمان حينها بعرض مجمل مشروع التحالف، وحظى بتأييد واسع من الحضور وإن ظل عمداً خارج التغطيات الإعلامية، للحد الذى فسر فيه البعض أن مبلغ الـ«365 مليون دولار»، الذى ظلت الولايات المتحدة تقدمه كمنحة سنوية للأونروا حتى عام 2017، قد توقف جراء هذا الاجتماع وبدء تبلور المشروع أمام صناع السياسات الأمريكية الجدد، كما استدعى أيضاً رداً من «مايك ماريمان لوتز» مدير برنامج الشرق الأوسط التابع للجنة الأصدقاء الأمريكيين للخدمات، فى رسالة رسمية جاء فيها: «إن أى إعادة تخصيص للتبرعات الأمريكية الموجهة لتمويل العمل الإنسانى الذى تقوم به الأمم المتحدة، نحو «نظام القسائم» الهادف إلى تشجيع الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، سيعد دعماً من الولايات المتحدة على التطهير العرقى».

«بول ليبرمان» أكد مؤخراً أن «التحالف من أجل الدفاع عن إسرائيل» نجح فى عقد لقاءات مهمة مع أشخاص نافذين داخل إدارة ترامب، منهم «توم روز» وهو مستشار مقرب من نائب الرئيس مايك بنس، و«جيسون جرينبلات» كبير مستشارى الرئيس فى القضايا المتعلقة بإسرائيل، فضلاً عن «فيكتوريا كوتس» عضو مجلس الأمن القومى، وقد حث التحالف الإدارة من خلالهم؛ على اتباع الخطة الشاملة لإعادة تنظيم وتوجيه المساعدات الأمريكية المقدمة للفلسطينيين، كما أن هناك معلومة أوردتها الصحيفة البرتغالية أيضاً، أن التحالف اعتمد على خدمات «فيدلس جفرمنت ريليشنز»، باعتبارها أبرز شركة ضغط سياسى، يديرها «بيل سميث» أقرب مساعدى مايك بنس السابقين ورئيس موظفيه.

التقييم والتدقيق فى مثل تلك التحركات، بالنظر إلى ما رشح عن الإدارة الأمريكية الحالية حتى الآن فيما يخص تسوية القضية الفلسيطنية، يضعنا فى مساحات اقتراب تدعو للقلق، هذا التحالف على وجه الخصوص يدرك تماماً خطوط السير المعتمدة فى أروقة صنع القرار الأمريكى والدولى، ولديه خرائط تفصيلية لكل نقاط الضغط المؤثرة، ولهذا قد يكون علينا أن ننتبه على أقل تقدير، أو أن نطرح بديلاً متماسكاً قابلاً للتحرك إزاءه لو امتلكنا الإرادة لذلك.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الطريق لالتهام الضفة الغربية فى الطريق لالتهام الضفة الغربية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon