توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تكذب الـ«نيويورك تايمز» بحق الجيش المصرى؟!

  مصر اليوم -

لماذا تكذب الـ«نيويورك تايمز» بحق الجيش المصرى

بقلم - خالد عكاشة

نشرت الـ«نيويورك تايمز» تقريراً بتوقيع المراسل المعتمد لدى الصحيفة الأمريكية الشهيرة «ديفيد كيركباتريك»، باعتباره متخصصاً فى الشأن المصرى وبعض من ملفات الشرق الأوسط. التقرير يتحدث عن مشاركة الجيش الإسرائيلى للجيش المصرى فى الحرب على الإرهاب بشمال سيناء. ويحدد التقرير هذه المشاركة بأنها تجاوزت الـ«100 غارة جوية»، ويشير إلى أن هذا الأمر يجرى منذ سنوات، مع التأكيد على أن مصر وإسرائيل حرصتا طوال هذه المدة على إبقاء هذه الشراكة فى إطار كامل من السرية.

التقرير الصحفى لم يذكر وقائع بعينها، على اعتبار أن 100 غارة جوية وخمس سنوات، عجز عمله الصحفى خلالها عن الإمساك وتوثيق واقعة واحدة، تضفى على التقرير قدراً من المهنية أو الجدية. لذلك التفّ على الواقع بالعديد من المبررات والذرائع ليضمن تمرير عنوانه، وهو المستهدَف، أن هناك تحالفاً سرياً بين إسرائيل والقاهرة. ولهذا يبدو التساؤل منطقياً: لماذا تنشر صحيفة النيويورك تايمز «كذبة كبيرة» بحق الجيش المصرى قبل أن تمثل إساءة افتراضية للنظام السياسى الحالى؟

الكثيرون من المتابعين الجادين لملف النشاط الإرهابى المسلح فى سيناء لديهم العديد من الكتابات البحثية التى واكبت هذا النشاط منذ لحظة انطلاقه الأولى، يمكنها أن تثبت بسهولة «كذب» التقرير المشار إليه، حيث ظلت عن كثب تتابع العمليات، وترصد محطات صعودها وانحسارها. اشتملت تلك المدونات المتخصصة كافة وجهات نظر محرريها، وفنّدت الظاهرة على معظم أوجه تناولها، حتى اشتمل البعض منها على توجيه انتقاد واسع لأساليب مواجهة الجيش المصرى للتنظيمات الإرهابية. وهذا منطقى مع ظاهرة معقدة كتلك المطروحة للعمل البحثى والتقييم، فاختلاف وجهات النظر فى الإحالات والتأويل وارد جداً، بل ومطلوب أيضاً، لإثبات جدية وجدارة تلك المتابعة التى طرقت كافة التفسيرات.

أزعم أننى طالعت مدققاً الغالبية العظمى مما كُتب عن النشاط الإرهابى فى سيناء، على الأقل كى أكون جديراً بالتخصص فى هذا الملف، فلدىّ كتابات بالعشرات فيما سبق الإشارة إليه. وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية، صدر لى كتابان عن سيناء والنشاط الإرهابى فيها، استلزما الاستعانة بمصادر معتبرة، ليخرجا بما يليق بهما.

بارتياح وثقة فيما أطرحه، أجزم بأن ما جاء فى تقرير النيويورك تايمز عارٍ تماماً عن الصحة، وأنه تعمد تحرير أكذوبة كاملة لأهداف تخص الجريدة ومحرر التقرير. وهنا لا أستند فقط إلى يقينى البحثى، بل هذا لم يرد بالمطلق فى أى من آراء الباحثين والكتّاب ذوى الشأن. والأمر ينسحب على كافة المراكز البحثية المتخصصة فى شأن التنظيمات الإرهابية فى مصر وعلى المستوى الدولى، فحديث الشراكة أو التحالف السرى مع إسرائيل، والفترة الزمنية التى شهدت الكثير من التقلبات لا يمكن بحال تصور إغفالها أو العبور عليها فى عشرات الآلاف من السطور المصرية والعربية والدولية التى تحدثت عن ما يجرى فى سيناء.

أمام هذا كله، يخرج «ديفيد كيركباتريك» ليحدثنا عن مسئولين رفضوا ذكر أسمائهم، ومعلومات تعرفها كافة الأوساط الأمريكية، لكنها ترفض الحديث العلنى بشأنها، وسبعة من الجنرالات البريطانيين والأمريكيين الذين يشترطون عدم كشف هويتهم قبل أن يؤكدوا وقوع الهجمات الإسرائيلية داخل مصر، فضلاً عن رقابة عسكرية إسرائيلية تمنع النشر أو الحديث عن الغارات الجوية التى تنفذها فى مصر، بل وتمنع الإجابة عن تساؤلات من نوع: هل القوات الإسرائيلية تنفذ العمليات من إسرائيل، أم أنها موجودة بالأساس على الأراضى المصرية؟ بالإشارة إلى أن تلك القوات تقوم بـ«تغطية أعلامها» حتى لا ينكشف أمرها.

المثير، أو بالأدق البائس، أن كل هؤلاء المتواطئين، والقادرين على إخفاء هذا السر المذهل لسنوات خمس، قاموا بذلك خشية «ردة فعل عنيفة» داخل مصر، بحسب تبرير الصحيفة والمحرر، كما ذكرت أنهم يقدمونها جميعهم كخدمة للرئيس عبدالفتاح السيسى بشخصه، خاصة أنه نجح فى إخفاء هذا الأمر عن جميع الدوائر العسكرية والأمنية التى تعمل على مكافحة الإرهاب فى سيناء، واختص دائرة محدودة غير معلومة بالطبع من الضباط العسكريين والاستخباراتيين الذين يعلمون ويسهلون هذا الأمر!

وضع «ديفيد كيركباتريك» فى نهاية تقريره المزيد من «الهراء» حول جلسات مغلقة سرية تمت فى الكونجرس بين أعضائه وبين رجال استخبارات أمريكيين تدور حول تأكيد هذا العمل العسكرى التعاونى الإسرائيلى، بالرغم من عدم الاستفادة منه على صعيد الدور المصرى فى القضية الفلسطينية. ورغم وصولهم لهذه النتيجة، فإنهم ظلوا حريصين فى الوقت ذاته على إبقاء الأمر سرياً، وعدم استثماره فى المحادثات مع المصريين، ليقتصر على حث الإسرائيليين سراً أيضاً بضرورة مطالبتهم للمصريين بالتوقف عن إدانة إسرائيل فى وسائل الإعلام التى تسيطر عليها الدولة، وفى المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.

هل يمكن بأى عقل قبول مثل تلك التلفيقات، أو تصديق هذا الخيال الردىء عن تفاصيل العمل العسكرى والاستخباراتى والدبلوماسى بين الأطراف التى ذكرتها «النيويورك تايمز»؟. بل كيف يمكن تمرير هذا الكم من الخزعبلات التى تدّعى حدوث كل تلك التفاصيل، وخنوع الجميع تحت سطوة «رد الفعل العنيف» المصرى فى حال علمه بتلك الأسرار؟! «ديفيد كيركباتريك»، ببراعة صحفية متوهمه، لم يستهدف المصداقية، فلها معطيات مغايرة تماماً. فالتقرير المجهَّل فى كل مصادره استثمر فقط اسم الجريدة الشهير لصناعة عنوان مثير يقفز به على الثابت من أن الجيش المصرى لم ينخرط فى تحالفات دولية للحرب على الإرهاب، ورفض شراكات عُرضت عليه من الولايات المتحدة وروسيا للعمل معه على أراضى سيناء لمكافحة الإرهاب. ونشر عن ذلك فى حينه من أصحاب تلك العروض، وورد فيها الكثير مما تجاوزته «النيويورك تايمز» وهى تهدى من يستهدفون سمعة الجيش المصرى «أكذوبة كبرى» يمكنهم استخدامها، بالأخص الآن.

فالتوقيت أهم من المحتوى الذى ينسفه وقوف المقاتل المصرى وحده، بسلاحه الوطنى وبفاتورة الدماء الشريفة، فى ميدان المجابهة والقتال.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تكذب الـ«نيويورك تايمز» بحق الجيش المصرى لماذا تكذب الـ«نيويورك تايمز» بحق الجيش المصرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon