توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحديات تواجه السيسي في ولايته الثانية

  مصر اليوم -

تحديات تواجه السيسي في ولايته الثانية

بقلم : محمد شومان

 كما هو متوقع، فاز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً بولاية جديدة. لم تقع مفاجآت في الانتخابات الرئاسية المصرية التي أجريت في سياق خلا من مرشحين قادرين على المنافسة، مع رغبة قوية من أجهزة الدولة وفي مقدمها الإعلام في زيادة نسبة المشاركة، وهي بلغت 41 في المئة من مجموع الناخبين الذي يصل إلى 59 مليون ناخب. حصد السيسي 21.8 مليون بنسبة 97 في المئة وجاءت الأصوات الباطلة في المرتبة الثانية بمجموع مليون و762 ألفاً بنسبة 7.27 في المئة من إجمالي الأصوات. أما المرشح المنافس للسيسي فقد جاء في المرتبة الثالثة وحصل على نحو 660 ألف صوت بنسبة 2.92 في المئة من الأصوات الصحيحة. كانت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2012 هي 51.8 في المئة، انخفضت إلى 47.5 في المئة في الانتخابات الرئاسية عام 2014، ثم إلى 41 في المئة في الانتخابات الأخيرة. من هنا أعتقد أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة جاءت معقولة للغاية في ضوء السلوك الانتخابي للمصريين والذي يتسم بمشاركة ضعيفة أو متوسطة في أحسن الأحوال، إضافة إلى أن الانتخابات كانت أقرب إلى الاستفتاء منها إلى الانتخابات التعددية. كما لم تكن هناك حوافز أو تهديدات خطيرة تدفع غالبية المصريين إلى المشاركة، ربما باستثناء وجود دعوات من «الإخوان» وبعض القوى المدنية المعارضة وأحزاب اليسار للمقاطعة. على أي حال، حقق الرئيس السيسي فوزاً سهلاً أكد به حالة الاستقرار وعودة قوة الدولة، وأكد أيضاً استمرار شعبيته ومشروعيته في الحكم لفترة ثانية تمتد حتى 2022، لكن هذا الانتصار يواجه في السنوات الأربع المقبلة عدداً من التحديات التي أمكن تأجيلها أو منحها أولوية منخفضة في السنوات الأربع السابقة من حكم الرئيس السيسي، ولعل أهم هذه التحديات: -أولاً: تحدي تحسين الأوضاع الاقتصادية بنسب يشعر بها معظم المواطنين ويتضمن ذلك خفض معدلات البطالة والسيطرة على موجات الغلاء والتضخم وتحسين الخدمات المقدمة من الدولة للمواطنين في المجالات كافة. لقد كان الرئيس السيسي صريحاً مع المصريين عندما تحدث عن الظروف الاقتصادية الصعبة وضرورة أن يتحمل الجميع نتائج الإصلاح وتداعياته، والحرب على الإرهاب، وتحمّل المصريون – بخاصة الفقراء والطبقة الوسطى – في صمت فاتورة خفض قيمة الجنيه والغلاء وراهنوا على المستقبل، وبالتالي صار من حقهم الشعور بالتحسن خلال العامين أو الثلاثة أعوام القادمة، وأعتقد أن هناك ما يشجع على توقع هذا التحسن في ضوء تحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي الكلي وانخفاض معدلات التضخم واتجاه البنك المركزي لخفض نسب الفائدة على الودائع تشجيعاً على الاستثمار.

ثانياً: دعم العمل السياسي وتنشيطه من خلال توسيع المجال العام والسماح بالتعدد والتنوع في الإعلام وإبداء قدر أكبر من التسامح مع الأصوات المعارضة في الداخل، والبحث عن آليات جديدة لدعم الحياة الحزبية والحفاظ على استقلال وفاعلية المجتمع المدني، ولا شك في أن استعادة عافية الدولة ونجاحها في مواجهة «الإخوان» وقرب حسم المعركة ضد الإرهاب، فضلاً عن تحسن الأوضاع الاقتصادية؛ ستساعد على استعادة التوازن بين متطلبات الأمن ومحاربة الإرهاب من جهة والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان من جهة ثانية. ولا شك في أن هذا التوازن من شأنه تحقيق الحكم الرشيد وتفعيل الرقابة المجتمعية. وفي هذا السياق، قد يكون من المناسب التفكير في تشكيل حزب سياسي كبير داعم للرئيس السيسي. وعلى رغم أخطار وسلبيات تشكيل حزب لرئيس في السلطة، إلا انه قد يكون أفضل من الاعتماد على أجهزة الدولة ووسائل الإعلام في دعم مشروعات الرئيس وبرنامجه الطموح.

ثالثاً: تحدي احترام الدستور والالتزام بمواده وعدم المساس بها أو محاولة تعديلها خصوصاً في ما يتعلق بتحديد فترات الرئاسة بفترتين كل منهما أربع سنوات، حيث ارتفعت بعض الأصوات تطالب بتمديد رئاسة السيسي وتعديل الدستور بحيث يسمح للرئيس السيسي فقط وبشكل استثنائي بالحكم مدى الحياة. والمفارقة أن الرئيس السيسي نفسه رفض هذه الأفكار وأعلن بوضوح أنه سيكتفي بفترتين رئاسيتين. لكن يبدو أن إنجازات السيسي وشعبيته شجعت بعض الأشخاص على طرح هذه الأفكار في محاولة للتقرب من الرئيس. والحقيقية أن غالبية مواد الدستور الحالي والصادر في مطلع 2014 لم تطبق بحيث يمكن الحكم على صلاحيتها، كما أن بعض المواءمات السياسية على الأرض فرضت تفسيرات غير سليمة لبعض مواده. لكن كل ذلك لا يقود إلي تغييرها، وإنما يؤكد ضرورة احترام الدستور وعدم العبث به لاسيما وأن درس التاريخ القريب يؤكد أن تعديلات دستور 1971 وعدم الالتزام بروحه كانا من بين أهم أسباب ثورة 25 يناير 2011.

رابعاً: تأمين حصة مصر السنوية من مياه النيل في ظل استمرار التهديد الإثيوبي باستكمال بناء سد النهضة، والإسراع في ملء خزان السد بما يسبب أضراراً بالغة بحقوق مصر في مياه النيل والذي تعتمد عليه اعتماداً كاملاً في شتى مناحي الحياة. ويقدر خبراء أن ملء خزان السد خلال ست سنوات كما تنوي إثيوبيا سيؤدي إلى خفض حصة مصر من مياه النيل بما يقدر بنحو 15 بليون متر مكعب. وقد اتبع الرئيس السيسي سياسة هادئة تقوم على الاعتراف بحقوق إثيوبيا في التنمية مع ضرورة احترام حقوق مصر في مياه النيل، والتي هي جزء من الأمن القومي.

خامساً: ضرورة التصدي بحزم وبسرعة للتحديات التي تطرحها أوضاع التعليم والبحث العلمي والصحة في المرحلة القادمة، وهي مشكلات موروثة وبالغة التعقيد لكنها لم تشهد اختراقات مؤثرة في الفترة الرئاسية الأولى كما حدث في مجالات تحديث البنية التحتية والطاقة والإسكان والأمن القومي ومحاربة الإرهاب، لذلك لا بد من إعادة تخصيص الموارد المتاحة لحل مشكلات التعليم والصحة والبحث العلمي، لأن النجاح فيها يضمن النجاح في تحقيق التنمية البشرية. وتعتبر الأخيرة أهم شروط نجاح التنمية والحفاظ عليها من جانب آخر، فإن التعليم الجيد سيدعم من جهود الدولة لمحاربة التطرف والغلو وتجديد الخطاب الإسلامي.

سادساً: تحدي استعادة قوة السياحة المصرية والتي خسرت الكثير من قوتها وجاذبيتها بعد الثورة المصرية قبل سبع سنوات ما أدى إلى خسائر اقتصادية هائلة، والمفارقة أن مقومات السياحة على حالها ولم تتضرر، ولكن ما حدث أن الإساءة لسمعة مصر وتصويرها كبلد يعاني من الإرهاب بخاصة بعد حادث الطائرة الروسية أديا إلى تعثر خطط استعادة قوة السياحة المصرية. ومع ذلك، يمكن القول إن الحكومة وصناعة السياحة المصرية لم تتحركا بالصورة المطلوبة وبالتالي لا بد من التركيز خلال هذا العام على تنفيذ إستراتيجية شاملة لاستعادة زخم السياحة، والتي حققت لمصر عام 2010 دخلاً بقيمة 12.5 بليون دولار، شكلت 11.3 في المئة من الناتج الإجمالي، بينما حققت 7.6 بليون دولار فقط عام 2017.

التحديات الستة السابقة لا تخفى عن الرئيس السيسي فهي حاضرة في خطابه العام، كما أنها لا تقلل من إنجازات الفترة الرئاسية الأولى، والتي لا بد من الحفاظ عليها واستمرارها بخاصة في استكمال تنمية محور قناة السويس، وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار المحلي والأجنبي مع تقديم أفكار وبدائل جاذبة، علاوة على استمرار جهود محاربة الفساد وتمكين الشباب والمرأة وإنهاء أزمة التمييز بين أهل الخبرة وأهل الثقة، والعمل على تحسين تصنيف مصر الدولي في مؤشرات الشفافية والإفصاح والحوكمة ومناخ الاستثمار وغيرها من المؤشرات الدولية. وأعتقد أن متطلبات المناخ الجاذب للاستثمار أو للسياحة تكمن في استمرار النجاح في محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار وتحسين ملف مصر في حقوق الإنسان. هكذا تبدو التحديات مترابطة؛ فسمعة مصر وصورتها في العالم وأمنها واستقرارها، عوامل تؤثر في مصير الاستثمار والسياحة، وليس صحيحاً دائماً أن الاستثمار الأجنبي يتطلع إلى حجم السوق والتسهيلات والاستقرار الداخلي فقط، وإنما ينظر أيضاً إلى بيئة الاستثمار ككل بما في ذلك مستويات التعليم والصحة وسيناريوات المستقبل في ما يتعلق بمياه النيل، وما قد يطرأ من تغيرات على علاقة الحكومة بالشعب.

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات تواجه السيسي في ولايته الثانية تحديات تواجه السيسي في ولايته الثانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon