بقلم ـ صفاء نوار
منذ أن بدأت أزمة سد النهضة وهناك من يشعلها.. لحصار مصر، فالإرهاب من جهة وصراع حول مياه النيل من الأخري.. ورغم أن عالمنا الكبير فاروق الباز قالها منذ شهور إن سد النهضة الإثيوبي لا يهدد منسوب النيل، وإن الأزمة ستظهر علي حسب مدة الملء، والسودان ستستفيد من الطاقة الكهربائية وكان علي مصر أن تعرض بناء السد، ولكن لم نفعل.. لم نستمع ولم نفكر كان صوت العراك والقتال أعلي..
لكن الرئيس السيسي كعادته كان يعرف ويعمل في صمت،ليقرب وجهات النظر.. كان يعرف ان مصر والسودان وأثيوبيا اشقاء ثلاث يشربون من منبع واحد ويعيشون علي نفس الشريان.. وأن هناك حقيقة جغرافية وتاريخية يعلن عنها تشابه الملامح والقسمات بين الإخوة في الدول الثلاث..
لنفاجأ بالأيدي تتشابك في وجه المغرضين والراغبين في إشعال النيران،في قمة للقادة الثلاث الذين تعاملوا بحكمة وإخلاص لمصالح شعوبهم،فتم تسوية كل الخلافات ورسم خارطة طريق لبدء صفحة جديدة..
فمصر هي بوابة الشمال للإثيوبيين لتصل كهرباءهم لأوروبا،وحجم الاستثمارات المصرية في إثيوبيا تجاوز ١٠٠ مليار دولار وهناك إمكانات كبيرة للتكامل الاقتصادي لم تستغل،والأهم أننا نعاني معا ونكافح الإرهاب الذي تغلغل في كل الدول والتعاون الأمني ضرورة لمواجهه الخطر المشترك وتمهيد الطريق لمزيد من الاستثمارات في إثيوبيا خاصة في الزراعة والصناعات الدوائية.
صحيح.. حل قضية السد لن يمر بهذه السهولة علي قلوب القوي المعادية للاستقرار في مصر ولكن عندما يكون هناك قادة وطنيون يصبح كل شيئ ممكنا.
نقلاً عن الاخبار القاهرية