بقلم - مشاري الذايدي
بعد سريان العقوبات الاقتصادية الصارمة على النظام الإيراني، الإرهابي، انكشف المشهد الإقليمي والعالمي عن حماة هذا النظام بحجج مختلفة، عرباً وعجماً، يساراً ويميناً.
أن يرفع الصوت بالعويل أرباب النظام الخميني، أو توابعه العضوية، مثل «حزب الله» اللبناني والحوثي اليمني و«الحشد» العراقي، فهذا طبيعي، فهم جزء من الجسد الخميني، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى!
هؤلاء ليس الحديث معهم أو عنهم، بل عن من يدّعي الاختلاف والتباين السياسي أو الطائفي أو غيره.
لاحظوا مثلاً حركة حماس الفلسطينية، وهي جسد جماعة الإخوان وعقلها وروحها في فلسطين، وكيف صاحت حانقة على العقوبات الموجّهة ضد النظام الإيراني.
يقول بيان حركة حماس، معلقاً على عقوبات الخزانة الأميركية على طهران: «هذه العقوبات تهدف إلى إضعاف عوامل ومقومات الصمود».
وأكدت الحركة «تضامنها ووقوفها إلى جانب إيران، وإلى جانب كل القوى الحية في مواجهة الغطرسة الصهيو-أميركية».
ندع «حماس»، فهي مجرد «حركة»، حتى وإن كانت «حكومة» بإقليم غزة المنكوب، بهم وبغارات إسرائيل، ونلاحظ مشاعر الرئيس التركي وموقفه عن الضرر اللاحق بحامي حماة الميليشيات الشيعية الإرهابية في المشرق كله.
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، معلقاً على العقوبات الأميركية على النظام الخميني: «العقوبات الأميركية على إيران خاطئة». وقال الرئيس التركي إن «العقوبات الأميركية على إيران تهدف إلى الإخلال بالتوازن في العالم»، وإنه لا يريد «العيش في عالم إمبريالي».
الحال؛ إن ما يبدو خلافاً، حتى وإن كان دامياً، على الساحة السورية، لوقت قريب، بين أنقرة ومن معها من جماعات الإخوان، وطهران، كان خلافاً «مؤقتاً». وفي الجوهر، فإن إيران وتركيا، بتوابعهما، مثل «حماس» أو «حزب الله» أو الحوثي، في معسكر واحد، حبله الشوكي هو: الإسلام السياسي.
كلنا نعلم عن الأدبيات المشتركة، والدعم المتبادل بين جماعة الإخوان وجماعة الخميني. والسيد علي خامنئي مرشد النظام الإيراني الحالي، كما يعلم الدارسون، كان معجباً بفكر سيد قطب، منظر التطرف الإخواني الشهير، وترجم بعض كتبه للفارسية.
بكل حال، فإن هذا العويل على مصير الجماعة الخمينية الحاكمة يعبر عن قسوة العقوبات، وجديتها، وهذا ما تحدث عنه نائب قم في البرلمان الإيراني، أحمد أمير آبادي، الذي قال على حسابه بـ«تويتر»: «جميع الأشخاص والمؤسسات الذين كانوا ينشطون في الالتفاف على العقوبات السابقة، شملتهم العقوبات الحالية».
وسأل: «من أوصل تلك المعلومات إلى العدو؟».
من المهم مشاهدة الصورة واضحة، دون غبش ولا وهم، ومعرفة: من يصطف مع من؟ ولماذا؟
نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع