توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايا الماضي: يوم الحصى تمر!

  مصر اليوم -

حكايا الماضي يوم الحصى تمر

بقلم: مشاري الذايدي

اليوم تستمر «حكايا التاريخ» ونتحدث عن لوحة أخرى من لوحات التراث والتاريخ العربي، شرطنا بذلك أن يكون للحديث نافذة تفضي لباحة الماضي، تاريخاً وخيالاً، لتفرّسه من جديد اليوم.
ثمة مثل عامي عند أهل الجزيرة العربية، وهو قولهم:
«يوم كل شيء يحكي».
أورد هذا المثل العلامة السعودي الشيخ محمد العبودي، في كتابه الحافل عن الأمثال العامية، ثم علّق الشيخ محمد بالقول:
«أي عندما كان كل شيء من الحيوانات يتكلم».
ويتابع: «ذلك أن من خرافاتهم أن كل الحيوانات والطيور في قديم الزمان، كانت تتكلم كما يتكلم الإنسان. إلا أنها استعجمت بعد ذلك، وبقي الإنسان وحده القادر على الكلام».
ويخبرنا العلامة العبودي بأن هذا الأمر هو زعم قديم للعرب، وليس حادثاً مع العوام. قال الجاحظ: «كانت العرب تقول: كان ذلك إذ كل شيء ينطق».
وتعزيزاً لذلك نجد هذا النص الذي أورده اللغوي والأديب الثعالبي، عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز: «أما قولهم: أيام كانت الحجارة رطبة، وإذ كل شيء ينطق، فهما من الأمور التي يتداولها جهلة الأمم، وهو الظاهر بين أغفال العرب والعامة. هذا وأمية بن أبي الصلت - وهو من شعراء الجاهلية المعاصرين لفجر النبوة المحمدية - قال:
وإذ همْ لا لبوسَ لهم عراة وإذ صمّ السلام لهم رطاب
بآية قام ينطق كل شيء وخان أمانة الذئب الغراب»

أتذكر شخصياً أنني كنت أستمع لـ«سواليف» أي حكايات رجل من بلدة واقعة بعالية نجد، غرب الرياض، ثم سأله شخص عن زمن وقوع القصة، فردّ عليه: «سنة حنّا قطين على رغل... يوم الحصى تمر».
أي وقع ذلك بالعام الذي كنّا به بوقت الصيف الشديد بقرب مورد مياه اسمه «رغل»، وذلك بزمن قديم جداً حين كان الحصى تمراً. كناية عن عدم واقعية القصة.
يرجعنا ذلك كله للكسل البحثي بالجزيرة العربية - نستثنى أسماء قليلة مثل د. سعد الصويان، عالم الأنثروبولوجيا السعودي، بمؤلفاته الخاصة أو الموسوعات التي أشرف عليها - أقول يرجعنا ذلك للكسل البحثي والاستسهال في تقليب أوراق الهوية وتفحّص ملامح الثقافة، في الأمثال والحكايات والعادات، لأن في ذلك أولاً، خدمة «ضرورية» لتجذير الهوية الوطنية بعيداً في تربة الروح، وثانياً فيه إثراء وحيوية في تكثير المنابع التي يستقي منها المبدعون اليوم، بكتابة الروايات وتفجير الدراما، وتمكين الرسامين والموسيقيين وغيرهم من موارد ثرّة فوّارة لا تنقطع، منذ كان: يوم كل شيء يحكي. وكان الحصى تمر. وكانت الصخور رطبة. بآية قام ينطق كل شيء... إلى اليوم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي يوم الحصى تمر حكايا الماضي يوم الحصى تمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon