بقلم: مشاري الذايدي
تعودنا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه رجل فعل، يترجم وعوده عملاً ظاهراً للعيان، سواء أعجبتنا هذه الوعود أو بعضها أو لا.
وعدَ بإلغاء الاتفاق الخبيث مع إيران، الذي عقده سلفه الآفل باراك أوباما، وفعل. ووعد بجدار حدودي مع المكسيك وهو ماضٍ به. ووعد بنقل سفارة بلاده للقدس وفعل. ووعد بحصار النظام الإيراني بقسوة، وها هو يفعل ويشدد الخناق عليه.
اليوم، يعد بتصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، بعدما كان قد صنَّف «الحرس الثوري» الإيراني كذلك؛ و«الإخوان» والخمينية وجهان لعملة واحدة.
تفاصيل الخبر الكبير... أعلنتها المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أمس (الثلاثاء)، إذ قالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعمل على تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً.
وأضافت سارة ساندرز، لـ«العربية»، إن الرئيس ترمب تشاور مع فريقه للأمن القومي، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية، مشيرة إلى أن ترمب يرى في تصنيف «الإخوان» منظمة إرهابية أمراً منطقياً، وألزم إدارته بإكمال الخطوة.
هذا تحول «عالمي» كبير وخطير. فمركز النشاط المالي والإعلامي والسياسي لـ«الإخوان» هو في بلدان الغرب، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا، وغيرها من الدول الأوروبية، وطبعاً الولايات المتحدة الأميركية.
النشاط الإخواني الخطير الذي صار ينهمر علينا تحت القبعات الغربية مستهدفاً «نصرة» الجماعة، ومهاجمة خصومها في العالم العربي، «يمتطي» المؤسسات الغربية، كما تفعل بعض المنظمات الأميركية، والنشطاء «الإخوان» داخل الولايات المتحدة الأميركية، مثل محمد سلطان وآيات عرابي، من خلال ساسة أميركان، كالنائبة الديمقراطية المثيرة ذات الجذر الصومالي إلهان عمر.
استثمارات «الإخوان» الغربية في أميركا وبقية دول الغرب ضخمة ومتنوعة وقديمة جديدة، سياسياً وإعلامياً واجتماعياً واقتصادياً. وضربها هو ضرب لـ«الإخوان» في الصميم.