بقلم: محمد بركات
من الطبيعي أن نكون جميعا من المتابعين بكل الاهتمام والترقب والقلق أيضا، للأحداث المتلاحقة التي حيرت وتجري في كل من السودان والجزائر، طوال الشهور والأسابيع والأيام الماضية، والتي شهدت وتشهد متغيرات وتطورات بالغة التسارع والزخم منذ بدايتها وحتي الآن.
ولا يخالجني أدني شك علي الإطلاق، في أن كل الشعب المصري دون استثناء، يتمني للسودان الشقيق الوصول إلي بر الأمان والاستقرار، وبلوغ الأهداف التي يسعي إلهيا، وعمل من أجلها طوال خروجه وهبته بكل الاصرار والجلد.
ولا يداخلني شك أيضا في إننا جميعا نتمني للشعب الجزائري الشقيق ذات الأماني، التي نطلبها للأخوة والأشقاء في السودان، دون نقصان ودون تفرقة علي الإطلاق.
وإذا كانت السودان هي الشقيقة المجاورة لمصر تاريخيا وجيو سياسيا، وهي الشريك الدائم لنا في حوض النيل، والامتداد الطبيعي لنا في الجنوب، والعمق الجغرافي للأمن القومي المصري علي امتداد التاريخ.
فإن الجزائر وشعبها يربطهما بمصر رباط قوي ووثيق، من الأخوة والنضال والكفاح المشترك عبر سنوات طويلة ممتدة، منذ ثورة الجزائر وحرب التحرير الجزائرية حتي الآن، مرورا علي وحدة الصف والسلاح في حرب أكتوبر المجيدة.
من أجل ذلك، كان من الطبيعي أن تعلن مصر بكل قوة، موقفها الواضح والمحدد تجاه الأحداث والتطورات الساخنة والملتهبة والمتسارعة التي شهدتها الساحتان السودانية والجزائرية مؤخرا، والتي كنا ومازلنا نتابعها بكل الاهتمام الطبيعي والتلقائي من جانبنا.
وفي هذا السياق كان الموقف يتسم بالحكمة البالغة في الإعلان الواضح والمؤكد، علي ان الموقف الرسمي والشعبي لمصر هو القبول بما يقبل به الشعب السوداني الشقيق،..، وهو ذات الموقف أيضا تجاه التطورات في الجزائر،..، وفي كلتا الحالتين كانت مصر تناشد ولا تزال الشعبين الشقيقين الحفاظ علي الدولة الوطنية والمؤسسات الشرعية في السودان والجزائر