بقلم: محمد بركات
في الساعات الأولي من صباح الأحد الماضي، اصيب أحد المواطنين من سكان القاهرة بتدهور صحي شديد ومفاجيء، مما دفع بأهله للذهاب به إلي مستشفي معهد القلب بإمبابة، بعد ان تعذر إسعافه في بعض المستشفيات الأخري.
الأطباء وهيئة التمريض في مستشفي معهد القلب تعاملوا مع الحالة فوراً، حيث تأكدوا بعد الكشف عليه من خطورة الحالة، وانه مصاب بانسداد شرياني شديد بالقلب، ويحتاج لاجراء عملية قسطرة عاجلة، لإزالة الإنسداد وتركيب ثلاث دعامات بالقلب.
قام الأطباء بإبلاغ المرافقين للمريض بحالته الحرجة، وان هناك احتمالا لوفاته، وطلبوا توقيع شقيقه علي إقرار بالعلم بالحالة، وعدم مسئولية المستشفي في حالة الوفاة نظرا لخطورة حالته، وتم التوقيع بالفعل.
وأثناء اجراء العملية بذل الأطباء أقصي الجهد لإنقاذ حياة المريض، ولكنه للأسف فارق الحياة.
هذه قصة عادية تحدث في كل المستشفيات بمصر والعالم،...، ففي كل يوم يدخل المستشفيات عشرات الآلاف من المرضي والمصابين بحالات صحية طارئة وحرجة، نتيجة الإصابة بأزمات قلبية أو غيرها، وتستدعي تدخلا جراحيا عاجلا،...، وفي هذه الحالات يكون المريض بين يدي الله، فإما ان يتعافي.. أو تنفذ فيه المشيئة ويفارق الحياة إذا كانت ساعته قد حانت.
وفي كل هذه الحالات، يكون رد الفعل التلقائي هو تقبل الأهل قضاء الله وقدره بنفس راضية، ويشكرون الأطباء والمستشفي علي ما بذلوه من جهد صادق وأمين، خلال محاولاتهم انقاذ حياة المريض.
ولكن هذا لا يحدث عندنا للأسف في بعض الأحيان، ومنها هذه الحالة، حيث انتابت أهل المريض حالة من الانفعال الحاد والغضب الشديد عقب علمهم بوفاته، واقتحموا المستشفي ودمروا الاجهزة الطبية واعتدوا علي الأطباء وهيئة التمريض، وعاثوا في المستشفي تحطيما وتخريبا.
هذه تصرفات مرفوضة وغير مبررة، بل هي سلوك عدواني متخلف وعمل اجرامي يجب مواجهته بالقانون الرادع، الذي يضمن عدم تكراره مرة أخري، إذا كنا نريد حقا وصدقا لدولتنا التقدم، واذا كنا نحترم أنفسنا ونسعي لإقامة دولة حديثة وقوية تحترم القانون وترفض البلطجة