توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل

  مصر اليوم -

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل

بقلم - جبريل العبيدي

تعاني الأزمة الليبية من عمليات الترحيل المتعمد من غدامس الليبية إلى الصخيرات المغربية إلى تونس التونسية إلى جنيف السويسرية، وتواكب هذه العملية إعادة تكرار الوجوه والشخوص نفسها تقريباً بترتيب مختلف، هذه المرة بتبنٍ من مركز «جان هنري دونانت» للحوار الإنساني Henry Dunant Centre، وهو منظمة غير حكومية «مستقلة» تعلن عن نفسها «وسيطاً» في النزعات الدولية، ليبقى السؤال: من الممول؟ ومن الذي اختار الشخصيات الخمسين في حوار هنري دونانت؟

بالنظر لقائمة الشخوص يلاحظ أنها لا تخرج عن قوائم الحوار السابقة، التي مارس فيها المضيف إعادة ترتيب الأسماء والشخوص السابقة نفسها تقريباً، في محاولة لإعادة إنتاج لجنة حوار الصخيرات بالمعايير السابقة نفسها، والتي لم تخرج عن المتسببين بالأزمة بشكل مباشر كأمراء الحرب وقادة ميليشيات وقيادات إخوانية، بل إن هؤلاء متهمون ومسجلون على قوائم الإرهاب في بعض الدول، ومنها قوائم الرباعية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) مثل بلحاج والصلابي، وإعادة إنتاج أعضاء الجماعة (الإخوان) وأحبائهم وأصدقائهم، ودمجهم ضمن بعض المعارضين الوطنيين وهم قلة، لاستكمال الصورة النمطية التي لم ولن تنتج حلاً ممكناً قابلاً للتعايش أو التطبيق والديمومة، أو حتى حلا يمكن أن يكون خطوطاً ومعالم لخريطة طريق للخروج من الأزمة.

استبعاد شخصيات وطنية فاعلة، سواء ممن شارك أو يؤمن بحراك فبراير (شباط) (2011) غير المسلح، أو حتى من لا يزال متمسكاً بحراك سبتمبر (أيلول) (1969) غير المسلح ضمن قائمة الخمسين، رغم اعتذار بعض ممن تم اختيارهم من الشخصيات، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول من شكل اللجنة ومن اختار أعضاءها، فاللجنة لم يعلن عنها سوى الجهة المنظمة وهو مركز «جان هنري دونانت» المشار إليه، ليبقى من اختار المدعوين للحوار مجهول الهوية، والذي من الواضح أنه لم يكن بالمطلق يسعى لحلحلة الأزمة، بل كان يخلط الأوراق لاستمرار الصراع وانتعاشه بإعادة إنتاج هذه الشخصيات الجدلية، ضمن جوقة عبث تسمى لجنة حوار.
حوار جنيف بشخصيات جدلية بعضها متهم بالإرهاب، بل وصدرت في حقه مذكرات ملاحقة دولية ودعوتهم للحوار، يشبه ما قامت به قطر من استضافة قيادات طالبان التابعة لتنظيم القاعدة للحوار مع النشطاء المدنيين، فكان مجرد حرث في البحر لم ينبت حتى الزبد.

الأزمة الليبية التي تسعى العديد من الأطراف الدولية إلى استمرارها، يمكن حلّها عند إبعاد هذه الشخصيات الجدلية، وملاحقة المجرمين منهم، عبر محكمة الجنايات الدولية، والدعوة الجادة للنشطاء الوطنيين ومشايخ القبائل وأساتذة الجامعات والمجتمع المدني، إلى مؤتمر ليبي - ليبي جامع لا يحمل أي رؤى أو أجندات خارجية، ولا أي رؤية مؤدلجة مثل التي تحملها جماعات الإسلام السياسي من إخوان وقاعدة، والدعوة إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بشكل مباشر، وإلا ستصبح الأزمة الليبية في دوران مستمر وترحيل واستمرار وإطالة لعمرها، طالما لا تزال الدول ذات المصلحة سباقة في إعادة إنتاج هذه الشخصيات، وفرضها ضمن قائمة أي حوار ليبي، في حين هي شخصيات لا تمثل الليبيين بل بعضها يمثل تنظيم الإخوان الدولي ودولة المرشد، وأخرى تبايع تنظيم القاعدة وتجاهر بهذا، ولها صلات مباشرة معه، وجميعها لا تؤمن بجغرافيا الدولة الوطنية ولا بحقوق المواطنة للجميع.

ليبيا الآن يهيمن على عاصمتها الإسلام السياسي بالقوة المسلحة المدعومة من قطر وتركيا، وهم لا يمثلون إلا جزءاً يسيراً جداً من الليبيين، وإذا ما كانت هناك انتخابات نزيهة ومراقبة دولية لها، فسيكون مصيرهم الهزيمة الساحقة، وستعود بعد ذلك ليبيا إلى أهلها.

 

عن الشرق الاوسط اللندنيه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل الأزمة الليبية وسياسة الترحيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon