توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العبث بأمن غزة

  مصر اليوم -

العبث بأمن غزة

بقلم - د. جبريل العبيدي

لا أحد ينكر أن إسرائيل دائمة البحث عن عذر للتضييق على الفلسطينيين وحصارهم، وحتى قصفهم بالصواريخ والقنابل، واستخدامهم ميدان تجارب وميدان رماية لتدريب جنودها، لكن كل هذا الضيم ما كان له أن يتم لولا العبث الذي تمارسه حركة حماس، الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين.

حركة حماس منذ انقلابها وسيطرتها على قطاع غزة، والقطاع يعاني سوء إدارة أفقدته أبسط الخدمات من كهرباء وماء، وأنهى أي أمل لعودة استخدام الميناء والمطار، فغزة المحاصرة اليوم من جميع الأبواب كانت تنعم بمطار دولي يربطها بالعالم، وميناء بحري وحركة ملاحة وصيد بحري، حيث كان الغزيون من أمهر الصيادين، لكنهم اليوم بسبب سياسات حماس العبثية التي لم تقدم شيئاً سوى إطلاق بضعة صواريخ تسقط قبل أن تصل أهدافها، ولا تحقق أي توازن أو أي ضغط سياسي، وينتهي الأمر بغارات إسرائيلية تدمر البنية التحتية لقطاع غزة، وتتحول الحياة إلى جحيم دون أن تحقق صواريخ حماس أي مردود سياسي.

حركة حماس، التي تتبع تعليمات المرشد والتنظيم السري، لم تقف عند حدود القطاع وممارسة العبث، بل أرسلت مقاتلين وخبراء متفجرات ومفخخات حتى إلى بنغازي، حيث شاركوا مع مجلس شورى بنغازي الإرهابي في زرع المفخخات التي حصدت أرواح الكثير من الليبيين، ولم ترعَ حماس في الليبيين دعمهم لها في الماضي كـ«حركة مقاومة» بالسلاح والمال والدعم السياسي، فليبيا كانت تتعاطى مع الحركة ضمن منظومة المقاومة الفلسطينية، لكن اتضح أن «حماس» كانت حركة هدم ودمار وعبث حتى على الفلسطينيين أنفسهم، إذ كانت فنادق طرابلس وبنغازي لا تكاد تخلو من زيارات مشعل، وعياش، وصلاح شحادة، وأبو مرزوق موسى، والزهار، وحتى الرنتيسي زمن القذافي، ولا يخفى أن النظام السابق في ليبيا استخدم حركة «حماس» في أغراض تخصه.

حركة «حماس» كانت وما زالت أكثر ضرراً على الفلسطينيين بما تقوم به من أفعال خارج إطار القانون، بل ومن حماقات عسكرية مع الترسانة والآلة العسكرية الإسرائيلية المدمرة، التي تبحث عن الذرائع لسحق الأبرياء الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة.

حركة «حماس» منذ تأسيسها في عام 1987 وهي في حالة صدام وتنافر، ليس فقط مع الإسرائيليين، بل حتى مع باقي فصائل المقاومة الفلسطينية؛ مما يجعلها محراك شر داخل التوافق الفلسطيني.

حركة «حماس» التي تزعم أنها تحمل مشروعاً مقاوماً، وترى نفسها على النقيض مع حركة فتح، التي تراها صاحبة مشروع تفاوضي سلمي، بينما في الواقع تمارس (حماس) التفاوض تحت الطاولة وفوقها، وهي حركة حرب أثناء السلم وحركة سلم أثناء الحرب.. لقد رفعت «حماس» شعارات فضفاضة جرى وراءها الكثير من الشباب الفلسطيني لنهاية مؤلمة تنوعت أشكالها بين الموت سحقاً بالآلة المدمرة الصهيونية، أو السجن في سجون إسرائيل الموحشة.

حركة «حماس» التي عرقلت مشروعات كثيرة لتسوية الأزمة الفلسطينية، ومنها مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002، التي هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة لتسوية الأزمة، بل إنها رفضت حتى مشروع القذافي «إسراطين» لتقاسم الأرض مناصفة، لنجدها في نهاية الأمر تقبل باتفاقية غزة وأريحا.

بهذا العبث تبقى حركة «حماس» مشروعاً مدمراً لأي توافق فلسطيني، أو حتى عربي لتسوية القضية الفلسطينية. ويبقى الشعب الفلسطيني الباسل هو من يدفع الثمن نتيجة هذا العبث المستمر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبث بأمن غزة العبث بأمن غزة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon