توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر... عام من العزلة

  مصر اليوم -

قطر عام من العزلة

بقلم - سلمان الدوسري

أكملت قطر أمس عامها الأول منذ قطع 4 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية معها في الخامس من شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، إثر تقديم الدوحة دعماً للتنظيمات الإرهابية، وتقارب علاقاتها مع إيران بشكل مضر لجيرانها، والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي. عام كامل من القطيعة بينما المحاولات والمساعي القطرية لم تتوقف طوال 365 يوماً لإعادة شيء من المياه لمجاريها. جربت خلالها الدوحة كل شيء، فوق الطاولة وتحت الطاولة، بطرق مشروعة وغير مشروعة. سعت لاختراق دبلوماسي بين الدول الأربع. حاولت استخدام المال لإيجاد ضغط غربي. باعت واشترت في ذمم كثيرين داخل حدودها وخارجها لاختلاق الأكاذيب والإشاعات. واليوم ونحن في الخامس من يونيو 2018 لم يتغير شيء ولا تزال قطر في المربع الأول نفسه، كل ما حدث أنها غزلت بيديها عاماً من العزلة، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ متى تنتهي أزمتها، فقد يأتي العام القادم أو الذي بعده والعزلة باقية وقطر في المربع ذاته.
هل هناك بوادر للحل؟! لا شك أن السياسة علمتنا أن المفاجآت واردة ولا يوجد ما يمكن الجزم به، إلا أني لا أرى أي بوادر إطلاقاً لتسوية ممكنة، ولا أظن أن عاماً آخر، على الأقل، سيشهد أي أفق للأزمة القطرية، وهذا ليس تشاؤماً أو ضرباً في الودع، فالدبلوماسية القطرية مكشوفة ولا تستحق الكثير من الجهد والتحليل. لنرى ما الذي فعلته الدوحة لمواجهة أزمتها: استخدمت المال أولاً والمال ثانياً والمال ثالثاً، وهذا أفضل ما تبرع به، معتقدة أن الثروة وحدها يمكن أن تنهي عزلتها أو تخفف من وطأة معاناتها. فمثلاً اشترت الدوحة حياد باريس بعد توقيعها عقوداً بقيمة 14 مليار دولار في نهاية عام 2017 مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد ذلك لم يعد ماكرون ينتقد الدوحة عن دعمها للإرهاب كما فعل خلال حملته الانتخابية. ماذا عن الولايات المتحدة؟! أبرمت الدوحة صفقات للحصول على الطائرات المقاتلة من طراز F - 15 بقيمة 12 مليار دولار. أما في بريطانيا فتضمنت عربة التسوق طائرات تايفون مقابل 6 مليارات دولار، ومن البازار الإيطالي أبرمت صفقة لشراء 7 سفن حربية بقيمة 6 مليارات دولار، وفي الطريق صفقة أخرى وقعتها الدوحة مع ألمانيا لشراء 62 دبابة من طراز «ليوبارد 2» بقيمة ملياري يورو، ناهيك عن مفاوضات لشراء صواريخ إس 400 الروسية، ويبدو لافتاً ما قاله الخبير العسكري الروسي فيكتور مورتاخوفسكي، إنه نظراً لصغر حجم الجيش القطري فإن أي صفقات شراء الأسلحة لن يكون لها طابع عملي بل سياسي «لأن هذه الدولة الغنية يمكنها أن تشتري منظومة صواريخ (إس 400) فقط لاعتبارات تحسين العلاقات مع روسيا»، وهنا لا بد من القول صحيح إن قطر بعد دفعها في عام نحو 40 مليار دولار في صفقات عسكرية ضخمة أصبحت بالأرقام أكثر تسلحاً، لكن عملياً غدت أضعف بكثير مما كانت عليه قبل الخامس من يونيو 2017 عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، وفي وضع لا تحسد عليه حتى وهي تراكم صفقات الأسلحة بشكل جنوني، والأهم من هذا كله أن لا أحد يدري ما إذا كانت كل هذه الأسلحة والصواريخ والطائرات التي تجمعها الدوحة بشراهة ستجد مساحة لنشرها على أراضيها أم لا!
بعد عام من عزلتها من حق قطر أن يخرج وزير دفاعها ليقول إن بلاده لن تفتح قاعدتها لضربة أميركية محتملة ضد إيران، ومن حق العالم أن يضحك كثيراً، لأن الجميع يعلم أنه إذا قررت واشنطن ذلك فلن تستأذن الدولة «صاحبة السيادة». من حق قطر بمناسبة مرور عام على أزمتها أن تعلن عن حظر استيراد كل المنتجات المصنعة في الدول الأربع من أجل «حماية سلامة المستهلكين»، كما من حقها أيضاً استيراد منتجاتها الغذائية من بلدان أخرى كتركيا والمغرب وإيران وغيرها حتى وإن كانت تدعي أنها «محاصرة»، وفي الوقت نفسه من حق الدول الأربع أن تمارس سيادتها باستمرار موقفها الحازم تجاه الدولة التي تراها مارقة ولو استمرت المقاطعة عشر سنوات قادمة. يحق لقطر أشياء كثيرة أن تفعلها وتمارسها وتقولها، إلا أن مشكلتها الكبرى أنه ليس من بين ما تستطيع قوله أو فعله أو ممارسته قرار فك عزلتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر عام من العزلة قطر عام من العزلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon