توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا... أزمة اقتصادية أم مؤامرة؟!

  مصر اليوم -

تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة

بقلم : سلمان الدوسري

بعد ستة أسابيع من إعادة انتخاب رجب طيب إردوغان رئيساً لبلاده، تشهد الليرة التركية انحداراً رهيباً لم يعرف مثيله الاقتصاد التركي، بعد انخفاضها أكثر من 40 في المائة منذ بداية العام، قبل أن تأتي القشة التي قصمت ظهر البعير بتطبيق العقوبات الأميركية، مع التذكير هنا بأن الرسوم الجمركية على الألمنيوم والحديد الصلب التركي، ليست كامل القصة في الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي بل جزء منها.

لم يتأخر الساسة الأتراك في الرد، وعلى رأسهم إردوغان ورئيس وزرائه ووزير خارجيته، في توجيه أصابع الاتهام إلى وجود مؤامرة، وأن ذلك أفضى إلى هذه الحالة المزرية التي بلغها الاقتصاد التركي، الذي أساساً يكابد ديوناً خارجية عالية للغاية، وتضخماً مرتفعاً بشكل حاد بنحو 15 في المائة («ستاندرد أند بورز» توقعت أن التضخم سيصل إلى ذروته عند 22 في المائة على مدار الأشهر الأربعة المقبلة).

وبالطبع، فإن مبرر المؤامرة كان الأسهل تناولاً لدى سياسيي أنقرة، بدلاً من الاعتراف بما يحدث، كان من الصعب عليهم الإقرار بهشاشة الاقتصاد التركي الذي كان آخر ما يحتاج إليه في هذه المرحلة الحساسة، قرارات سياسية متهورة تصل بالبلاد إلى حافة الهاوية.
إردوغان الذي فاز منذ عام 2002 بخمسة انتخابات برلمانية، وثلاث دورات من الانتخابات المحلية، واثنين من الانتخابات الرئاسية بالاقتراع الشعبي واستفتاءين بين عامي 2002 وأوائل 2018، اعتمد في نجاحاته السابقة كلياً على التحسن الاقتصادي الكبير، الذي حققه في بلاده كبوابة لصعود نجمه على الساحة السياسية.

يتساقط خصومه وحلفاؤه داخل الحزب وخارجه إلا هو الوحيد الباقي، تارة رئيساً للوزراء وتارة زعيماً للحزب وتارة ثالثة رئيساً للبلاد. يتغير الطربوش والزعامة ثابتة. مَن أسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة، عندما دقّت الساعة، وأتت اللحظة التي ينتهي فيها شهر العسل لاقتصاد بلاده، رمى الكرة في ملعب الشماعة الشهيرة «المؤامرة»، متخلصاً من عبء الانكسار الاقتصادي على يدي الشخص نفسه الذي أسهم في صعودها، مع عدم إغفال أن اللغة الشعبوية تعجب الجماهير، وإلقاء اللوم على الغرب الإمبريالي تطرب له الآذان، لذلك ومع أن الأزمة الاقتصادية في تركيا غير مسبوقة، فإن خيارات الرد من السلطات النقدية والمالية شبه مشلولة، فلا أحد يريد مواجهة الأزمة بحلول اقتصادية ضرورية، مثل التقشف الاقتصادي أو رفع أسعار الفائدة أو كبح النمو الاقتصادي قليلاً.

بقي أن نشير إلى الصحوة القطرية ودعمها لتركيا في أزمتها هذه، بعد أن انتقدت بعض الصحف التركية الدوحة على «نكران الجميل»، والتزامها الصمت تجاه الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا، وعلى أثر ذلك، تحركت الدوحة بسرعة من أجل إنقاذ حليفتها، لكن الخبر السيئ هنا أن الـ15 مليار دولار التي وعدت باستثمارها لن تفعل إلا القليل، فما يحتاج إليه الاقتصاد التركي من دعم اقتصادي وبصورة عاجلة يُقدّر بنحو 150 مليار دولار، فإذا أضفنا أن الشركات التركية تعدّت ديونها 340 مليار دولار، فليس هناك دولة في العالم مهما كانت قوية وغنية، تستطيع أن تقدم مثل هذا الدعم المالي الهائل السريع، سوى صندوق النقد الدولي، وهو ما ترفضه أنقرة حتى الآن، لقناعتها وإصرارها على أن الأزمة ليس اقتصادية أبداً، وإنما مؤامرة سياسية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon