توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثروة الرقمية!

  مصر اليوم -

الثروة الرقمية

بقلم - دينا عبد الفتاح

«المستقبل ليس كما اعتاد أن يكون»، هذه حقيقة القرن الحادى والعشرين.

فالثروة الحقيقية لم تعد تلك التى نفهمها حسابياً، كالدولار والذهب والنفط، فهى وإن كانت ضرورة، إلا أنها فى العصر الحالى لا تحمى الدول بأن تظل على القمة، ولا ترسم طريقاً لمن يريدون الذهاب إليها.

ما الذى تغيَّر؟

العالم أصبح يتحدث لغة رقمية بامتياز فى جميع النواحى الاقتصادية والتجارية والمالية، فالتكنولوجيا لم تعد تلك الرفاهية التى فى أيدينا، لكنها أصبحت «السحر» الذى يتسابق الجميع للحصول على حصة منه، خاصة للدول التى تبحث عن أفكار متاحة للصعود فى سوق وصل فيها حجم الإنفاق على تقنية المعلومات عالمياً إلى 3.7 تريليون دولار فى عام 2018.

وبقراءة لبعض الأرقام، نرصد اختلاف الماضى عن الحاضر، حيث نلاحظ وجود شركة تكنولوجيا واحدة ضمن قائمة أقوى 10 شركات حول العالم فى عام 2006، بينما فى عام 2017 حلَّت 5 شركات ضمن القائمة: «جوجل، أبل، فيس بوك، أمازون، ومايكروسوفت».

وأمام هذه الحقيقة، لا يمكننا كدولة أن ندفن رؤوسنا فى الرمال، بل يجب أن نعيد التفكير فيما يحدث وفيما يمكن أن يحدث فى المستقبل، وأن نعيد ابتكار أنفسنا من جديد!.

القيادة السياسية قامت بشكل استثنائى وجرىء بإعادة تركيب المنظومة الاقتصادية عبر برنامجها الشامل للإصلاح الاقتصادى، وأعادت الثقة للقطاع الخاص فى مستقبل الدولة، بعد فترة صعبة فى حياة الدولة، فقدت فيها التماسك الوطنى، وخسرت خلالها كل الرهانات الممكنة.

لكنها فى اتجاه المستقبل وللاطمئنان على برنامجها نحو المستقبل، يجب أن تواصل العمل بنفس الروح والتمرد على المألوف، وأن تتمسك بقاعدة تقول: «يجب أن تكون عالمياً فى كل ما تفعله»، عبر التعلم من تجارب الابتكار والإبداع فيما حولنا، ووضع أسس نبدأ من خلالها اللحاق بركب التكنولوجيا والمشاركة فى صناعتها.

فليس مطلوباً أن نعيد اختراع العجلة، لكن يجب أيضاً ألا نُطرد من اللعبة للأبد!.

الواقع يقول إننا كدولة نمتلك العديد من المقومات التى تمكننا من الوجود بقوة فى هذا المجال بسرعة، وتحقيق ما يطلق عليه التقدم الاقتصادى الحديث، وإحداث طفرة نوعية فى أساليب العمل فى العديد من القطاعات الاقتصادية التى نراهن عليها للمستقبل، كقطاعات الصناعة والطاقة والبنوك والتجارة والسياحة، مما يعنى خلق فرص عمل نوعية، والمساهمة فى النمو الاقتصادى من خلال الابتكار.

ويتم ذلك من خلال الاستخدام الأمثل لقوة جيل من الشباب المصرى، الذى يمتلك من المهارة والقدرة التى تؤهله لبناء جيل جديد من الشركات التى تعمل على الابتكار والإبداع، وتقديم منتجات يكون العالم فى حاجة إليها، فى سوق عالمية لا يمكن أن تعاند نفسك فيها، وتتبنى سياسات اقتصادية تقوم على المنافسة بمنتجات تقليدية لا تعطى قيمة مضافة، سواء للاقتصاد أو المجتمع.

وهو الأمر الذى يحتاج إلى سياسات تعليمية واقتصادية تتواءم مع هذا التوجه وتنميته، وأيضاً إلى أجهزة حكومية تؤمن بأن بابها يجب أن يكون مفتوحاً دائماً، فالثروة الجديدة عنوانها «صناعة البيانات والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والتحول الرقمى والبلوك تشين».

أيضاً نحن بحاجة إلى «المعرفة»، خاصة فى هذه الصناعة، التى لا يمكن أن تحدث بمستويات التعليم الحالية حتى ولو طوّرت المناهج، لأننا سننتظر طويلاً أو حتى مراكز الإبداع التقليدية، فالتطبيق العملى والمرور بالتجارب الناجحة والفاشلة هى ما تؤسس للتكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، وبالتالى نحن بحاجة إلى استضافة مراكز أبحاث رئيسية ومراكز للتميز للعديد من شركات التكنولوجيا الموجودة بالفعل فى مصر، فمسألة وجودها فى مصر يجب أن تتعدى مجرد «البيزنس» والمسئولية الاجتماعية التقليدية.

ويكفى أن نعرف أن إسرائيل تستضيف معظم المراكز البحثية الرئيسية لشركات التكنولوجيا العالمية فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ساعدها على خلق العديد من الشركات التقنية المحلية التى أصبحت تنافس عالمياً، حتى وصلت إلى أن تحصل على 20% من الاستثمار العالمى فى مجال الأمن السيبرانى الخاص بحماية الدول من الهجمات الإلكترونية.

بالتالى نحتاج فى عقودنا مع شركات التكنولوجيا العالمية الاشتراط عليها إنشاء مراكز للأبحاث، وتمويل البحث والتطوير فى المشروعات الريادية لشبابنا، ومضاعفة حضانات التكنولوجيا الموجودة عشرات المرات.

أمر آخر يعد من المقومات الرئيسية التى يمكن البناء عليها فى هذه الصناعة، وهو الموقع الجغرافى لمصر، ليس بالمعنى الأجوف أو بنمط الشعارات القديمة، ولكن بحقيقة تشير إلى أن مصر تتصدر قائمة الدول المستضيفة للنواقل والكابلات البحرية حول العالم، حيث يوجد بها 17 من أكبر الكابلات البحرية فى العالم، تربط الشرق بالغرب، وهى الكابلات المسئولة عن نقل البيانات عبر الإنترنت، ولدينا واحدة من أكبر الشركات فى هذا المجال المملوكة للدولة، وهى «المصرية للاتصالات»، والتى حققت مستويات نمو قياسية تدعو للفخر فى هذا الاستثمار.

وهو ما تتبناه الدولة حالياً بشكل نوعى، لاستضافة عدد من مراكز البيانات العملاقة العالمية خلال السنوات المقبلة، وأقر البرلمان مؤخراً قانونين لحماية البيانات، بهدف وضع إطار تشريعى يخدم خطة مصر فى وضعها على خريطة صناعة مراكز البيانات، وجارٍ الانتهاء من مشروع تكامل قواعد البيانات القومية تزامناً مع تنفيذ خطة للاستفادة من مزايا الشمول المالى للمواطن.

الإدارة المصرية، تحت قيادة الرئيس السيسى، مُلمة بشكل كبير بهذا التوجه المستقبلى، وقد وضح ذلك جلياً فى العديد من المبادرات التى أطلقها الرئيس فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «CAIRO ICT» فى العديد من دوراته، وآخرها الدورة 22 التى افتتحها الرئيس بالأمس، حيث تستهدف جميع المبادرات بناء الإنسان وتطوير قدراته بما يتواكب مع عالم اليوم.

نقلا عن الوطن القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثروة الرقمية الثروة الرقمية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon