توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا عادت الواردات للتزايد؟!

  مصر اليوم -

لماذا عادت الواردات للتزايد

بقلم - دينا عبد الفتاح

مع انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر عام 2016، واتخاذ القرار الجرىء بتحرير أسعار الصرف، الذى ترتب عليه تراجع قيمة الجنيه بأكثر من 100%، بدأت الواردات فى التراجع، وسجلت نسبة تراجعها 24% فى أول 6 أشهر عقب القرار، وذلك فى انعكاس مباشر لارتفاع أسعار الواردات فى السوق المحلية، وتفضيل المستهلكين للمنتجات الوطنية.

وهنا اتّسعت فرص بيع المصانع المحلية، وتوقعنا طفرة صناعية مرتقبة مدعومة بتمكين المنتجات الوطنية فى السوق المحلية بعد ارتفاع أسعار الواردات، وتمكينها فى السوق العالمية بعد ارتفاع سعر الدولار.

وبالفعل تحسّنت الصادرات المصرية وارتفعت بنحو 14% فى أعقاب تحرير سعر الصرف، وزادت مبيعات الشركات الصناعية فى السوق المحلية بنحو 20%، وانخفض العجز فى الميزان التجارى بنحو 25%.

وبعد مرور عامين على قرار تحرير أسعار الصرف، وبدء خطة الإصلاح، عادت الواردات للارتفاع مرة أخرى، حيث سجلت زيادة بنحو 13% خلال الشهور الستة الماضية، وسجلت نسبة الزيادة ذروتها فى أكتوبر 2018 بنحو 21% وبفاتورة استيراد بلغت 7 مليارات دولار فى شهر واحد فقط!

ظاهرة «زيادة الواردات» من الممكن أن تكون «ظاهرة صحّية» وتفيد الاقتصاد، لكن بشرط أن تكون البنود السلعية التى ارتفعت عبارة عن «سلع استثمارية أو إنتاجية»، أى آلات ومعدات، ومواد خام ووسيطة، تستخدم فى الإنتاج، ففى هذه الحالة تكون الزيادة انعكاساً طبيعياً لتطور الصناعة المحلية.

لكن الواقع يشير إلى أمر مخالف تماماً، حيث اقتصرت الزيادة فى فاتورة الواردات على السلع الاستهلاكية، التى لا تتعلق بالعملية الإنتاجية، ويعنى هذا أننا نستورد، ونستنزف العملة الأجنبية، بغرض الاستهلاك.

حيث ارتفعت واردات السلع المعمّرة، مثل الأجهزة الكهربائية بنحو 63% فى أول 10 شهور من 2018، وزادت واردات المحمول 80%، وزادت واردات سيارات الركوب بـ69%، وزادت واردات التليفزيونات والشاشات بنحو 112%.

ويُعد هذا التطور بمثابة أمر خطير للغاية، له أكثر من مدلول، علينا الانتباه إليها.

الأول يتعلق بتراجع الصناعة المحلية، وعدم قدرتها على توفير الاحتياجات الاستهلاكية للمواطنين، خاصة من السلع التى يتم إنتاجها أو تجميعها فى الداخل، وفشلها مرة أخرى أمام المنتجات المستورَدة، وهذا الأمر يتطلب من الدولة إعادة النظر فى أوضاع المصنّعين المحليين، وتكلفة الإنتاج الصناعى وجميع الأسباب التى من الممكن أن تلعب دوراً فى هذا التراجع.

الثانى يتعلق بالاختلاف عن العالم كله فى إدارة تجارتنا الخارجية، ففى الوقت الذى تمرّدت فيه كل الدول الكبرى على النظم واللوائح الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، وقواعد إدارة التجارة بين الدول واتّخذت سياسات مباشرة لحماية صناعتها المحلية من خلال فرض قيود جمركية وغير جمركية لتقييد الزيادة فى الواردات، ما زالت مصر سوقاً مفتوحة ترحب بكل «سلع العالم»، الرديئة قبل الجيّدة، والاستهلاكية قبل الاستثمارية!

وبالتالى، نحن مطالبون بإعادة النظر فى سياساتنا التجارية، وفرض قواعد جديدة لتقييد دخول المنتجات الأجنبية إلى أراضينا، على غرار ما تفعله الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى حالياً، وفى الوقت ذاته نحن مطالبون بوضع قواعد جديدة لحماية المستهلك من استئثار الشركات المحلية بالسوق، وإمكانية استغلال ذلك فى تحريك الأسعار دون داعٍ.

الثالث يتعلق باستمرار تطور الغريزة الاستهلاكية لدى المصريين، وعدم التفهّم بشكل كامل لمتطلبات المرحلة الحالية، التى تفرض علينا جميعاً ترشيد الاستهلاك، وزيادة الإنتاج، من أجل دعم الاقتصاد وتحقيق الحلم المصرى فى التقدم والازدهار، خاصة بعد أن توافرت جميع مقومات هذا التقدم على أرض الواقع.

ويتطلب هذا الأمر أن يعيد كل منا النظر فى سلوكياته خاصة على صعيد ثقافة الاستهلاك، وأن نعتبر «التسوق» بمثابة أداة فعّالة لدعم الاقتصاد والصناعة الوطنية من خلال تفضيل المنتج المصرى، والتنازل، ولو مؤقتاً عن اقتناء جميع الكماليات التى لا نحتاج إليها.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا عادت الواردات للتزايد لماذا عادت الواردات للتزايد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon