توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخروج من «العالم الثالث»!

  مصر اليوم -

الخروج من «العالم الثالث»

بقلم - دينا عبد الفتاح

«1.2 مليار شخص، أكثر من 40% منهم شباب، يمتلكون ثقافات متعددة، يعيشون على مساحة 30.7 مليون كيلومتر مربع، غنية بالثروات التعدينية والنفط، الموقع فى وسط العالم، يتوسط الممرات المائية الأهم فى مختلف القارات».. هذه العبارة توضح باختصار القوة النسبية التى تمتلكها قارة أفريقيا، بما يؤهلها لقيادة تجربة تنموية جديدة تصنع للعالم «نمور أفارقة» على غرار «النمور الآسيوية» الذين انطلقوا من جنوب شرق آسيا وغزوا العالم بمنتجاتهم وشركاتهم وأموالهم، حتى أصبحوا هم القوة الأكثر تأثيراً فى مجريات الاقتصاد العالمى، وفقاً للإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية المختلفة، وتخطوا القوى العالمية التقليدية الممثلة فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.

«أفريقيا 2018»، هذا المنتدى الذى يمثل فرصة تاريخية لكل شعوب أفريقيا فى توحيد جهودهم، وتحقيق التكامل الاقتصادى بينهم، لا بد أن يخرج بأكبر المكاسب الممكنة، ويجب أن يسهم فى تشكيل استراتيجية عمل جديدة للدول الأفريقية تقودهم لتحقيق قفزات تنموية سريعة فى ضوء الثورة الصناعية الرابعة التى انطلقت حول العالم بمعطيات مختلفة تماماً عن الثورات السابقة، نتيجة لاعتمادها على رأس المال البشرى أكثر من النقدى، واعتمادها على الأفكار أكثر من الآلات والقلاع الصناعية.

لدينا جميعاً فرصة ذهبية كأبناء هذه القارة السمراء الغنية العريقة، فى أن نخرج من عباءة الشعوب النامية والفقيرة، ونتحول إلى مرحلة جديدة من التقدم والازدهار، ونتمرد على وصفنا بـ«العالم الثالث» الذى دأب على استيراد منتجات وثقافات الغرب واستعطافه فى بعض الأحيان للحصول على حفنة من الدولارات تحت مسمى «معونة أو مساعدة».

أتصور أن الحكومات الأفريقية أدركت خلال المرحلة الراهنة ضرورة التكامل فيما بينها، وتعزيز أواصر التعاون المشترك على كافة الأصعدة، وأتصور كذلك أننا كشعوب أفريقية لدينا الجاهزية الكاملة للتعاون فيما بيننا، وتقبل بعضنا البعض، وصهر ثقافاتنا المختلفة فى ثقافة واحدة، تؤمن بالعمل المنتج، وتعزز من الأفكار الإبداعية، وتشجع الشباب والمرأة نحو مزيد من التطور والازدهار.

ومن خلال عملية بحث طويلة فى هذا الملف الذى أهتم به اهتماماً شديداً منذ سنوات طويلة، أستطيع أن أضع أمام الجميع الآن باعتباره «الوقت المناسب» المفاتيح الرئيسية التى يمكن اللجوء إليها لإطلاق ثورة تنموية شاملة فى كل شعوب القارة السمراء.

المحور الأول يكمن فى الإسراع بمعدلات التنفيذ فى المشروعات القارية التى تخدم جهود التكامل بين الدول الأفريقية، وبالتحديد مشروع «فيكتوريا - البحر المتوسط» الذى يستهدف الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط، ويعد أحد أهم مشروعات البنية التحتية فى قارة أفريقيا لما يمثله من شريان نقل مائى حيوى بين منطقتى شمال وجنوب البحر المتوسط محققاً أقصر مسارات الربط بين دول حوض النيل وأوروبا وبما لذلك من تأثير إيجابى فى تحقيق التنمية المستدامة بهذه الدول، و«مشروع أفريقيا العظيم» الذى يستهدف ربط مصر ودول شمال أفريقيا بالقارة الآسيوية لتيسير حركة التبادل والسياحة بين الدول الأفريقية من ناحية، وبينها وبين الدول الآسيوية من ناحية أخرى، ومشروع «المزارع المشتركة» الذى يستهدف إنشاء مزارع مشتركة بين الدول الأفريقية فى سبيل دعم الأمن الغذائى والتكامل بين دول القارة.

أضف إلى ذلك مشروع طريق «القاهرة - كيب تاون» الذى يعد أحد المشروعات التنموية الحديثة الذى تسعى الدول لتنفيذه لتيسير حركة التجارة من خلال الطرق البرية بين دول القارة، ومشروع «الربط الكهربائى بين مصر والسودان» الذى يمثل نقطة انطلاق للربط بين مصر وأفريقيا بما سيعزز من كفاءة إنتاج واستهلاك الكهرباء فى القارة بأكملها.

المحور الثانى يتعلق بضرورة وضع برنامج تنفيذى محكم لتنفيذ استراتيجية أفريقيا 2063، التى تستهدف تعزيز التكامل بين دول القارة، وتحقيق حلم البورصة الأفريقية الموحدة، والعملة الموحدة، والسلطة النقدية المركزية، وأتصور أن الدول الأفريقية لديها الرغبة حالياً فى تحقيق ذلك، بعد أن تأكدوا أن التعاون والتكتلات هى أسرع آليات النمو الاقتصادى حالياً، على غرار ما سلكه الاتحاد الأوروبى سابقاً، وما تسلكه دول تجمع «بريكس» حالياً.

المحور الثالث يتعلق بتنسيق المواقف السياسية بشكل أفضل بين الدول الأفريقية، بحيث تمثل قوة أكبر فى المجتمع الدولى، وتسهم بشكل أفضل فى اقتناص حقوقها التى تكفلها الاتفاقيات الدولية وبالتحديد اتفاقيات تغير المناخ التى تلزم الدول المتقدمة بتقديم دعم بقيمة 100 مليار دولار للدول النامية الأكثر تأثراً بظاهرة تغير المناخ، وطالب الرئيس السيسى فى قمة المناخ الأخيرة بضرورة تفعيل هذه الاتفاقية.

المحور الرابع يتعلق بضرورة صياغة سياسة تكامل تجارى بين الدول الأفريقية، والاستغلال الأمثل للاتفاقيات التجارية الموقعة بالفعل مثل الكوميسا وأغادير والتجمعات الأفريقية الثلاثة، بهدف تعزيز التجارة البينية، وخلق فرص إنتاجية أفضل للمصنعين المحليين، وتقليل نسب الاعتماد على أوروبا وجنوب شرق آسيا الذين يستنفدون جزءاً كبيراً من الموارد الدولارية للقارة السمراء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من «العالم الثالث» الخروج من «العالم الثالث»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon