توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

صناعة الفن الخاسرة!

  مصر اليوم -

صناعة الفن الخاسرة

بقلم - دينا عبد الفتاح

كل ما فى مصر تطور وتقدم عبر الزمن، إلا الفن، مستمر فى التراجع، ودائماً ما قدمه الفن فى الأمس أحسن مما يقدمه اليوم، وغد، هذا التراجع الحاد فى أداء منظومة الفن وخاصة على صعيد نشاط التمثيل جاء كنتاج طبيعى لجوهر الأعمال التى تُقدم للجمهور، والتى تبرز أسوأ ما فى المجتمع، وترسخ لمفاهيم خاطئة وتنشر ثقافات عدوانية ومُتخلفة، تحت ستار «هو ده الواقع».

الواقع يا سادة ليس كله سىء، الواقع ليس مقتصراً على جرائم الإدمان، والاغتصاب، والتحرش، والسجن، والانتقام، فمصر اليوم على سبيل المثال نجحت فى بناء قاعدة تنموية وحضارية للمستقبل، ولدينا نماذج مشرفة فى كل مناحى الحياة، حاضرة بيننا، ولكنها غائبة عن شاشات الدراما والسينما، لدينا نماذج مشرفة فى الخارج كل منها يصلح أن يكون قصة مثيرة لعمل سينمائى أو تلفزيونى، نملك طبيعة ساحرة فى الشواطئ والسواحل والجبال أصبحت محور جذب للعالم كله، كما نملك عشوائيات تسعى الحكومة وفق خطة ممنهجة للقضاء عليها.

وهذا التطور السئ فى مفهوم الفن التمثيلى ومستوى تناوله وتجسيده للقضايا كان السبب الرئيسى فى أن تصبح «صناعة الفن السينمائى والتلفزيونى» هى الصناعة الوحيدة الخاسرة مادياً، وعلى الرغم من خسارتها مستمرة فى إهدار مليارات الجنيهات كل موسم، دون ترسيخ مفهوم مثالى واحد، أو تحقيق نفع عام أو خاص فى المجتمع.

«الإفراط فى تناول المفاهيم السلبية وإظهار السئ والابتعاد عن تجسيد الجمال والقيم الإيجابية يؤثر فى ثقافة الإنسان ومستوى إدراكه للبيئة المحيطة به».. هكذا تقول الفلسفة، وخاصة فلسلفة الجمال التى تنادى بإبراز الجمال والقيم الإيجابية لكى تساهم فى بناء شخصية متفائلة ومُهذبة فى المجتمع.. فهل سنرى فى الموسم الرمضانى الذى يشهد زخم كبير بالأعمال الفنية والدرامية، ولو نموذج واحد يجسد مصر الحقيقية، دون أن يصورها على أنها موطن العشوائيات، ودولة العنف، ومجتمع التحرش والاغتصاب والإدمان، هل يمكن أن نرى الجميل يواجه القبيح؟، هل يمكننا تناول مفهوم إيجابى لهدم فكرة سلبية سائدة فى المجتمع؟، أم سنستمر على هذا المنوال السلبى الذى يذهب من سئ لأسوأ.

كلاسيكيات السينما والدراما المصرية اعتادت بناء نماذج وقيم مشرفة إلى جانب مناقشة موضوعية للقضايا التى يعانيها المجتمع، وجسد هذا الفن الكفاح المصرى فى أكثر من ملحمة تاريخية، وأبرز الشخصية المصرية الحقيقية الغيورة على وطنها، والهادمة للعنف، والمساندة لكل جميل فى المجتمع، فظهرت لنا أعمال رسخت ثقافة جديدة لعمل المرأة مثل فيلم «مراتى مدير عام»، وسوقت مفهوم الانضباط والوطنية فى الجيش بشكل كوميدى فى سلسلة أفلام إسماعيل ياسين عن الجيش المصرى وأسلحته المختلفة، وبنت ثقافة مثالية تقاوم السئ من خلال مسلسلات «رحلة السيد أبو العلا البشرى- نهاية العالم ليست غداً»، وقاومت فكرة «العمل الحكومى الروتينى»، وارتباط الشباب بالوظيفة الحكومية من خلال مسلسلات الفنان حسن عابدين ومنها «فى حاجة غلط- أنا وأنت وبابا فى المشمش»، وعظّمت العطاء والحب فى مسلسل «أبنائى الأعزاء شكراً» للراحل عبد المنعم مدبولى، فنجحت هذه الأعمال فى تشكيل وعى جديد لدى الجمهور، وكانت بمثابة كلمة السر فى تطوير الكثير من المفاهيم الاجتماعية، وعاش أصحابها بيننا حتى اليوم.

أدخل أى بيت مصرى فى المساء ستجد السمة الغالبة على مشاهداته التلفزيونية القنوات التى تعرض الكلاسيكيات، وتطلق عليها «الفن الجميل»، وهو حقاً فن جميل، بعيداً عن الابتذال، والتأخر وإهانة القيم الذى يتم ممارسته بكل استهتار فى أعمال التمثيل اليوم، لذا عاش أبطال وكتّاب ومخرجو الزمن الجميل بيننا، وعاشت أسمائهم وأعمالهم من جيل لجيل، ومن عقد لعقد حتى وصل أن بعض الأعمال التى مر على تمثيلها أكثر من 80 سنة ظل الناس مرتبطون بها حتى اليوم، ويثق الجميع أنه يصعب تكرارها، والدليل فى أعمال الفنان نجيب الريحانى، والفنان على الكسار.

«ما يمكن أن يغيره التعليم فى سنوات وعقود يمكن أن تغيره الدراما والسينما فى شهور»، فالقيم الإيجابية ومفهوم الوطنية والعمل المنتج، الذى يحاول التعليم الصحيح غرسهم فى النشئ على مدار سنوات وسنوات، يمكن أن يحققها الفن من خلال تناول موضوعى ومنطقى للقضايا التى نمر بها.

لابد أن نتعلم من ماضينا، ومن التجارب الدولية المحيطة بنا، فالسينما والدراما الأمريكية استغلت نفاذها للعالم أجمع، لتسوق لمفاهيم ترتبط بـ«الدولة العظمى» غير القابلة للقهر أو الهزيمة، حتى دفعت فى نفوس الجميع وأفكارهم عدة مفاهيم ترتبط بـ «القوة الخارقة للجيش الأمريكى - والقدرة الفائقة لهيئة الاستخبارات الأمريكية - والتسامح الذى تحول إليه الأمريكيون بعد انتهاء الحرب العنصرية - وقوة الدولة فى مواجهة المعتدى حتى ولو كان كائن فضائى ليس هناك حدود لقوته».

كما نجحت السينما التركية فى تعريف العالم بتاريخ الدولة العثمانية بصورة جديدة بالغت فى الجمال والقوة من خلال مسلسل «قيامة أرطغل»، كما سوقت كل البقاع الساحرة فى تركيا لتصبح أحد أهم المقاصد السياحية حول العالم.

ياسادة مطلوب مشروع قومى للفن يتبنى مفاهيم وقيم جديدة ويطور مبادئ أكثر احتراماً، ويقاوم ممارسات خاطئة وشاذة، مطلوب بناء متكامل من الفكر والفعل، يتشارك فيه الدولة والفنانون، والمنتجون، والكتّاب، مطلوب رسائل جديدة من مصر للعالم، تُظهر إلى أين وصلت دولة الـ 100 مليون خلال الأربع سنوات الماضية، بعيداً عن الممارسات الحالية التى تساهم فى هدم ما بنته الدولة، والتقليل من حجم الإنجاز الذى تحقق على أرض الواقع، مطلوب رسائل توضح إلى أين ستتجه مصر فى المستقبل، الجميل متوفر حولنا، ولكن يحتاج لمن يراه!

عن المصري اليوم القاهريه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الفن الخاسرة صناعة الفن الخاسرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon