توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصير واحد.. هدف واحد!

  مصر اليوم -

مصير واحد هدف واحد

بقلم - دينا عبد الفتاح

لفتت نظرى بشدة الفلسفة الجديدة التى تُدار بها سياسة مصر الخارجية خلال الفترة الحالية، والأفكار الجديدة التى يتم ضخّها فى هذا الملف، واللغة المتطورة التى تتحدث بها القيادة السياسية مع العالم، والأهداف التى ترجو تحقيقها من التعامل مع كل الأطراف.

وأرى أن إنجازات هذا الملف تُحسب للقيادة السياسية، والقائمين على إدارته، فقد شكلوا قصة نجاح حقيقية، علينا أن نرويها مرات ومرات، حتى يحصل كل ذى حق على حقه.

فقد استعادت مصر حيويتها فى الوجود على الساحة العالمية، بفضل الزيارات المتعدّدة للرئيس وتحركه بخطة منضبطة تحدد بشكل واضح، ماذا تريد مصر من العالم الخارجى، وماذا يمكنها أن تُقدم له.

ويعتبر تطوير العلاقات المصرية - الأفريقية من أهم مكاسب هذا الملف، بعد فترات طويلة من الخمول، ابتعدنا فيها عشرات الأميال عن القارة السمراء، حتى ظن شعوبها أننا لا نعترف بجغرافيتنا الواحدة، ومصيرنا الواحد، وبدأت الحكومات الأفريقية تتحرك فى إدارة أهدافها الخارجية، دون أدنى درجات التنسيق مع مصر، الأمر الذى أفقدنا الكثير من التأثير فى إدارة شئون الشرق الأوسط، وأفريقيا.

أما اليوم، فقد شكلت زيارات الرئيس السيسى لقارة أفريقيا، التى بلغ عددها 25 زيارة تقريباً لدول أفريقية، تمثل أكثر من 30% من إجمالى الزيارات الرئاسية الخارجية، تطوراً كبيراً فى علاقة مصر بالقارة، يمكن أن نلمسه فى الروح الجديدة التى يتعامل بها القادة الأفارقة مع مصر وقيادتها خلال الفترة الحالية، بعد إزالة أى أفكار مغلوطة عن التوتر أو التهميش فى العلاقات المصرية مع دول القارة.

الجميع أصبح مدركاً بشكل تام أن سياسة «المصالح المشتركة» هى التى تسيطر على توجهات مصر فى القارة، وحماية حقوق الشعوب الأفريقية الفقيرة هى محور تحدث القيادة السياسية المصرية مع العالم الخارجى، وبرز ذلك بشكل كبير فى الكلمة التاريخية التى ألقاها الرئيس السيسى أمام قمة المناخ التى انعقدت قبل أسابيع فى نيويورك، حيث تحدث للعالم قائلاً إن أفريقيا قد تكون القارة الأشد تضرّراً من تغيرات المناخ، رغم كونها الأقل إسهاماً فى مسبّبات هذه الظاهرة، مشدّداً على تمسّك القارة الأفريقية بمفاوضات تفعيل اتفاقية باريس التى تنص على أن تنشئ الدول الغنية صندوقاً سنوياً بقيمة 100 مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة، نظراً لعدم قدرة الدول الأفريقية النامية على تحمّل أعباء إضافية جراء التلوث البيئى.

هذه المفردات التى قالها الرئيس السيسى أمام العالم تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك، نوايا مصر تجاه شعوب أفريقيا، وحرصها التام على مصالحهم، وقدرتها على عرض قضاياهم فى جميع القمم والمحافل الدولية.

وأعتقد أن ثمار التعاون المصرى - الأفريقى لن تقتصر على الشق السياسى فقط، وإنما ستمتد إلى الجانب الاقتصادى فى ضوء الفرص الكبيرة التى تزخر بها القارة والإمكانيات الضخمة، التى يمكن تسخيرها لتحقيق التكامل الاقتصادى، فى التجارة والاستثمار والتشغيل، حيث يمكن لمصر أن تكون بوابة أفريقيا للعالم، وبوابة العالم لأفريقيا، فى ضوء الموقع الجغرافى المميز الذى يربط بين أكبر 3 قارات فى العالم، والممرات الملاحية المميزة التى تمتلكها، ومشروعات الربط البحرى والنهرى التى يتم تنفيذها على أراضيها.

من الممكن أن تأتى لمصر أى دولة ترغب فى الاستثمار والتصدير السهل إلى السوق الأفريقية، ويمكن أن تكون مصر ممراً ملاحياً دائماً لمنتجات أفريقيا إلى العالم الخارجى.

يمكننا أن نتكامل فى تجارتنا، فنستورد من الشعوب السمراء ما تحتاجه السوق المحلية، ونصدّر إليهم ما تحتاجه أسواقهم، يمكننا استغلال الثروات التعدينية الضخمة فى إنشاء مشروعات مشتركة، يمكن أن نستغل المراعى الواسعة فى السودان والجزائر وإثيوبيا فى تصدير اللحوم إلى العالم، على غرار تجربة البرازيل التى قادت تقدّم السامبا فى الملف الاقتصادى.

وأدعو القطاع الخاص المصرى إلى أن يستثمر قنوات الاتصال رفيعة المستوى التى يفتحها الرئيس السيسى ليس مع قادة الدول فحسب، وإنما مع الشعوب نفسها، وقدرته الفائقة على رسم صورة جديدة لمصر أمام العالم، تُظهر حالة التغيير الحقيقية التى تشهدها، والمستقبل المزدهر الذى تُقبل عليه.

فعلى سبيل المثال، تمكن الرئيس أثناء وجوده مؤخراً فى الخرطوم من إلغاء حظر دخول المنتجات المصرية إلى السودان، وبالتبعية ينبغى على كل الشركات التحرّك السريع لاستثمار هذا القرار والحصول على نصيب جيّد من السوق السودانية التى تتسم بمستويات استهلاك مرتفعة، خاصة فى الصناعات الغذائية والملابس، والأدوية، والمنتجات الكيماوية.

ينبغى أن نتحرّك معاً من أجل استثمار هذه العلاقات، حتى لا يكون المردود منها اتفاقيات دون تفعيل، ونخسر جهوداً كبيرة بذلتها القيادة السياسية والقائمون على الملف الخارجى، من أجل إعادة هيكلة علاقة مصر بالعالم.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصير واحد هدف واحد مصير واحد هدف واحد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon