توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة البترول المصرية: الإنجازات والتحديات

  مصر اليوم -

صناعة البترول المصرية الإنجازات والتحديات

بقلم - وليد خدوري

تمر صناعة البترول (النفط والغاز) المصرية في مرحلة دقيقة، بعد ثلاث سنوات من انخفاض إنتاج الغاز، والاضطرار لاستيراد الغاز المسال لتغطية العجز لتلبية الطلب المحلي، فتحولت مصر في أوائل هذا العقد وبعد 10 سنوات من تصدير الغاز إلى دولة مستوردة له.

تشهد مصر الآن زيادة ملحوظة في زيادة الاحتياط الغازي، مع اكتشاف «إيني» في آب (أغسطس) 2015 حقل «ظهر» في ذي احتياطات 30 ترليون قدم مكعب. وبدأ الإنتاج منه مبكراً في كانون الثاني (يناير) 2017 بطاقة 1.7 بليون قدم مكعبة يومياً، والذي رفع الإنتاج إلى 6.50 بليون قدم مكعب يومياً في 2018، بحيث سمح الاعتماد على الإنتاج المصري لتزويد السوق المحلية، ولو للنصف الأول من العقد المقبل، اعتماداً على اكتشاف حقول غازية جديدة مستقبلاً. يعتبر هذا تحدياً كبيراً للاستثمار في مناطق اكتشافيه جديدة. كما الاعتماد على نشاط الشركات وطبيعة عقودها مع السلطات، ومدى الالتزام بالعقود.

لقد طرأت خلافات في السنوات الماضية، حول مدى دفع السلطات الاستحقاقات المالية للشركات، وبلغ مجمل الاستحقاقات الواجب دفعها للشركات في حزيران (يونيو) 6.4 بليون دولار، الأمر الذي نتج منه تباطؤ عملية الاكتشاف والإنتاج. لكن الوضع تغير بعد تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم واستلام مساعدات دول الخليج، ما ساعد في تسديد الاستحقاقات لتنخفض إلى 1.2 بليون دولار. نشطت الشركات في ضوء التزامها استحقاقاتها المالية في عمليات الاستكشاف والإنتاج. فعلى سبيل المثل، تم اكتشاف حقل «ظهر». وهناك تفاؤل حذر بتحقيق «إيني» اكتشافاً ضخماً في منطقة «نور» في قطعة 6 البحرية التي اكتشف فيها حقل «ظهر» حيث توجد الطبقة الكربونية الجيولوجية نفسها في «ظهر». تعهدت «إيني» حفر بئرين اكتشافيين خلال الشهرين المقبلين. ويتوقع ازدياد الإنتاج الغازي مع بدء الإنتاج من حقل «غرب دلتا النيل» البحري من قبل «بريتش بتروليوم» إلى 600 مليون قدم مكعبة يومياً.

سمح الإنتاج من حقل «ظهر» إلى الاكتفاء الذاتي من إمدادات الغاز، لكنه لم يعوض إمدادات الغاز المسال التي كانت تصدرها مصر من محطتي التسييل اللتين تم إغلاقهما أثناء انخفاض الإنتاج. كما تم إيقاف التصدير إلى إسرائيل عبر أنبوب العريش - عسقلان. واستمر التصدير فقط إلى الأردن عبر أنبوب العريشل - عقبة (وهو جزء من خط الغاز العربي الذي يمتد إلى سورية وكان مخططاً له أن يمتد إلى وسط أوروبا عبر تركيا).

توقف تشييد الخط في سورية نظراً إلى اضطراب الأمن منذ 2011. وكما هو معتاد في اتفاقات تجارة الغاز، يتحمل المصدر مسؤولية تزويد الإمدادات المتفق عليها في الأوقات المعينة، ويتحمل المستورد استلام الإمدادات حسب الاتفاق. وأي نقض لاتفاق التسليم والاستلام يترتب على الطرف الذي أخل بالاتفاق تحمل غرامات مالية باهظة الثمن تصل إلى بلايين الدولارات. وبما أن مصر أخلت بتزويد إمدادات الغاز لمحطات التسييل خلال السنوات الماضية، فستطالب الشركات بالتعويضات وسيتم اللجوء إلى التحكيم. وهذا ما حدث فعلاً مع الشركة الإسرائيلية المالكة خط العريش -عسقلان، إذ طالبت بالتعويضات. والأمر الآن عند هيئة تحكيمية قبل البت في الأمر نهائياً.

ومن أجل إيقاف الخسائر الفادحة التي قد تتحملها مصر، ولعدم توفر إمدادات غازية وافية للتصدير في المستقبل القريب، لجأت مصر إلى عقود طويلة الأمد لاستيراد الغاز بأنابيب قصيرة المدى من كل من قبرص وإسرائيل ليتم تسييله في محطتيها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وتعتبر هذه الاتفاقات مربحة للدول المعنية. وبالنسبة إلى مصر، ستستطيع تشغيل المحطتين بإمدادات متوفرة من الدولتين المجاورتين. وبهذا، ستلتزم مصر تنفيذ تعهداتها للشركات الأوروبية المستوردة وتوقف نزيف الخسائر البليونية التي ستلحق بها. لكن يتوجب التنويه بفكرة الترابط والاعتماد المتبادل ما بين صناعة الغاز الإسرائيلية والدول العربية الموقعة ضمن معاهدات سلام مع إسرائيل، يشكل هذا الاعتماد المتبادل تنفيذاً لسياسة اقترحتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كوسيلة لاستعمال سياسة الاقتصاد الطاقوي المتبادل لدعم اتفاقات السلام العربية - الإسرائيلية على المدى البعيد، وذلك خدمة للمصالح المتبادلة بين الطرفين. من ثم، استفادة مصر من استيراد الغاز الإسرائيلي لإعادة تصديره غازاً مسالاً هو أمر تستفيد منه مصر بتشغيل محطات التسييل وإيقاف نزيف التعويضات المالية التي سيطالب بها الأوروبيون. من جهة أخرى، تستفيد إسرائيل من الحصول على عقد للتصدير لمدة 15 سنة. وبما أن إسرائيل أخفقت حتى الآن الحصول على عقد أوروبي لاستيراد الغاز، من ثم أخفقت الشركات البترولية العاملة عندها من اقتراض المبالغ اللازمة لتطوير حقولها حيث تكلف عمليات التطوير ما بين 6 - 12 بليون دولار لكل حقل. فمن دون عقود التصدير الإقليمية لكل من مصر والأردن، لم يكن ممكناً مالياً الشركات تطوير حقلي «تامار» و «لفيتان» اللذين سيتم التصدير منهما.

تعاني مصر منذ فترة من مشكلة تسعير الغاز محلياً. فالأسعار كانت أقل من معدلاتها العالمية وكانت مدعومة، ما نتج منه عجز بنحو 6.5 بليون دولار للسنة المالية 2017/2018. تقررت أخيراً زيادة الأسعار على مرحلتين. الأولى، خلال الفترة ما بين تموز (يوليو) 2016 - 2017 حيث تمت زيادة أسعار المنتجات المحلية نحو 50 في المئة في منتصف حزيران (يونيو) غطت هذه الزيادة بالفعل الفرق في تدهور قيمة الجنيه للدولار أخيراً. الثانية، المقترحة من قبل صندوق النقد العالمي، والتي يتوقع تنفيذها قبل نهاية 2018، تقضي باعتماد مؤشراً سعرياً مقارباً لأسعار المنتجات البترولية العالمية يتغير تلقائياً حسب المتغيرات العالمية.

يشمل المؤشر جميع المنتجات باستثناء الفيول أويل لمحطات الكهرباء والمخابز. يهدف الاقتراح إلى استرداد تكاليف الإنتاج لتعويض ما يتم استهلاكه داخلياً. هذه السياسة التي طال أمدها، نظراً إلى الوضع الاقتصادي الصعب، قد توفر الإمكانية لمعالجة بعض مشكلات البلاد الاقتصادية، حيث كان يشكل ارتفاع سعر «برنت» دولاراً، زيادة تكاليف الدعم 3.5 بليون جنيه.

من المتوقع أن تخلق الإصلاحات عبئاً ثقيلاً على موازنة العائلات المصرية ذات الدخل المحدود، بالذات في تزامنها مع فرض ضرائب جديدة وتعديل أسعار سلع أخرى كانت مدعومة سابقاً.

تواجه مصر تحدياً بترولياً آخر، وهو توفر كل من احتياط محدود للنفط الخام (4.4 بليون برميل) وإنتاج محدود له (700 ألف برميل يومياً). في الوقت ذاته، ازداد الاستهلاك النفطي نحو 3 في المئة سنوياً منذ 2010 ليرتفع إلى 770 ألف برميل يومياً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة البترول المصرية الإنجازات والتحديات صناعة البترول المصرية الإنجازات والتحديات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon