توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط

  مصر اليوم -

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط

بقلم-وليد خدوري

بعد نحو عامين من تعاون «أوبك» مع حلفائها من الدول المصدرة غير الأعضاء في المنظمة، نفذت هاتان المجموعتان تعاوناً غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية، من خلال الالتزام بتعهدات ذات صدقية بتنفيذ اتفاقات زيادة الإنتاج أو خفضه، وما رافق هذه الاتفاقات من تأثير في الأسعار.

ويوجد لاعب جديد على الساحة النفطية الدولية ذات طاقة إنتاجية ضخمة، أي الولايات المتحدة، التي استطاعت أن تضيف خلال فترة قصيرة جداً طاقة جديدة لم تكن متوفرة لها سابقاً من خلال إنتاج النفط الصخري. وعملت السعودية وروسيا لعقود لإيصال الطاقة الإنتاجية لكل منهما إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، في وقت راوحت الطاقة الإنتاجية الأميركية طوال العقود الماضية عند 7 ملايين برميل يومياً، ولكنها استطاعت خلال العقد الحالي زيادة طاقتها التقليدية والجديدة إلى أكثر من 12 مليون برميل يومياً، وهي الأعلى عالمياً.

ويُتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري بشكل ملحوظ أوائل العقد المقبل، إذ تم حفر آلاف الآبار في حوض «بيرمين» العملاق في ولايتي تكساس ونيومكسيكو، لكن لم يبدأ الإنتاج منها بعد، إذ يجب تصنيع الأنابيب اللازمة وتشييد الخزانات والموانئ. وبدأ بالفعل تشييد هذه البنية التحتية لتكون جاهزة للإنتاج الإضافي المتوقع عند تنفيذ المشاريع المخطط لها.

ومن الملاحظ في صناعة النفط الصخري زيادة الإنتاج مع محاولة تحالف الدول المصدرة و«أوبك» زيادة الأسعار، إذ إن زيادة الأسعار تساعد الشركات الاستثمارية الصغيرة التي طورت الصناعة، على تسديد ديونها الضخمة بسرعة للمصارف والمؤسسات المالية، ومما يساعد الصناعة أيضاً أن الولايات المتحدة لا تستطيع التعاون مع «أوبك» قانونياً، لاتهامها بأنها منظمة احتكارية، كما أن شركات الإنتاج الصخري تنتج وتصدر بأوسع طاقاتها كلما سنحت الفرص لذلك.

واعتمدت صناعة النفط الصخري على استعمال التقنيات الحديثة في تأسيسها وانطلاقها بهذه السرعة وتحقيق طاقة إنتاجية ضخمة وضع الولايات المتحدة ضمن أكبر ثلاث دول نفطية عالمياً. والعامل الأول هو الاعتماد على التقنيات الحديثة من دمج الحفر المائل، الذي يشمل مساحات واسعة وطبقات متعددة مع الحفر الهيدروليكي، الذي يستعمل المياه المضغوطة والممزوجة بالكيماويات لتوسيع الثقوب في الصخور لاستخراج النفط المحصور فيها.

وساعد على انطلاق الصناعة الحديثة نظام ملكية الأراضي في الولايات المتحدة، الذي يعطي حق الملكية لصاحب الأرض لما هو على سطح الأرض وما في باطنها. وساعد هذا النظام في سرعة التوصل الى اتفاقات لبيع الأراضي وما في باطنها إلى الشركات الاستثمارية الصغيرة. ويُلاحظ أن الشركات النفطية الكبيرة والمعروفة لم تبادر في البداية إلى تطوير الصناعة، بل تولت الأمر شركات مساهمة صغيرة جداً مؤلفة من أفراد، بينهم عادة جيولوجيون ومستثمرون وأصحاب الأراضي.

ولم يبدأ اهتمام شركات النفط الأميركية أو العالمية بهذه الصناعة إلا بعدما تحقق نجاحها، كما ساعد نجاح الصناعة في الولايات المتحدة الإمكانات والمرونة المتوفرة للحصول على القروض، إلى جانب توافر البنية التحتية اللازمة للإنتاج والتصدير. ولكن، وكما تظهر الآن الحاجة إلى بنية تحتية إضافية، على رغم المنشآت المتوافرة.

وبرزت خلال الأشهر الأخيرة ظاهرة جديدة في صناعة النفط الصخري، وهي ازدياد حفر الآبار من دون إمكان الإنتاج في الأسواق الأميركية أو الدولية، بسبب غياب البنية التحتية اللازمة لإيصال النفط إلى الأسواق. وتشير المعلومات إلى أن عدد الآبار التي تم حفرها في حقول النفط الصخري لكن لم تكتمل البنية التحتية لها ازداد 60 في المئة خلال العامين الماضيين، ما يعني توفّر الكثير من الإمدادات المستقبلية المؤكدة والجاهزة للأسواق، وذلك يعني إمكان الضغط على الأسعار بعد استكمال تشييد بنية تحتية بعد سنتين أو ثلاث سنوات.

وتشير المعلومات إلى أن عدد الآبار التي تم حفرها بلغ 8723 بئراً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بزيادة 287 بئراً مقارنة بالشهر السابق. وما يشير إلى ازدياد أهمية تأثير هذه الآبار في الأسعار مستقبلاً، اهتمام إدارة معلومات الطاقة الأميركية بالأمر، إذ ستبدأ خلال الأسبوع الجاري نشر أرقام شهرية عن عدد هذه الآبار. وتدفع التكهنات الشركات إلى الانتهاء من التطوير الكامل لحقولهم قبل الزيادة الكبرى في الإنتاج عند استكمال عدد واسع من البنية التحتية في أوائل العقد المقبل.

وفي الوقت ذاته، تواجه صناعة النفط الصخري الأميركية، حالها حال العديد من الصناعات، تحديات تؤثر سلباً في نموها وتطورها. فمن الملاحظ في إنتاج النفط الصخري، استخدام كميات كبيرة من المياه الممزوجة بالكيماويات، وامتزاجها مع أحواض مياه الشرب للقرى والمدن المجاورة. وأدى هذا التخوف من الاستعمال الواسع للمياه إلى اعتراض عدد من الدول على السماح بتأسيس الصناعة. ويُلاحظ أن طاقة إنتاج آبار النفط الصخري تبدأ بالاضحلال بسرعة أكبر من آبار النفط التقليدية.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط «أوبك» تواجه منافساً يزداد قوة مع ارتفاع أسعار النفط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon