توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

بقلم : سيلڤيا النقادى

 السفر مع الأبناء أو أحدهم يجعلك تشعر بأنك إنسان عجوز.. آراؤك.. اختياراتك.. تصرفاتك كلها تبدو لهم وكأنك قادم من كوكب آخر عفا عليه الزمن.. مش مشكلة!! المهم.. تركنى ابنى أتجول وحدى فى شوارع باريس الجميلة على أن نلتقى بعد بضع ساعات فى مقهى بالقرب من دار الأوبرا الفرنسية الشهيرة.. كان الجو جميلاً ملائماً للتسكع الذى يسمح للعقل بأن يستريح- ولو قليلاً- بعيداً عن هموم الحياة وإيقاعها المجهد ومنطقها اللامعقول.

بعد ساعتين من التسكع الممتع وجدت نفسى داخل مكتبة أنيقة لبيع الكتب!! مش الملابس!! الزحام على الكتب والقراءة أجبر نظرى على الوقوع على كتاب للروائى الجزائرى سمير قسيمى تحت عنوان «الحب فى خريف مائل»، وهو من أعمال الكاتب الشهير التى تُرجمت إلى الفرنسية والذى كنت أتوق إلى قراءته، ولما سمعت عنه من جدل كثير اشتريت الكتاب وهرعت به لانتظار ابنى على المقهى.

اتصلت به وقلت: «خذ وقتك.. معى كتاب.. وأنا سعيدة بجلستى».

امتلأ المقهى بمختلف أعمار البشر وأشكالهم وتصادف جلوسى بجانب رجل عجوز وامرأته- ربما صديقته- أعتقد أنها صديقته لأن الحوار بينهما لم ينقطع.. كذلك الضحكات والابتسامات الخجولة! وكما تعرفون أن المقاهى الأوروبية وبالتحديد الفرنسية تتلاصق فيها الطاولات بحيث يمكنك سماع حديث الآخر أو حتى التدخل فى شؤونه إذا لم يمانع هذا الطرف.. وقد حدث هذا بالفعل معى.. فبعد قليل من الوقت التفت لى الرجل العجوز قائلاً بالعربية: «مرحباً.. هل أنت تقرئين كتاب (سمير قسيمى) ما رأيك فى هذا الجدل الذى أثاره الكتاب؟». وقبل أن أنطق بالرد استطرد قائلاً وهو ممسك بيد صديقته: «لا يوجد شىء أجمل من الحب فى الحياة»، فقاطعته ضاحكة: «سيدى لم أقرأ الكتاب بعد ولكنى أرى أنك فى ركاب المضمون»!!!.

تركنى جار المقهى إلى خلوتى «فغطست» بين أوراقه.. أدركت منذ البداية أننى على مشارف جلسات من الكشف والتعرى بين رجلين وحديث بينهما، فى حوار طويل على امتداد الرواية.. عن الماضى والحب.. عن الجنس والعشق من خلال أسلوب جميل ولغة رشيقة تفتح الباب داخل أعماق النفس الإنسانية مع إثارة للتساؤلات الفلسفية ومناقشتها بجرأة منقطعة النظير، الأمر الذى يجعلك تسأل: أين هو سر السعادة لتكتشف أن إرضاء الذات هو العقبة أمام السلام الروحى الذى نتطلع كلنا إليه.. ربما الرواية كلها تأخذ بيدك لاكتشاف ذاتك وإذا اكتشفتها سوف تحبها.. أما إذا نفخ الحب من روحه فيك فسوف تعود إلى إنسانيتك وسعادة وجودك حتى إن كان ذلك فى خريف عمرك.

القصة تجعلك تعيد التفكير فى حياتك حتى وإن كنت لا تتفق فى الكثير مع الكاتب ربما لأننا شعوب عربية بها من المخاوف لمواجهة الحقائق وفضحها مع الذات كما فعل بطل القصة.. أترككم عند هذا الحد وربما أواصل فى لقاء آخر عندما أنتهى من القراءة.. ربما.. وليس أكيداً.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ينفخ الحب من روحه فينا عندما ينفخ الحب من روحه فينا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon