توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيالات

  مصر اليوم -

خيالات

بقلم : بسمة عبد العزيز

 ما بين السقوط نومًا والصحيان التام، مرحلة وسطى، تلتحم فيها الحقيقة الملموسة بأشباح من صنع الخيال. برزخٌ تختلط داخله الأمور، ويعمى المرء عند ولوجه عن إدراك حاله بوضوح، مهما بذل مِن جهد؛ يعجز عن تصنيف ما يبصر ويسمع، وتغم عليه المشاعرُ والأحاسيس. تظهر الأشياءُ على غير المألوف؛ مضحكة أحيانًا، ومخيفة أو مثيرة للتوتر في أحيان أخرى، وربما صادمة، تشلّ الفكر والفعل معًا.

حين يكتمل الصحو وينتبه العقل ويستفيق، يغدو تمييز الحقائق البسيطة والمفاهيم، عملًا سهلًا لا يحتاج مَجهودًا مُضنيًا، ولا يتطلَّب مهاراتٍ مُتفوقة. يبدو المقعد مِقعدًا، والشجرةُ هي الشجرة، والحمار حمارًا، لا إبهام ولا تعقيد، ولا مشاعر ملتبسة تُعجِز صاحبُها عن استبصار المحيط.

ثمَّة أحداثٌ قد تدفع بنا لفرط غرابتها أو ربما لعظيم قسوتها، إلى منطقة مُشوشة، يكتنفها الغموض، نختبر حال اللايقين في كامل صَحوِنا ونبيت في حيرةٍ أمامها، رغم استفاقتنا الأكيدة وتيقُّظ وعينا.

على مدار الأشهر القليلة الفائتة، ينتابني شعور مُتفاقِم بأنني عالقةٌ في برزخ يحفه الالتباس وتحوطه الشكوك، محاصرة بين حلم مفزع يعلن نفسه واقعًا، وواقع لا تتحقق شروطه عقلانيةً. لا صحيان ينهي فزعَ الحلم الكئيب، ولا نوم يزيح عبثَ الواقع ويُسكِّن مَخاوفه. أدركت مؤخرًا أن الوقوع تحت وطأة هذا الشعور المؤرق بالغرابة، وذاك الستار الذي يرخي سدوله، فيضبب الرؤية ويحيلها إلى عالم عجائبيّ، لأمر شاع واستشرى. حال استبدت بكثيرين مِن المعارف والأصدقاء والصديقات، وأبت أن تبارحهم.

يقول صديق لم يزل بعد في سني الشباب؛ أنه متأكد أن ما يحدث مِن حوله حلمٌ سخيف، وأنه ينتظر أن يصحو مِنه، وتقول أخرى في منتصف العمر؛ لا يمكن أن تكون الوقائع التي نسمع عنها ونقرأ، حقيقة، بل هلوسات جماعية سرعان ما تنقضي. تتراوح النقاشات بين عناوين كبيرة وتفاصيل صغيرة؛ خطابات متناقضة في بنيتها بما لا يستسيغ العقل، احداث تحيط بها ملابسات مبهرة تفوق أقصى الأحلام طرافة وتطرفًا، أوضاع لم تكن في الحسبان، لا يمكن تصديقها ولا استيعابها.. هل نحلم أننا جدًا فقراءٌ، أم أن واقعنا حقًا فقير؟ هل من إنجازات فعلية لا تمسّنا؛ لا نراها ولا نشعر بها ولا بأدنى انعكاس من انعكاساتها، أم أن الحديث من نسج خيال معتل؟ هل فقدنا عقولنا أم أننا بالفعل في حلم مزعج طال وامتد؟

على ذكر الأحلام؛ حكت صديقة طفولة في اللقاء الذي جمعنا بعد غياب طويل، أنها تذكر حلمًا قديمًا ظل يراودها لفترة، تقود فيه دراجة كانت تشتهيها وترغب في اقتنائها. عرفت في مرات عدة أنها تحلم، كانت تحاول التشبث بالمقود بكل ما أوتيت من قوة وعزم، لعلها تصطحب الدراجة معها من الحلم إلى الحقيقة، وتصحو في فراشها وهي تتصور أن محاولتها نجحت، لكن الدراجة لم تكن أبدًا هناك. تذكرت حكايتها حين قرأت منذ أسابيع أن ثمة دراسات وأبحاث وتدريبات تصاغ، بل وتجارب تُجرى بنجاح، بهدف التحكم في الأحلام؛ في محتواها ومداها الزمني ومسارها. يعتمد الأمر على تنمية الإدراك وحساسية العقل، فمن النائمين مَن يدرك في لحظة من اللحظات، أنه نائم بالفعل، وأن ما يراه ليس إلا حلمًا.

الحقائق يمكن التعامل معها بصورة أو أخرى، والأحلام يمكن التحكم فيها، أما ما يقع في منتصف الطريق؛ بحيث يتعذر تناوله وقياسه على أية منظومة منطقية، فربما يحتاج منا إلى ابتكار جديد، يحفظ عقولنا من التشتت ويقينا فقدان البصيرة، وينتشلنا من مصيدة الحمق والجنون.

نقلا عن الشروق  القاهريه

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيالات خيالات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon