توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنعاش الآمال فى إصلاح التعليم!

  مصر اليوم -

إنعاش الآمال فى إصلاح التعليم

بقلم : إيهاب الملاح

 سنة وشهران مرت على نشر مقالى المعنون (وزير تعليم جديد.. إنعاش الآمال فى الإصلاح!) هنا فى هذه المساحة، وأبديتُ حينها ترحيبا بالغا وحماسا لافتا لتولى الدكتور طارق شوقى منصب وزير التعليم فى التغيير الوزارى الذى تم حينها؛ وللدرجة التى اتهمنى فيها البعض بمحاباة الوزير الجديد ــ الذى لا أعرفه ولا تربطنى به أى صلة من أى نوع، لكنى فقط قرأت عنه، وقرأت سيرته الذاتية بتفصيل، وسمعته وهو يتحدث ــ بل زاد البعض وقال إننى أعطيه «كارتا على بياض» ليقول ما يشاء ويفعل ما يشاء!

لقد قلت حينها بالحرف الواحد: سيرة الرجل العلمية والإنسانية تسبقه، وكل من استعرض شيئا من تاريخه وإنجازاته سيكتشف ببساطة أن مفتاح حضوره وتميزه أمران؛ «الانفتاح الثقافى»، و«امتلاك الرؤية»، وهما عنصران تقريبا كانا غائبين بالكلية عن معظم، إن لم يكن كل، من جلسوا على كرسى الوزارة. تجددت الآمال وانتعشت الأحلام بأن شيئا ما يلوح فى الأفق قد يحمل بوادر أو بذور تغيير مرتجى فى إصلاح التعليم، لا تنقصنا الدراسات ولا تشخيصات الأزمة، ولا أى توصيف للأمراض التى ضربت حياتنا التعليمية فى مقتل، كل هذا معلوم وموصوف ومسجل، فقط ارجعوا إلى ما كتبه الأساتذة الكبار والمفكرون الأبرار فى المائة عام الأخيرة، لكن تنقصنا دائما الإرادة المخلصة التى تضع التعليم على رأس أولوياتها، وتستدعى أهل الخبرة والكفاءة لا أهل الثقة للخروج من الأزمة وفق مدى زمنى، ومعالجة جذور المشكلات وليس أعراضها.

وفى مساء الثلاثاء الماضى (17 إبريل)، استضاف الإعلامى عمرو أديب وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى فى حوار أظنه الأهم والأخطر هذا العام حول قضايا التعليم العام فى مصر، منذ الروضة وحتى السنة النهائية فى الثانوية العامة، واستعرض الوزير خطة التطوير الشاملة، والنظام الإصلاحى الجديد للتعليم، وفق رؤية متكاملة أظنها الأولى من نوعها منذ طرح طه حسين مشروعه حول مستقبل الثقافة فى مصر عام 1936!
وللأمانة، وبصدق، فإن الدكتور طارق شوقى يكاد يكون الوزير الوحيد فى الـ 5 سنوات الأخيرة الذى يحسن الحديث ويحسن عرض أفكاره بهدوء وبساطة ووضوح، وبكفاءة حقيقية (مثل هذا المسئول أندر من الكبريت الأحمر فى حكوماتنا الموقرة)!

فى حدود خبراتى المتواضعة، ومتابعاتى التى أظنها لا تنقطع، فإننى لم أسمع ولم أرَ مسئولا فى حكومة من الحكومات التى تعاقبت بعد ثورة يناير 2011 امتلك مهارة الحديث العام الموجه لجمهور عريض، يعرف طارق شوقى كيف يتكلم، وكيف يعرض أفكاره ورؤاه ويبسطها للرأى العام، كما تفرض عليه مهام وظيفته.. وصدق من قال «تكلم حتى أراك»!
الرجل لدية «رؤية» حقيقية، ويجتهد فى عرضها وتنفيذها من دون ادعاء ولا فذلكة ولا صراخ ولا عويل.

ببساطة وضع الرجل يده على جذر الأزمة ولب المشكلة، واعترف بأننا نعانى من مشكلات ضخمة جدا و«كارثية»، فلم ينكر ولم يزيف ولم يخف الحقائق، وأن مشكلتنا فى «الأذهان» التى تقوم على أخطر شىء فى حياة الأمم والشعوب، وهو تعليم الأبناء والبنات، وما أقصده هنا بالتعليم ليس «التعليم البائس»، الفقير، الحاصل الآن، ليس التعليم الذى يختزل المعرفة فى «مناهج دراسية عقيمة»، ومقررات موروثة عفا على أغلبها الزمن وتجاوزته الشعوب..
إنما أقصد بالتعليم هنا ما أشار إليه البعض بـ«التعليم الحر»؛ أى تلك المهارات والملكات التى ينبغى على الإنسان الحر، أى غير العبد، أن يمتلكها؛ تلك المهارات التى تتلخص فى القدرة على التفكير النقدى، والتعبير عن الرأى، كتابة وشفاهة، بشكل لبق وبأسلوب سلس، والاستماع والمحادثة والجدال بشكل خلاق ومبتكر.

أصغيتُ إليه جيدا، وهو يعرض رؤيته التطويرية ومشروعه الإصلاحى الشامل للمنظومة التعليمية فى مصر، كان الوزير وبأمانة ودون مجاملة أكثر من رائع؛ ولو صح وصدق ما شرحه ووضع موضع التنفيذ بشروطه التى حددها والرؤية التى عرضها؛ فإننى أظن أن هذه هى فعلا «الانتقالة» التى نتمناها وننتظرها ونسعى إليها فى ملف التعليم منذ ستة وستين عاما.

نظريا، لا أختلف مع هذه الرؤية التى عرضها الرجل باقتدار، إطلاقا، بالعكس أجدنى شديد الحماسة لهذه الرؤية، وأرى أنه لا سبيل للخروج من النفق المظلم الذى نغرق فيه إلا بتبنى مثل هذه الرؤى الجادة الحقيقية الواعية المتصلة بما يحدث حولنا فى الدنيا كلها، وفى الوقت نفسه لا تُغفل أزماتنا المتراكمة الجذرية المزمنة، ولا بد من نقطة للبدء.

لست مختلفا ولا رافضا لأى هواجس أو توجسات إزاء أى شىء قد تعلنه الحكومة، أنا فقط أقول إننا ليس لدينا ما نخسره فى ملف التعليم بالذات، فلن نصل إلى أسوأ ولا أردأ مما وصلنا إليه، وليس هناك ما نبكى عليه فعلا! لن نخسر أكثر مما خسرناه، فلنرَ.. والمحك الذى لا يخيب هو «التطبيق».. فليكن.. لنجرب ونرى.

وأكرر؛ ليس لدينا ما نخسره، فالوضع سيئ بل أسوأ مما نتصور، ولست أختلف مع من أبدى توجسا أو تشككات فى تقدير سياسات وأولويات الحكومة؛ لكنى أختلف فى أن نكتفى فقط بالرفض، وإبداء عدم الثقة «لله فى لله»، والاكتفاء بمصمصة الشفاه، وتعليق الآمال فى إصلاح التعليم بتوجهات القيادة السياسية أيا ما كانت.
(ما يمكن ننجح؟ حد عارف!)

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنعاش الآمال فى إصلاح التعليم إنعاش الآمال فى إصلاح التعليم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon