توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الملك والكتابة».. فصول من قصة الصحافة المصرية

  مصر اليوم -

«الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية

بقلم - إيهاب الملاح

لعل أهم ما فى هذا الكتاب بجزئيه الكبيرين، فضلا على قيمته ومعلوماته التى لا غنى عنها لأى قارئ عام ولكل محب للكتابة والصحافة بشكل عام، هو إحياء تقاليد الكتابة الصحفية الجميلة برائحة زمن ولى.. الكتابة التى تعافُ التعقيد وتنفر من الغموض وتتغيا البساطة والسلاسة فى كل ما تتوجه به لقارئها الذى يمثل القصد والغاية قبل أى شىء آخر.

أتحدث عن كتاب «حبٌ وحربٌ وحبر ـ الملك والكتابة 2» (1900 ــ 1949) للكاتب الصحفى النابه محمد توفيق، وهو الجزء الثانى من الكتاب الذى يروى فيه حكايات وفصول من قصة السلطة والصحافة فى مصر فى القرن العشرين.

حقق محمد توفيق هذه المعادلة فى كتابه «صناع البهجة»، ومن قبله أيضا فى كتابه الممتع «أولياء الكتابة الصالحون»، هذا الهدف بامتياز، يحقق ما يصبو إليه دون لف ودوران، المعلومة المباشرة، الصياغة الأظهرُ سلاسة ومخاطبة للقارئ المهيمن، الحاضر طول الوقت، الذى لا يغيب لحظة عن بال ولا خاطر توفيق. من هنا جاءت هذه الاستجابة التى يتمناها أى كاتب فى أى مكان، الاستجابة التى تؤكد له أن هناك قارئا يبحث عن كتابه؛ يقرأه باستمتاع كبير، يُعجب بالقدرة على العرض وبالمعلومة التى تصله بغير عناء وبأسلوب بسيط محبب.

محمد توفيق تلميذ مخلص ومجتهد لأساتذة كبار فى تاريخ الصحافة المصرية، لا يُخفى غرامه بالراحل الكبير أحمد رجب (أفرد له كتابا خاصا)، ولا يكتم إعجابه وامتنانه البالغ لأسماء من ذهب مثل مصطفى أمين وجمال بدوى ومحمود عوض والسعدنى الكبير ورجاء النقاش وصلاح جاهين، وآخرين ممن أطلق عليهم (أولياء الكتابة الصالحون) وهم أولياؤها وسادتها حقا وصدقا. طبعا كل ذلك كوم، واتصاله بأساتذة الكتابة وأعلام الصحافة الكبار وتتلمذه عليهم كوم آخر. يعجبنى فى محمد دأبه وحماسه وحرصه على مراكمة إنتاج يحسب له وقائمة كتبه أحسبها تستحق التقدير والاحترام.

فى كتابه الأخير الأنيق؛ وهو الجزء الثانى من كتابه الملك والكتابة عن قصة السلطة والصحافة فى مصر كما أشرت (صادر عن دار أجيال للنشر)، يتحدث توفيق عن قدر الصحفيين، وعذاب الصحافة؛ الذى كان غراما! كتاب فى غاية التميز والاعتناء؛ غلافا وإخراجا فنيا ومادة وصورا.

يقول توفيق إن قصة الصحافة ليست قصة مهنة، وإنما قصة بلد بكل ما فيه، ومن فيه من مبدعين ومُدَعين، ولصوص وشرفاء، وأثرياء ومُهمشين، وأبطال وخونة، ومشهورين ومغمورين، وزعماء وظرفاء، ومهرة وعجزة، وعلماء وجهلاء، وعبيد وأحرار، وكذابين وأتقياء، وانكسارات وانتصارات.

عن منهجه فى الكتاب يقول إنه اختار أن يكتب قصة كل عام بصورة منفردة، ففى كل سنة هناك مائة ألف قصة، ولكل قصة ألف شاهد، ولكل شاهد مائة رواية، ولكل رواية عشرات المؤيدين، ولكل مؤيد حجته وأسانيده ودوافعه وأسبابه، ولكل سبب وجاهته؛ لكن حتى إذا عُرف السبب فلن يبطل العجب!

يشدد على أنه لا توجد حقيقة مُطلقة، ولا مُسلمات، ولا جواب نهائى، ولا حُكم بات، ولا انحياز مُطلق، ولا كلمة أخيرة، ولا فصل خطاب. من هنا تكتسب الحكايات والروايات التى يسردها جاذبيتها ورونقها ويحرص مؤلفها على ملء تلك المساحة التى فرغت أو كادت تفرغ من الكتابة التى تتوجه كما قلت إلى قارئها المباشر؛ قارئ الصحف الورقية المواطن البسيط، الموظف والإدارى وطالب الجامعة والمهنى صاحب الورشة وكلهم يتوجه صباحا إلى عمله ويكون حريصا على اقتناء نسخة ورقية واحدة على الأقل من جريدته المفضلة، أو يكون لديه كتاب يصاحبه فى رحلاته اليومية يقرأ منه فصلا أو فصلين دون أن يُرهق بتعقد الأسلوب أو تدافع المعلومات أو غموض المنهج والمصطلح. لكنه هنا يقرأ حكاية جميلة ويستمتع بقصة مثيرة ويكتسب معلومة تاريخية، سياسية، ثقافية.. إلخ وإذا توقف لدى نقطة بعينها لا يتطلب منه العودة إلى مواصلة القراءة أدنى مجهود أو مشقة.

إذا كان لكاتب أن يحلم بتحقيق كل هذه الأهداف مجتمعة مما يكتب أو ينشر فإن محمد توفيق له كل الحق فى أن يسعد بذلك، ويعلن عن سعادته وعن اختيار كتابه ضمن قوائم الكتب الأكثر انتشارا وقابلية لدى الجمهور فى 2017.. ولا أظن أن هذه القوائم ستخلو من اسمه عامنا هذا أيضا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية «الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon