توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى

  مصر اليوم -

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى

بقلم : ماجدة الجندى

ظل حضوره فى حياتى المهنية مكثفا حتى بعد بعد مرور عقود طويلة فى مهنة الصحافة، سنوات طويلة تباعدت خلالها سبل التلاقى المكانى بيننا، دون أن يبهت فى داخلي، لا ما جسده من قيم مهنية ولا قدرته على ان يكون استاذا فى مهنة الصحافة، بمنتهى البساطة والتواضع، وإيثاره دوما البعد عن الزحام.. كان الأستاذ رءوف توفيق، أطال الله فى عمره، لى دوما بمثابة المعلم الرمز فهو الأسطى الذى يعلمك أصول الصنعة، وكودها، الأخلاقى أو ميثاق شرفها.

يعرف اغلب المهتمين الاستاذ رءوف توفيق، كناقد ومبدع كبير فى مجال السينما، ويكفى ان تستدعى أعمالا كزوجة رجل مهم أو مستر كاراتيه ليدرك المتلقى من هو، او كيف يفكر رءوف توفيق، لكن السينما على تفرد ما أنجزه الاستاذ رؤوف فيها، من افلام وكتب، ليست إلا جانبا من رءوف توفيق، الذى هو صاحب مدرسة فعلية فى الصحافة.. رءوف توفيق هو هذا الحضور الانسانى والمهنى الذى يحفر فيك علامات الطريق منذ الصغر دون ان تعي، لتصير هذه العلامات نقشا فى الحجر.. لم يكن ما تلقيته منه وغيرى من نفس الجيل، مجرد دروس مباشرة فى ممارسة العمل، بل كانت بمثابة مفاتيح وعي، لكيف تصبح صحفيا حقيقيا، اهم مقوماته ان يحمل ضميرا انسانيا ومهنيا، لا يتوقف عن ان يزن كل خطاك، قبل ان يراقب كل ما تكتبه.

يعلمك رءوف توفيق فى مهنتنا، كيف تحتفظ بطزاجتك وتحافظ على الحبل السرى بينك وبين الناس، الذى انت واحد منهم والذى عليك ان تعبر عنهم. ظل فى داخلى ما حفره الاستاذ رءوف توفيق بمثابة مرجع قيمى أهتدى به وأزن به خطواتى فى المهنة، ولا أعرف بالضبط عدد المرات التى رحت خلالها، امتن له دون أن أجد تلك القنوات المباشرة ليصل اليه ذلك الامتنان، ولا كم مرة تمنيت أن أكتب عنه، كنموذج للكاتب الصحفي، الايقونة، او مالك المعادلة الصعبة فيما يحمله من مهارة وقيم معا، وهو ليس بالأمر الشائع ولا الهين. كلما عانت مهنة الصحافة، أو كلما استشعرت، تيه معاييرها و بعدها عما ينبغى أن تكونه، كنت أستحضر رءوف توفيق الذى لم يكن يتهاون ولا يتنازل مع من أهدتهم الحياة، الفرصة ليتتلمذوا على يديه، تحت أى ظرف، والذى كانت دقته وحرصه على تكامل اى معالجة صحفية، لتحقيق أو حوار، يمكن ان تستدعى ان يعيد المحرر عمله مرة واثنتين وثلاثا، فرءوف لا يتسلم الا عملا صحفيا جامعا مانعا.

لذلك تابعت صدور كتاب الزميل سمير شحاته: «رءوف توفيق.. سينما رجل مهم»، عن بعد لظروف سفر طويل، بكثير من الفرح الحقيقي، وحين أمسكت بالكتاب بين يدى انتهيت من قراءته دفعة واحدة، دون ان يغادرني، لا أثر كاتبه الاستاذ سمير شحاته، ولا حضور محوره الاستاذ رءوف توفيق.

هذا كتاب كنت أنتظره ليس لأن الاستاذ رءوف حتى حين تعامل مع الفن، كان الانسان مؤشره وغايته، ولا كونه فى تعامله مع الفن إبداعا وتلقيا، كان انعكاسا لموقعه واختياره الثابت كواحد من الناس، منهم جاء وعنهم ظل الناطق باسم أشواقهم وأوجاعهم، ولكن لأن رءوف توفيق قيمة مهنية وإنسانية، نحن أحوج ما نكون لاستحضارها فيما نعيشه اليوم على المستوى المهنى والاجتماعى الإنساني.

توقف زميلى الأستاذ سمير شحاته مع السينما فى حياة رءوف توفيق كناقد وكاتب، متلق محترف، وهو ليس كل رءوف توفيق، أضاف للمكتبة العربية عملا شديد المتعة عن كاتب كبير ومعلم ومهنى أسطي، أهم سماته أنه كان صادقا طوال الوقت، وأنه دفع الفاتورة كاملة.. فاتورة أن تكون نفسك، وأنه الذى علمنا أن ألف باء الصحافة ان تكون فى أتون الشارع، وأن استقلالك بقناعاتك جمر، لكنه السبيل الوحيد لتكون كاتبا محترما. على مدى أكثر من ستين عاما لم يغير رءوف توفيق الشعار: «أنت من الناس..أدواتك فى رأسك، وضميرك صاحي، ورزقك على الله».

وقد كان رءوف توفيق دوما كذلك،

ومازال ..

ومازلنا نحن تلامذته الأوفياء .

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى أدواتك فى رأسك وضميرك صاحى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon