توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما قال الأطباء: «ماتصدقهمش يا ريس»!

  مصر اليوم -

عندما قال الأطباء «ماتصدقهمش يا ريس»

بقلم : ماجدة الجندى

عبر أكثر من شاشة، مصرية ودولية، تابعت -بقلب «موجوع»- حال الأطباء، وبالتالى أوضاع الطب فى بلدنا. لم يختلف الأمر كثيراً فى خلاصة الرسالة مع تنوع النوافذ التى منها انطلق التحذير. وفق أرقام أوردها الأطباء، مصر تعانى نقصاً فى الأطباء (٣٥ بالمائة، وفى التمريض ٥٥ بالمائة، وفى الأسرّة ٥٠ بالمائة)، لكن المحور الأساسى كان التحذير: نحن على شفا مواجهة للحظة لن نجد فيها طبيباً يعالج الناس فى مستشفياتنا الحكومية. أرقام هجرة الأطباء الشبان تتصاعد بوتيرة غير مسبوقة. لم تعد الوجهة أمريكا أو أوروبا أو حتى البلاد العربية، هناك من يغادر إلى بلدان أفريقية لا تدفع له أكثر من خمسمائة دولار شهرياً وتوفر له السكن. عندما سأل المذيع طبيباً ممن أطلقوا الصرخة: هل يهاجر طبيب ويترك حاله وأهله لأجل ما يوازى تسعة آلاف جنيه؟ كان الرد: بكل تأكيد، إذا كان أجره فى الصومال (الخمسمائة دولار) يساوى أربعة أضعاف أجره فى المستشفى الحكومى المصرى، علاوة على توافر سكن. طبيب المستشفى الحكومى الذى تتساوم الحكومة معه، وتستشكل أمام القضاء بسبب مطالبته بتعديل بدل عدوى (عشرين جنيهاً)، إن أراد أن يعمل لن يستطيع.. يشترى كانيولا، وأدوية لمريضه، أو مضاداً حيوياً لطفل فى حضانة، فيتشارك وزملاؤه فى شرائها.. ليس للأطباء مستشفى يعالجون فيه، أحدهم لدغه عقرب فى قرية نائية فلم يجد اللقاح، سافر للقاهرة، أنفق أربعة آلاف جنيه للعلاج (بين قوسين الصعيد كله ليس فيه مثل هذا المصل، هذا ما قاله أحد الأطباء).

الظروف التى يعمل فيها الأطباء تتجاوز أى قدرات للحكى، فالمسألة لم تعد مجرد «أجور» تبلغ حد الكفاف (ألف ومائتان فى البدايات، وصلت بعد ستة عشر عاماً من العمل إلى ثلاثة آلاف وثمانمائة جنيه)، نبطشيات عمل مستمر يصل إلى ستة وثلاثين ساعة، بلا نوم ولا راحة، بعدها لا يذهب الطبيب إلى بيته، بل يكون عليه الانتظار ليوقع (الساعة اتنين) فى كشف يحمله موظف من الإدارة المحلية!! كان من المدهش أن أعلم أن «المحليات» أطلت برأسها داخل مستشفيات وزارة الصحة، بموظف يوقع أمامه الأطباء «الساعة اتنين»، حتى لو الطبيب فاتح بطن عيان، مطلوب منه أن يترك العيان بأحشائه المفتوحة، وينزل «يبصم» أو لو بيخدّر عيان، يسيبه وينزل جرى، ليوقع أمام موظف محليات جاء يتأكد من حضوره! ما هذا العبث؟ ما علاقة المحليات بعمل الأطباء، وهى عاجزة حتى عن إدارة أولويات وأساسيات عملها؟ بدلاً من مراقبة الأطباء، الذين لا تعلم المحليات عن طبيعة عملهم شيئاً، ولا علاقة لها بهم، لماذا لا تراقب التوك توك أو البلاعات، أو ترفع الزبالة التى صارت مشكلة قومية!

حتى فرص التعلم والتدريب، الملزمة لأى خريج طب، كى يصبح طبيباً معتمداً، تتضاءل، أولاً لتكليفه بالعمل لأكثر من ستة وثلاثين ساعة لسد الفراغ الناجم عن نقص الأطباء، وغيره من ظروف العمل. لم يعد الطبيب يُسمح له بيومين لحضور دراساته العليا، علاوة على أن ارتفاع مصاريف الدراسة العليا (٢٥ ألف جنيه) لطبيب دخله ألفين فى الشهر، أمر لا يحتاج إلى تعليق. والمحصلة أن الأطباء المصريين يواجهون مشكلة فى اعتمادهم دولياً، بسبب عدم اكتمال فرص التدريب والدراسة.. لا توجد سياسة ثابتة لوزارة الصحة.. يأتى وزير يركز على ملف، يمشى، يأتى وزير آخر يركن ملف الوزير الأول ويختار ملفاً ثانياً وهكذا.. تكلم الأطباء فى آليات اختيار «عضم» العاملين بوزارة الصحة.. يأتى المسئول بمعاون لا نعرف آليات اختياره ولا المعايير، يُضبط المعاون فى قضية رشوة صريحة بعد عدة شهور، ولا أحد يسأل، ولا أحد يحاسب من اختار! قال الأطباء إن السبب الأول والأخير فى نجاح حملة القضاء على فيروس «سى»، كونها تحت رعاية مباشرة لرئيس الجمهورية، وكالعادة، لم يجد الأطباء من يتوجهون إليه بنداء الإنقاذ غير رئيس الجمهورية. قال أحدهم، «يا ريس ماتصدقهمش! ما تصدقش اللى بتشوفه فى التليفزيون.. افتتاحات المسئولين منظر بس!.. ديكور بيتشال بعد ما تمشى الكاميرات!».. عضو نقابة الأطباء ناشد الرئيس أن يلتقى ممثلين للنقابة، أو أن يبعث مسئولاً من رئاسة الجمهورية يتسلم ملفاً من النقابة لعرضه مباشرة على الرئيس.

ولدى الأطباء وغيرهم.. كل الحق!.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما قال الأطباء «ماتصدقهمش يا ريس» عندما قال الأطباء «ماتصدقهمش يا ريس»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon