توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهم سايبرهم ولنا سايبرنا

  مصر اليوم -

لهم سايبرهم ولنا سايبرنا

بقلم : أمينة خيري

 إنهم يمضون قدمًا فى تأسيس أقسام للهجمات العنكبوتية وسبل الدفاع على شبكة الإنترنت فى الجامعات والمعاهد، ونحن نسير على نهج انتظار البلاء ليقع على رؤوسنا عبر استطلاع رأى هنا أو مقال تحليلى هناك، ثم نكحلها فنعميها.

عمى البصيرة قاتل، وبصيرتنا التخطيطية تعانى الأمرين. دخلنا كما دخل العالم عصر تكنولوجيا المعلومات ورقمنة الأشياء، واندلفنا وغرقنا حتى الشوشة عنكبوتيًا، لكن الغرق كعادتنا جاء حنجوريًا والاندلاف كما اعتدنا لم يكن سوى سطحى.

كم الهبد والرزع الدائرة رحاهما على الشبكة والنابع من المحروسة هائل وزاعق، لكن ماذا فعلنا للحماية والوقاية والتوقع والجاهزية؟! الهواتف المحمولة ونعمة الاتصال بالشبكة باتت متاحة للملايين، لكن هل هذه الملايين مؤهلة ثقافيًا وتعليميًا وحدسيًا لما يدور على الشبكة؟ تطرح هذا السؤال فيأتيك أحد ردين مصريين لا ثالث لهما: الحل هو المنع وقصر الإتاحة على من يدفع بعد تسليم بطاقته الشخصية والتوقيع على استمارة التلصص على ما يكتب وما يقرأ، أو الحل هو الإتاحة بلا حدود والفتح دون قيود اتباعًا لمنهج «ثورة حتى النخاع» و«حرية بلا مسؤولية».

الحلول الثلاثة المنتمية إلى مجال غائب عن حياتنا وميت فى ثقافتنا الحديثة النابعة فى عصر «لا تجادل ياأخ على» «وهى كده» و«ربنا يستر» لم تظهر بعد. فى طنجة حيث فعاليات مؤتمر «سايفاى أفريقيا» للتكنولوجيا والابتكار والمجتمع (نظمته وزارة التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمى ومجلس جهة تطوان الحسيمة ومركز الدراسات والأبحاث الهندى أو. آر. إف) يتواتر المتحدثون وأطالع مناصبهم ومجالات تخصصاتهم. أستاذ من جامعة نيجيريا كلية الحاسب الآلى قسم «هجمات وحماية سيبرانية cyber»، مسؤولة سياسات الحماية على الشبكة العنكبوتية فى «مايكروسوفت»، مدير قسم تنسيق السياسات العنكبوتية فى وزارة الخارجية الألمانية، مدير قسم السايبر، الفضاء وصراعات المستقبل فى مركز دراسات استراتيجية، سكرتير وزارة الخارجية الهندية فى قسم الديبلوماسية السيبرانية، أستاذة المخاطر السياسية والتوقع فى جامعة نيويورك، منسق تكنولوجيا المعلومات فى لجنة مناهضة الإرهاب فى الأمم المتحدة، وقائمة المناصب والمواقع التى لم نسمع عنها من قبل طويلة جدًا.

والنقد الذاتى لا يضر، بل يفترض أن يفيد. دول مثل الهند ونيجريا والسنغال وتنزانيا سبقتنا بخطوات فى مجال دراسة مخاطر الشبكة العنكبوتية وهجماتها وسبل الوقاية والاستعداد لها وهو ما يسمونه بـ«الأمن السيبرانى». وعلينا أن نعترف أن ذكر كلمة «سايبر» فى بلدنا الحبيب لن يثير العجب أو يدعو إلى الاستفسار. فــ«أنا رايح السايبر» أو«جاى من السايبر» يعنى أن أحدهم سيتوجه إلى المقهى العنبكوتى ليتمكن من الاتصال بالشبكة العنكبوتية، غالبًا بغرض الألعاب الإلكترونية، أو الدردشة بعيدًا عن الأعين المتلصصة، أو غيرها من الأنشطة «السيبرانية» التى باتت معروفة مصريًا.

لكن الـ«سايبر» الذى يتحدث عنه بقية العالم مختلف قليلاً. فبدءًا من الهجمات العنكبوتية التى تشنها دول ضد أخرى، والميليشيات الإلكترونية التى تحشد وتفسد وتشيع الإشاعات وتنشر الأكاذيب بهدف صناعة رأى عام يهدم دولاً ويسقط أنظمة، مرورًا بتعاون دول مع شركات معلوماتية للحصول على بيانات شخصية خاصة بالمستخدمين واستخدامها لتوجيه نتائج انتخابات ومن ثم تسيير مصائر دول، وانتهاء بالـ«هاكرز» البسطاء الذين يسرقون معلومات بطاقات بنكية أو يفبركون صورًا شخصية أو ينتحلون صفة آخرين ينشغل العالم من حولنا بأمن الـ«سايبر» وأمانه وسبل الوقاية والعلاج.

الرابضون خلف شاشاتهم لم يعودوا مجرد مطلعين على الشبكة العنكبوتية لكنهم باتوا مسؤولين عن أمنهم وأمانهم ومصائر دولهم عبر وعيهم العنكبوتى. والمسلحون والمقاتلون على الأرض حيث داعش وأخواتها هنا ونصرة وقاعدة وأبناء عمومها هناك ليسوا إلا نتاجا لنشاط عنكبوتى محموم. والصراعات بين الدول والاحتقانات الدبلوماسية والانتقامات السياسية لن تكون عبر طرد سفير هنا أو حظر اقتصادى هناك فقط، لكن أغلبها وأقواها سيكون عبر هذه الشبكة التى نصب نحن جل اهتمامنا فيها على تدوير «جمعة مباركة» محمومة أو تحميل أغنية «آه لو لعبت يازهر» أو مشاهدة أحدث فضيحة للفنانة فلانة أو أعنف خطاب فتنة للشيخ علان.

وبينما نحن نغرق فى غياهب اهتمامات أغلبها يندرج تحت بند «قلتها أحسن»، ونتصور أن المعركة المحمومة التى نخوضها على صفحتنا الفايسبوكية لإثبات أن الطماطماية تحمل لفظ الجلالة، وإجبار الأصدقاء على إعادة تدوير دعاء أول رمضان ومنتصف رمضان وآخر رمضان وإرسالها لمائة من الأصدقاء وإلا مسنا ضرر وضربنا ملل، يمضى العالم قدمًا فى تدريس علوم الــ«سايبر» من هجمات ووقاية ودبلوماسية وتمكين وتدبير وتوقع وتدبر.

من طنجة إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى لاجوس، ومن لاجوس إلى دلهى، ومن دلهى إلى داكار خيوط وشبكات معرفية ومجالات لا أول لها ولا آخر للاستفادة لمن يرغب.

أما من لا يرغب، فعليه التوجه إلى «السايبر» لممارسة الألعاب الإلكترونية والدردشة بعيدًا عن الأعين وتحميل أحدث أغانى أوكا وأروتيجا. لهم سايبرهم ولنا سايبرنا.

 نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهم سايبرهم ولنا سايبرنا لهم سايبرهم ولنا سايبرنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon