توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن غياب السياسة

  مصر اليوم -

ثمن غياب السياسة

بقلم - نادين عبدالله

هو ثمن باهظ يدفعه الجميع بلا استثاء؛ ليس فقط النظام الذى تسبب فيها لكن أيضًا المجتمع الذى حرم منها غالبًا٬ وشرعنها أحيانًا. السياسة هى وسيلة وليست غاية فى ذاتها. وهى ببساطة أداة المجتمع للتعبير عن نفسه٬ ووسيلة النظام لتجديد شرعيته٬ ووسيلة السلطة للتواصل مع الناس من منطلق شرعية الاقتناع لا القوة. فلو لم تكن القنوات السياسية مهمة لما آمنت بها المجتمعات٬ ولما اعتنقتها الدول المتقدمة٬ ولما سمعنا عن علماء فى العلوم السياسية والاجتماعية.

والحقيقة أننا وجدنا أنفسنا فى مصر فى السنوات الماضية أمام نظام آثر إغلاق المجال العام بشكل غير مسبوق. ففرص التعبير عن الرأى تتاح للمؤيدين فى أوسع الحدود٬ ولذوى الأصوات النقدية أو المعارضة فى أضيقها. أما الساحة السياسية والإعلامية فهى مفتوحة على مصراعيها أمام «المطبلاتى» والمؤيد بعقل؛ وشبه مغلقة أمام من أطلق عليه البعض لقب «المقللاتى». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أغلقت أيضًا قنوات التواصل السياسى الطبيعية فى أى مجتمع، سواء كانت كيانات سياسية أو حزبية أو نقابية؛ أو حتى مبادرات شبابية نقدية؛ فشعرت كتل مجتمعية واسعة بأن صوتها غير مسموع٬ وأن حقها فى التعبير عن نفسها تم إهداره.

وأمام مجال عام مغلق بالضبة والمفتاح٬ اختار البعض أن يهلل بلا وعى متبعًا مقولات تردد هنا أو هناك: «احنا مجتمع ميجيش غير كده»٬ «مفيش حاجة اسمها ديمقراطية فى بلادنا»؛ فى حين انزوى كثيرون ممن انخرطوا سابقًا فى عمل مجتمعى أو سياسى٬ وتقوقع آخرون فهجروا العمل العام للتركيز على ساحة العمل الخاص. وكانت النتيجة هى غياب أى كيانات تمثل المجتمع٬ وتعبر عن مطالبه وتطلعاته بشكل منظم ومنضبط. وهو أمر٬ بالمناسبة٬ لا يفيد النظام سياسى بقدر ما يضره. هذا بالإضافة إلى كبت غير مسبوق للطاقات النقدية على جميع الأصعدة٬ وهى إشكالية حقيقية، لأن الاختلاف والنقاش بين وجهات النظر المختلفة بشأن السياسات المتبعة هما الطريقة الوحيدة لضمان أنها الأفضل. وهذا يعنى أن تصور البعض٬ أن النقاش العام حول القضايا الملحة هو رفاهية ليس أكثر٬ هو تصور خاطئ. فالمجتمعات التى تطورت هى تلك التى وفرت جواً من الحرية سمح للمتخصصين وغيرهم من المهتمين بالشأن العام بالتعبير عن أطروحاتهم النقدية بلا خوف أو تخوين٬ وطرح تصوراتهم أو سياستهم البديلة فى جو من الثقة والتعاون المتبادل. فلا يمكن التوصل إلى أفضل الحلول سوى فى نظام منفتح يقبل الحجة والحجة المضادة٬ ويعترف بأن للنقاش العام دوراً ووظيفة٬ فلا يوظفه أو يسطحه.

وأخيرًا٬ ليس غريبًا أن ينتج عن هذا المناخ المغلق حياة سياسية هشة غابت أو غيب عنها الهدف الحقيقى من السياسة: وهو التنافس الصحى بين وجهات نظر متعددة ونقدية تمثل تطلعات كتل مجتمعية عدة؛ يصلها التنافس٬ فى نهاية المطاف٬ إلى حلول وسطية يرضى عنها أكبر عدد من الأطراف بما يضمن استقرار كل من النظام والمجتمع. وهنا٬ وللأسف٬ يأتى مشهد الانتخابات المقبلة فى مصر كتجسيد حقيقى لمعضلة غياب السياسة٬ وانتفاء جوهرها المتمثل فى التنافس بين رؤى وبرامج وربما سياسات مختلفة تمثل توجهات وكتلا مجتمعية متعددة؛ وهو مشهد يعكس فى وحدته أسباب تفرقه الضمنى؛ وفى قوته جوانب ضعفه المخفية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن غياب السياسة ثمن غياب السياسة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon