توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الفقاعة ليست حلاً

  مصر اليوم -

الفقاعة ليست حلاً

بقلم - نادين عبدالله

ذكرتنى الأحداِث المؤسفة التى شهدتها مصر فى الأيام القليلة الماضية إثر سقوط الأمطار بمقال كتبته منذ عامين بعنوان: «مهلاً، الفقاعة، ليست حلاً». فقد شاءت الأقدار أن تكون المناطق الأكثر تضررًا، على غرار منطقة التجمع الخامس، هى الأحدث زمنيًا، والأكثر ثراءً، بل انعزالاً أيضًا. للأسف، لم يستفد سكانها، الذين دفعوا أموالاً طائلة للحياة فى مكان أكثر تعولمًا وأقل تلوثًا عن قلب القاهرة، بل على العكس تضرروا حين تهالك العديد من الأسطح، وغرقت الشوارع فحبس المواطنون فى سيارتهم لساعات طويلة، وهو أمر كارثى بجميع المقاييس.

وبعدها بأيام قليلة، كشف تقرير هيئة الرقابة الإدارية عن سبب أو أسباب هذه الكارثة التى ألمت بالبنية التحتية لمنطقة القاهرة الجديدة، فذكر منها الخلل فى محطات الرفع، ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق وبعض لوحات التحكم الرئيسية لتشغيل الطلمبات الخاصة بنظام الصرف الصحى بالقاهرة الجديدة، بالإضافة إلى المخالفات التى شابت إجراءات تسليم وتسلم محطات الصرف بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة وشركة الصرف الصحى بالقاهرة.

وهو ما يعنى بوضوح أن الانعزال داخل «واحات» أو «فقاعات» تخلقها الطبقات الأعلى اجتماعيِا لنفسها وتنغلق بداخلها سواء على مستوى التعليم أو الاستشفاء، أو السكن والترفيه ليس حلاً. ففى وقت يدرك فيه الكثيرون أن مزيدا من الضغوط المالية متوقع، وأن التحسن فى الخدمات العامة للدولة، من تعليم وصحة وبنية تحتية ليس، بالتبعية، متوقعا حدوثه قريبًا، تتجه الطبقات الميسورة إلى مزيد من التقوقع، ولسان حالها لن نراقب الدولة، ولن نسائلها بل لن نطلب منها شيئًا، فلتتركنا فقط نبتعد عنها بهدوء لنعيش فى «واحتنا» البديلة. وهو فى الحقيقة، توجه يتقاطع مع سياسات حكومية اجتماعية وعمرانية ربما تعزز الفرضية ذاتها حيث الإصرار على خلق بؤر حديثة ومناطق سكنية جديدة فى مناطق جغرافية أبعد، ناسية أو متناسية المناطق المهمشة الأقدم بمواطنيها ومعاناتهم.

وعلى كل، لا نسعى هنا إلى نقد خيارات قطاعات مجتمعية بعينها خاصة أننا نعلم أنها نتاج التدهور الحالى، ومن الطبيعى أن يسعى كل منا إلى حياة أفضل طالما استطاع لذلك سبيلاً. فاللجوء إلى التعليم الخاص، والمستشفيات الخاصة ثم إلى المجمعات السكنية الأكثر رقيًا وجمالاً وانعزالاً تلك التى تبنيها أيضًا شركات القطاع الخاص ما هى إلا محاولات للهروب من تردى الخدمات العامة للدولة، ومن القبح المحيط هنا وهناك. ولكن ما نسعى إلى مناقشته هنا هو بالأحرى هذه التصورات المغلوطة الناتجة عن خيارات ربما منطقية. فلا يمكن أن تنعم الطبقات الأعلى اجتماعيًا بالحياة التى تتمناها فى ظل دولة مترهلة تفتقر إلى الكفاءة والقانون أو إلى القدرة أو الرغبة فى إعماله. وبالتالى، فإن الهروب منها أو تجاهلها على الأرجح لن يفيد؛ إنما الإصرار على مساءلتها، ومراقبتها والضغط لإصلاح أدائها هو الحل الوحيد المجدى على المدى الأطول.

وهو ببساطة الأمر الذى دللت عليه حادثة الأمطار الأخيرة تلك التى تسبقها مثلاً (وبمعدل يومى) حوادث طرق مميتة. فتدهور الخدمات العامة والبنية التحتية قد يؤدى بحياتك (بعد الشر) وإن امتلكت مال قارون. وهذا يعنى أن أحوال الدولة المتدهورة قادرة على تحويل «واحات» الهدوء والسكينة إلى «غابات» هوجاء فى غمضة عين. لذا فإن جدار «الفقاعة» أكثر هشاشة مما يتخيل الكثيرون، كما أن أسوارها تزداد شفافية يومًا بعد يوم، فهل يوجد من يعى أن المفتاح لا يزال فى إصلاح الدولة وليس فى الهرب منها؟.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقاعة ليست حلاً الفقاعة ليست حلاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon