بقلم : مارلين سلوم
للدراما المصرية سحر تمارسه علينا منذ طفولتنا، ولا يزول أثره ومفعوله مهما ابتعدنا عنها أو حاولنا تجاهلها.
كل مشاهد عربي يعرف هذا الطعم المختلف للمسلسلات المصرية، وقد تذوّقه طفلاً، ويشعر بطعمه كلما عادت به الذكريات إلى متعة المشاهدة التلفزيونية وطقوسها وأجمل الأعمال والحكايات التي عاشها مع أبطال رائعين. وللمشاهدة في شهر رمضان متعة خاصة، وسحر يدوم.
كل مشاهد عربي يحب الدراما المصرية لأسباب كثيرة، ويتأثر بها بشكل أو بآخر، لكن ليس كل ما تعرضه الدراما يخلو من أخطاء أو يرتقي إلى الجودة المطلوبة، خصوصاً مع كثرة الأعمال التي يتم إنتاجها وبثها على القنوات، وليس كل عمل يت��ك أثراً إيجابياً في النفوس، فالبعض يبحث عن الربح المادي أولاً وأخيراً، ويحرص على التواجد على الشاشة في الشهر الفضيل أياً كان المضمون.
ويبدو في هذا الموسم، أن الدراما المصرية قررت أن تعقد صلح بين «المشاهد» و«الشرطة»، من خلال حكايات النضال الوطنية، والقصص المؤثرة عن أبطال يضعون حياتهم على أكفهم كل يوم، من أجل حماية الناس والدفاع عن الوطن.
النجوم يطلون بلباس القوات الخاصة، يخوضون معارك ويقدمون صورة إيجابية عن أبناء الشرطة ورجالها البواسل. فهل تستطيع الدراما إعادة رأب الصدع وردم الفجوة وتصحيح الصورة، ليعود الالتحام بين الطرفين فتُقطع الطريق على كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر؟
«كلبش» بجزئه الثاني، «نسر الصعيد»، «أمر واقع»، «طايع».. وغيرها من الأعمال التي تواجه الإرهاب، وفي نفس الوقت تقدم الضباط بصور مشرّفة، غير تقليدية، متلاصقة مع الواقع الذي تعيشه مصر اليوم.
لا حكم على المسلسلات والأعمال الفنية قبل مشاهدتها، ولا حكم على جودة الصناعة خلال هذا الموسم، قبل أن نتابع عدة حلقات منها، إنما بعض الملامح العامة تستوقفنا وتشير إلى اتجاه عام يسود، ورغبة في تسليط الأضواء على حقائق معينة.
هؤلاء الأبطال من الجنود والضباط الذين يعيشون في حرب مفتوحة على الإرهاب، ويسقط منهم الكثير من الشهداء، يستحقون أن نراهم أو نرى من يمثلهم ويجسدهم على الشاشة، وينقل بعضاً من قصص حياتهم وواقع يومياتهم وصراعاتهم وهمومهم ومخاوفهم، وفي نفس الوقت معاناة أهاليهم وزوجاتهم وأطفالهم وهم يعيشون الفخر والقلق في آن واحد، يخفون خوفهم لأن التضحية من أجل حماية الناس والوطن أهم.
هنا لا بد من الإشادة بنشيد «باشا مصر» بصوت «المدفعجية» كإهداء منهم للمسلسل وللشخصية التي يجسدها أمير كرارة ونالت إعجاب الجمهور العام الماضي في الجزء الأول. وهذا دليل آخر، على مدى تأثير الدراما في المشاهدين، وفي تغيير وجهات النظر، لذا فهي ليست مجرد «لعبة تمثيل»، بل تجسيد لواقع ومشاعر، والمسؤولية على عاتقها كبيرة.
نقلا عن المصري القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع