توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل جاء وقت حرب بانون وكوشنر فى الشرق الأوسط؟

  مصر اليوم -

هل جاء وقت حرب بانون وكوشنر فى الشرق الأوسط

بقلم - عبد العظيم حماد

فى يوم 17 مارس من العام الماضى كتبنا هنا تحت عنوان «حرب ستيف بانون الحتمية فى الشرق الأوسط» أن الإدارة الأمريكية الجديدة تؤمن بوجوب دخول الولايات المتحدة فى حرب كبيرة، وأنها حددت ثلاث جبهات محتملة لهذه الحرب، هى: أولا: بحر الصين، أى ضد كوريا الشمالية، وربما الصين أيضا، وثانيا: بحر البلطيق، أى ضد روسيا، وثالثا: الخليج والشرق الأوسط، أى ضد إيران وحلفائها من دول وميليشيات، وكذلك ضد تنظيمات الإسلام السنى المتطرفة، كداعش ونظرائها.
فى ذلك المقال رجحنا أن يختار صناع القرار الأمريكى منطقتنا، لأنها الأكثر رخاوة، والأكثر التهابا، ولعدم امتلاك الخصوم المستهدفين أسلحة دمار شامل، ولوجود محرضين إقليميين مؤثرين فى واشنطن، مثل إسرائيل والسعودية.

ومن باب استيفاء العرض تجدر الإشارة إلى أن ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين فى البيت الأبيض فى ذلك الوقت، وزعيم اليمين الشعبوى الأمريكى يمد نشاطه التبشيرى إلى أوروبا الآن، وأنه استمد عقيدته المشئومة تلك من كتاب من أمهات الكتب، للمؤرخين الكبيرين نيل هاو، ووليم شتراوس، هذا الكتاب الصادر عام 1997 يطرح نموذجا تفسيريا للتحولات الكبرى فى التاريخ الأمريكى يفهم منه أن التحول يقع كل 90 عاما، ويستغرق عقدين من الزمان، تتخللهما حرب كبيرة، وأن التحول الحالى بدأ منذ عام 2008.

على الرغم من أن البروفسير هاو تبرأ مما وصفه برؤية بانون الظلامية للتاريخ وللعالم، كما تبرأ من تعسف الأخير فى استنتاج حتمية الحرب خلال العقد الحالى من كتابه المشار اليه، قائلا إنه وشريكه المتوفى تحدثا عن الحرب كإمكانية محتملة فقط، وكذلك على الرغم من أن بانون ترك منصبه فى الصيف الماضى، فإن دوره فى الدفع نحو «حرب كبرى» لم يتوقف لدى أجهزة صنع السياسة، ومراكز الفكر الاستراتيجى، وأيضا لدى الرأى العام، مثله فى ذلك مثل ريتشارد بيرل الملقب بأمير الظلام فى إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، الذى ظل مؤثرا بقوة بعد مغادرة منصب رئيس مجلس التخطيط الاستراتيجى فى البنتاجون، وليس ذلك الا لأن كلا منهما (أى بانون وبيرل) يمثل ويقود تيارا أيديولوجيا قويا، وجماعات سياسية نافذة، كانت تسمى فى عهد بوش الابن بالمحافظين الجدد، وتعرف الآن فى عهد ترامب باليمين الشعبوى، وفى الحالتين فإن أفكار ومزاج هذه الجماعات تتطابق مع أفكار ومزاج ساكن البيت الأبيض وأركان إدارته، وهو ما تعزز فى حالة الرئيس ترامب بالتغييرات الأخيرة فى مناصب وزير الخارجية ومدير المخابرات المركزية، ومستشار الأمن القومى.

كان ذلك هو الفصل الأول فى الرواية التى يقوم فيها بانون بدور الأب الروحى للحرب المقبلة فى الشرق الأوسط، أما الفصل الثانى فقدمته مجلة «ذا نيويوركر» فى تقرير مستفيض حول زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى الأخيرة والمطولة للولايات المتحدة، وهو تقرير يصرح كاتبه ديكستر فيلينكس منذ البداية، بأنه يستقى معظم معلوماته وتقديراته من ستيف بانون ولا أحد غيره، وخلاصته أن جاريد كوشنر مسئول الشرق الأوسط فى البيت الأبيض، وزوج ابنة الرئيس الأمريكى يتبنى الرؤية «البانونية» نفسها بالكامل فى المنطقة، ويضيف نقلا عن الرجل «أن الشرق الأوسط والخليج هما المنطقتان أو الموضوعان الوحيدان اللذان لم يحدث حولهما أى خلاف بينى وبين كوشنر، على الرغم من أننا اختلفنا حول كل شىء آخر» ثم ينتقل كاتب تقرير «ذا نيويوركر» خطوة أخرى فيقول إن كوشنر وطد علاقة تفاهم قوية مع بن سلمان حول معظم قضايا الشرق الأوسط والخليج، وأنه يثق فى صلابة وتصميم ولى العهد السعودى.

إذن فقد أصبحت حرب ستيف بانون، وجاريد كوشنر الكبرى فى الشرق الأوسط أقرب احتمالا الآن من أى وقت مضى، طبقا لهذا التحليل، ولكن هل ستنفجر هذه الحرب بمواصفاتها سابقة التجهيز، من خلال الأزمة الحالية حول استخدام أسلحة كيماوية فى مدينة دوما السوريا؟ أم سيبقى الرد الأمريكى محدودا فى إطار تثبيت الخط الأحمر بحظر استخدام هذا النوع من الأسلحة من جانب النظام السورى، حتى وإن طال أمد القصف الأمريكى، وازدادت كثافته؟
لا أحد بالطبع يملك إجابة قاطعة إلا صناع القرار الأمريكى وشركاؤهم فى السعودية وإسرائيل.

غير أن محاذير الحرب الكبرى، وخاصة مع استخدام قوات برية تبقى كثيرة، ولا يستهان بها، منها خطر المواجهة الأمريكية الروسية، وخطر اندلاع حرب موازية بين إسرائيل وحزب الله، حتى وإن كان الإسرائيليون يتحرقون رغبة فى الخلاص من كابوس هذا الحزب، ومنها ثالثا احتمال فتح جبهات فى الخليج وبحر العرب وباب المندب، بما ينطوى عليه ذلك من آثار مدمرة على الاقتصاد والتجارة الدوليين.

ليست هذه فقط هى الأسباب المرجحة لبقاء الضربة الأمريكية المقبلة لسوريا فى إطار محدود، إذ تنذر دروس الخبرة الأمريكية فى حروب ما بعد الحرب العالمية الثانية بالفشل السياسى، وربما بالنتائج العكسية على طول الخط، فهذا ما حدث فى فيتنام، وفى غزو كل أفغانستان والعراق، وفى الحالتين الأخيرتين كانت إيران هى الكاسب الأكبر من الغزو الأمريكى.
ولا تكتمل دروس الخبرة الأمريكية السلبية فى حروب ما بعد الحرب العالمية الثانية الا بالانتباه إلى أن أكبر وأطول حرب كسبتها الولايات المتحدة هى تلك التى لم تطلق فيها رصاصة واحدة، وهى الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى.. القوة العظمى الثانية فى العالم، وضد الأيديولوجية الشيوعية، الأكثر جاذبية فى وقتها لكتل هائلة من البشر على امتداد القارات الست، وفى هذا السياق نفسه يمكن القول إن الولايات المتحدة كسبت معركة حصر التوسع الشيوعى من الصين فى جنوب شرق آسيا بعد انسحابها العسكرى من فيتنام، واستخدام الوسائل السلمية، وفى مقدمتها الانفتاح على الصين نفسها، والتعاون فى ميادين التنمية الاقتصادية والتجارة.

عند هذا الحد من التحليل يكون السؤال الأخير والأهم هو: أى طراز من الرجال هم صناع الاستراتيجية والقرار فى الولايات المتحدة الآن.. أى طراز من الرجال هم ترامب وكوشنر وبولتون وبومبيو؟! هل هم من طراز بوش الابن ورجاله.. دونالد رامسفيلد وريتشارد بيرل وبول فولفويتز وإليوت أبرمز الأيديولوجيين، ضيقى الأفق، المغرورين بغطرسة القوة، ممن تحركهم عقيدة التفوق العنصرى والثقافى، وأوهام المشروع الإمبراطورى؟ أم هم من طراز بوش الأب ورجاله.. جيمس بيكر وبيرينت سكوكروفت وغيرهم.. المتحررين من سطوة الأيديولوجية، وغطرسة القوة، الذين فهموا أن عصر الإمبراطوريات ولى وانقضى، فلم يغرهم الانتصار على صدام حسين فى الكويت بغزو العراق مثلا؟!

أخشى أن الإجابة لا تبشر بخير.

بالمناسبة لماذا لم تُدْلِ أى عاصمة عربية غير خليجية برأيها فى الخطط الأمريكية نحو سوريا؟ ولماذا تلوذ الجامعة العربية بالصمت؟

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جاء وقت حرب بانون وكوشنر فى الشرق الأوسط هل جاء وقت حرب بانون وكوشنر فى الشرق الأوسط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon