بقلم : علاء عبد الهادي
مصر مهددة بالطرد من اتحاد الناشرين الدوليين، رغم المكانة الرفيعة التي كانت تتبوأها علي مدار تاريخها.
أيضا مصر معرضة لفرض عقوبات اقتصادية عليها لعدم احترامها لحقوق الملكية الفكرية.
لماذا كل هذا الكلام المزعج؟
السبب ببساطة أن مصر تحولت إلي ما يمكن أن نعتبره مركزا إقليميا لتزوير الكتاب ليس المصري فقط، ولكن الكتاب العربي، وحتي الكتب الأجنبية.. ووصل الأمر إلي حد أن هناك عددا من كبار الناشرين يفاجأون بكتبهم تباع في معارض ليس لهم فيها وكيل ولا موزع، وبتعقب الامر اكتشفوا أن الناشر العربي يشتري نسخة واحدة فقط ويذهب إلي »مطبعة تحت بير السلم» لكي تطبع له الكمية التي يريدها ويتم الشحن بالتحايل من خلال »كونيترات» إلي دول الخليج، وإلي دول عربية مجاورة.
ماذا يعني هذا؟
هذا يعني كارثة اقتصادية وثقافية سوف تلحق ضررا مباشرا بقوة مصر الثقافية الناعمة..
عندما يتم تزوير الكتاب، هذا يعني أن ينسحب الناشر الحقيقي من السوق، ويتجه إلي عمل آخر، ولا يقف يتفرج علي جهده يجني غيره ثماره، ويعني بالتبعية توقف حركة الإبداع والفكر.
تظهر الخطورة أكثر عندما تعلم أن كتب طه حسين ويوسف السباعي مثلا تدرس في مدارس الجزائر، والمغرب وتونس.
الحل؟
الحل له شق قانوني يتمثل في ضرورة تغليظ عقوبة التزوير وتسهيل تسجيل العلامات التجارية لدور النشر، والأهم هو أن تقتني الدولة الكتب التي تصدرها دور النشر الجادة وتتيحها بأعداد كافية في المكتبات العامة التي يجب أن تكون في كل مدينة، وكل مركز وكل حي..
>> مشروع انشاء المتحف المصري الكبير مشروع سييء الحظ.. أكثر من ١٢ عاما ونحن في انتظار ميلاده ليكون أكبر متاحف العالم قاطبة من حيث الحجم والامكانيات لأهم حضارة عرفتها الانسانية وهي الحضارة الفرعونية قبالة أهم أثرا إنساني وهو الاهرامات.. قبل ١٢ عاما سرت وراء موكب أشهر ملوك الفراعنة رمسيس الثاني من ميدان باب الحديد الذي حمل اسمه إلي مقر انشاءالمتحف.. ونقلت فضائيات العالم الحدث علي الهواء.. قبل أيام تابع العالم تحرك الفرعوني في آخر الامتار في الرحلة إلي حيث سيوضع في البهو الرئيسي للمتحف يستقبل الزوار مع أكثر من ٨٠ قطعة..
أنا غير سعيد، وغير متفائل أننا بعد أكثر من ١٣ عاما سوف نفتتح المتحف »جزئيا» ليضيع أهم ما يميزه وهو أنه الأكبر، والأضخم والأهم.
يمكن اطلاق حملة تبرعات دولية علي غرار حملة اليونسكو لانقاذ آثار النوبة، ويمكن توقيع عقود مع شركات دولية متخصصة لجمع التبرعات مقابل نسبة، ويمكن لكبار رجال الاعمال أن يتصدوا لانشاء قاعات باسمائهم وأن يتبرع كل مصري مقتدر بشراء طوبة بقيمة ٥٠٠ جنيه مثلا ويعطي وثيقة أو سندا رمزيا يورثه لأحفاده يقول فيه أنه نال شرف المشاركة في بناء متحب مصر الكبير.
ثقافة غريبة علينا .. أليس كذلك؟
نقلا عن الاخبار القاهريه