بقلم - ريهام مازن
ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، رجل ذو طموحات كبيرة وأفكار إصلاحية انفتاحية غير مسبوقة، لم تشهدها السعودية من قبل، وقد تلقى أفكاره صدى في المملكة وتجعل منها بلداً أكثر انفتاحاً، سواء على الصعيد الداخلي أو العربي أو على المستوى العالمي.
وخلال السنتين الماضيتين اللتين كان فيهما ولياً لولي العهد (ثم وليا للعهد) ووزيراً للدفاع إضافة إلى إشرافه على مشروع رؤية 2030 وترؤسه للمجلس الأعلى لشركة نفطية.. كان له إنجازات عديدة، من بينها، إسقاط صلاحية الاعتقال عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسعيه لتقليص الاعتماد الاقتصادي على النفط بتنويع مصادر النشاط الاقتصادي للمملكة.
وقد حظيت التعديلات الأخيرة في المناصب العسكرية المهمة في السعودية باهتمام بالغ وتغطية إعلامية واسعة.. وجاءت هذه التغييرات ضمن ما أسمته القيادة السعودية بـ "وثيقة تطوير وزارة الدفاع".
كانت باكورة هذه التغييرات ما جرى عام 2016، عندما أطلق الأمير محمد بن سلمان، ما سمي بـ "رؤية 2030" التي تهدف إلى إجراء إصلاحات شاملة في المملكة.
وقد أطلقت تلك الخطة في شهر أبريل 2016 "استعداداً لمرحلة ما بعد النفط في المملكة" كما وصفت، وقد أقرها مجلس الوزراء السعودي. وبدأ العمل، ضمن إطارها، في نحو 80 مشروعاً حكومياً تتراوح كلفة الواحد منها بين ثلاثة إلى سبعة مليارات ريال سعودي.
ومنذ عدة أيام، جاءت خطوة تعيين امرأة نائبة لوزير العمل مباشرة بعد الإعلان عن فتح باب التجنيد الاختياري أمام الفتيات للالتحاق بالحياة العسكرية برتبة مجند، الأمر الذي تداولته وسائل الإعلام على نطاق واسع.
وكان قرار قيادة المرأة للسيارة قد شغل حيِّزَاً إعلامياً واسعاً في العالم العربي والغربي والذي من المقرر العمل به رسميا في يونيو 2018.
في الوقت ذاته، كان لمشاركة النساء والفتيات في الحياة العامة نصيباً مهماً من تسليط الأضواء، حيث التقطت عدسات كاميرات المواقع والشبكات الإخبارية، النساء وهن تحضرن مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية، الأمر الذي كان من المستحيل أن يحدث، لولا وجود هذا الشاب الجريء الطموح، الذي يصّر على تغيير وجه بلاده وسط العالم.
يقود محمد بن سلمان خُطة إصلاح اقتصادية لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على النفط، وكشف عن رؤية السعودية 2030.. وقد أمر بحبس أمراء ووزراء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وهذا أمر لم تشهده المملكة العربية السعودية من قبل.
يتزامن مع تلك الأحداث والتغييرات التي تشهدها السعودية، استعداد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة أسبوع الموضة العربي، وهو الحدث الذي ينظم في المملكة للمرة الأولى، وفقاً لما أعلنه مجلس الموضة العربي.
يأتي ذلك أيضاً في إطار سلسلة من المبادرات التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقال إنها تستهدف "انطلاق عهد ثقافي جديد" في الدولة التي يسودها الاتجاه المحافظ.
ورغم الترجيحات بأن التصميمات المعروضة في أسبوع الموضة (وينعقد في الرياض في الفترة من 26 مارس وحتى 31 من الشهر نفسه مع الاستعداد لأسبوع آخر في أكتوبر المقبل) سوف يغلب عليها الالتزام بقواعد ومعايير الزي السعودي التقليدي، إلا أن تنظيم هذا الحدث في حد ذاته، يُعد إضافة إلى الصورة التي يسعى ولي العهد السعودي إلى رسمها عن التوجه الجديد في بلاده.
كما يعد الحدث خطوة جديدة في ظل المبادرات التي بدأها بن سلمان، إذ يأتي أسبوع الموضة بعد إقامة حفلات موسيقية عامة والإعلان عن تشغيل دور عرض السينما في السعودية.
من قلبي: ما يقوم به ولي العهد السعودي من إصلاحات لبلاده ضرورة تحتمها الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة وتعد إجراءات تعيد للمملكة حيويتها وقدرتها على مواكبة تحديات العصر.
من كل قلبي: نتمنى للسعودية كل التوفيق لأنها دولة محورية في المنطقة العربية ولا غنى عنها للحفاظ على الأمن القومي العربي.. والله ولي التوفيق!
نقلا عن الاهرام القاهريه